23 ديسمبر، 2024 1:23 م

خلطة عراقية ( سليمة مراد وزهى حديد ومسماية سهر )

خلطة عراقية ( سليمة مراد وزهى حديد ومسماية سهر )

1
مسماية سهر أذهيب هي أمي ( 85 ) عاما تولد ( 1925 ) ، ولم تزل تحفظ نشيد المارسليز على قلبها ، وتحمل حكمة المعدان على أكتافها ، وحين تقف قدام المرآة تتذكر بشوق عاشورا كيف قلدت تسريحة مارلين مونرو..فصفعها أبي بقبلته الطويلة ، وهمس لها :لاشيء أحلى من تسريحة شبعاد ، واتركي موسيقى الجاز .وتعالي نلهو فوق القش حين ينام الأولاد…!
نام الأولاد واستيقظوا ..لكن أبي لم يستيقظ .فترملت أمي وأعلنت العصيان على كل احمر شفاه…ومن تلك اللحظة الدامعة التي أبكت باريس ومدينة سوق الشيوخ وتمثال الحرية صنعت والدتي مقطوعاتها الموسيقية عن شهوة قيصر وهمسة كليوباترا ودمعة عبد الكريم قاسم وليل طنجة ومشاحيف الأهوار السارحة بخيال شمعة لوجين لتبحث عن سر اشتهاء الآلهة السومرية لعذراوات المعدان فقط …..!
بين الشعر وأمي منذ سقوط الحضارات الهمجية علاقة ود أرخت لهاجسي مع الكتابة …
وزادها صوت سليمة مراد حلاوة توراتية طرزتها بيوت الشناشيل بذاكرة المندائيين وأصحاب البسطيات وناعورة جدي مهلهل في مزرعته الشتوية في تكساس..
سليمة مراد ..الهجر الذي له عادة غريبة ..فهو عصفور لا يضاجع عصفورته إلا في صينية القيمر أو نشوة البستة الجنوبية القائلة : ألف باريس .ولا الموت في بحيرة الأسماك أو خلف المتاريس..!
هذا الصوت الموشوم في يهوديته الساحرة ،وبشقاء جراح الغرام فيه ..حين يسكن قصيدة مسماية ( أمي ) كل الصين تمسك بطنها وتدخل التواليت……!
صوت سليمة مصيبة .ومصائب العراق لن تنتهي إلا بطبيب أسمه الغنية ..
ذائقة الوجع المهاجر …
ونسمته المندائية الشافية …
وصليبه المسكون بخواطر قلم حبر البابا …
صوت سليمة …
الشيخ الصوفي ( لا سني ..ولا شيعي )..!
أمي تعتبرها مشكلة حين تغني ..
وهي تعلم جيدا إن السيمفونيات والأساطيرَ لا تبدعها سوى المشاكل ..!
هذه المرأة بنت الباشا …
أمي بنت الفلاح ….
وزهى حديد بنت التكنو ــ قراط المصنوع من سدارة ملك هاشمي متحضر .لا عريف في الجيش البابلي لا يحب سوى السبي وسب جيرانه وتحدي الليزر الأمريكي بمطاحن الحنطة وبنادق الكلاشنكوف …
يصنعن مسلة لحكاية تحكيها ابتسامات الليل الحسي بغرام المرأة حين يصير النخل حبيبها …
أمي تذهب إلى طبيخ العشاء وأنينها على موت أخي بسرطان الجيوب الأنفية …
وسليمة مراد ..
هيكلها العظمي يؤنس كل ملائكة العالم السفلي بأغانيه المدهشة المجنونة ..
وزهى حديد تبتكر الأبنية وتصمم لمدن العالم فساتين حضارتها الكونكريتية ..
في كل هذا المشاهد
أرى وطنا اسمه العراق مصاباً بالجلطة القلبية …..!

2
على هجع الدبابات رقصا الفرات ودجلة ..
وضارب الدف أمي …!
يا لهذا السمر المرقط بأنين الببغاوات …
كم طويل أثر المسافة يا سليمة …
بهاجس المدمج في قرص الشهوة وفنجان القهوة
أتمنى أن تكتبي لأمي وصية اللحن لأجمل قصائدها في مدح شاكيرا وغابريل ماركيز …وحضيري أبو عزيز ..!
ولزهى حديد أتمنى أن تطلبي منها أمنية أبى في آخر شهقة له في فم أمي
أن تصمم معمارا على شكل قلب ..وفي القلب بيوتا على شكل زهرة ..وفيها كل زهرة ..واحدة منارة جامع وثانية صليب كنيسة وثالثة آس لمندي المندائيين..!
3
( حكمة )…………!
*إذا أردت أن ترمي .فتذكر أنك ستكون فاشلا كل حياتك إذا لم تصب القلب.!
· * الصائغ الماهر دقته في نبض قلبه قبل أن تكون دقته في حرفته ورسومه.
· * دون أم تسكننا دائما .لن نستطيع أن نربي أطفالنا جيداً…!
· * قل لي من أنت …أقول لكَ : بيش الساعة……!
 
* مسماية سهر أذهيب : هي والدتي حفظها الله