19 ديسمبر، 2024 11:14 م

خلطٌ لأوراقٍ عراقيةٍ متباينة , لا يمكن فصلها عن بعضها

خلطٌ لأوراقٍ عراقيةٍ متباينة , لا يمكن فصلها عن بعضها

وهكذا فاجأ الصدر للإطار بتأجيل تظاهرته المليونية المقررة ليوم السبت القادم , ولتبقى تظاهرة الإطار لوحدها في الساحة على حافة المنطقة الخضراء , وليبقى صوت متظاهريهم يشقّ عنان السماء ويخطف اضواء وسائل الإعلام دونما صدىً صدريٍّ مقابل .! لكن سوف لن تغيّر هذه التظاهرة ولا تقدّم ايّ جديد اذا لم يرافقها حراكٌ او تحرّك تصعيدي < من السابق لأوانه التطرّق او الإشارة اليه > .

كلتا التظاهرات التيارية والإطارية المندلعة منذ نحو ثلاثة اسابيع , ورغم أنّ ابعادها مرئيّة ومكشوفة للإعلام والرأي العام , لكنه ومن زاويةٍ اخرى فلا أحدَ ولا جهةَ مستعدة للإعلان والتساؤل رسمياً عن مصدر التمويل اللوجستي والغذائي والمالي الذي تحصل عليه شرائح وجموع المتظاهرين او نصفهم على الأقل , والحقيقة أنّ تكاليف ومصاريف هذه التغطية اللوجستية مكلّفة للغاية , وهذا يكشف أنّ احزاب الأسلام السياسي العراقية تتمتّع بثراءٍ لا نسمّيه ” فاحش ” اذ أنّ هذه المفردة من مرادفات ومشتقات كلمة ” فحشاء ” وحاشى لهذه الأحزاب الأسلامية ان ترتكب او تقترف الفحشاء .!

بشكلٍ او بصيغةٍ اخرى يمكن تسمية أداء المتظاهرين من كلا الجانبين المتضادّيَن بأنّه او كأنّه حراكٌ مسرحي سياسي من الصنف الدرامي وليس التراجيدى , طالما بقيت الأمور على حالها , لكنّما من المحال أن تستمرّ في ذلك .! ويبدو أنّ كلا الطرفين يتحليان بصبرٍ محدودٍ ومضغوط الى الآن , ومجهولةٌ محدوديته .!

الى ذلك كذلك , فلا أحدَ ” بصيغة الجمع ” بمقدوره أن يُجزم او يُقسِم أنّ صخب التظاهرات المشتركة – الهادئ .! مفصولٌ عن الحالة المعلّقة وربما المرتبكة ” الى حدٍ ما ” عن المطبّات السياسية المؤقتة حول الملف النووي الإيراني في العاصمة النمساوية , والسجال نصف المعلن بين طهران وواشنطن في هذا الشأن , ولعلّ او لابدّ أن الأيام القلائل المقبلة وما قد يتخللها في هذا الشأن , قد تنعكس على الوضع الداخلي العراقي ومداخلاته المتداخلة مع نفسها .!

البوصلة السياسية العراقية لقراءة مسارات الأحداث , يبدو وبالأحرى من المؤكّد أن جرى خطف هذه البوصلة وإخفاؤها عن الأبصار , منْ قِبل احدى الجماعات المسلّحة , مهما كانت اسماؤها الحركيّة , وهذه هي خارطة الطريق العراقية المجرّدة والتي جرى سلخها من ايّ إشاراتٍ وعلاماتٍ مرورية , وغير ذلك ايضاً .!

أحدث المقالات

أحدث المقالات