23 ديسمبر، 2024 6:22 ص

خلطة صدام و امريكا و الشيف أسامة … من سيكسرها ؟

خلطة صدام و امريكا و الشيف أسامة … من سيكسرها ؟

لطالما تبجح السياسيون انهم يسيّرون البلاد و العباد من خلال رؤى استراتيجية معتمدة على وطنية الاهداف .. هذا ما كانوا يقولوه .
لكن الامور في بلدنا (العظيم) لا تسير كذلك منذ زمن … فسياسيينا تبَيَن انهم يعملون كما (الشيف اسامة) بنظام (الخلطات) و التي قد تخيب او تصيب  و قد خابت في النهاية ليدفع ثمنها من تذوق طعمها ألا وهم ابناء الوطن .
سأعطيكم سر (الخلطة) العراقية والتي لم يعرف سر صنعتها (في ذلك الوقت) سوى اثنين : صدام و امريكا لا غيرهم .
هذه (الخلطة) يا سادتي هي في اتحاد فسيفساء الشعب مع بعضه البعض في بوتقة الوطنية و عندها يمكن ان تصنع من هذا الشعب مارداً لا يَرحم و قوة لا تُقهر .
ففي حرب الخليج الاولى مع ايران (1980-1988) و عند تلاحم  العراقيين مع بعضهم البعض (سحقنا) الجيش الايراني (الرابع على العالم آنذاك) ثم ليَحُل الجيش العراقي مكانه في ذلك المركز  و ليمحو قطعاته و معداته محواً إلا ما رحم ربي (( فمثلا عدد الهليكوبترات لايران قبل الحرب 750 قطعة و بعد الحرب 70 قطعة فقط و الطائرات 350 قبل و 60 بعدها و الدبابات 2100 قبلها و 400 بعدها)).
إنتفخت اسارير صدام بهذه الخلطة فأراد التهام المزيد غير ايران فاختار الكويت فكانت حتفه.. فخسر في حربها ( كل ما جمعه و ما لم يجمعه) من عدة و عتاد و سمعة و (بشر) و بانت ان خلطته الناجحة لا تقوى على الكبار و تفسخت هذه الخلطة لتضربَه في مقتل.
ظن صدام ( بنرجسيته الطاغية و بنظامه العجوز الشمولي) ان هذه الخلطة  يمكن  ان تتغير فجاء بنوعٍ جديد لم يَدُر حتى في خلد اعداءه قبل اصدقائه… فمال لسنته و لعشيرته و لنرجسيته لا لوطنيته و لا لشعبه و لا لبلده فخسر الجميع … و انتهى القائد الهمام يصيح في محكمة و كأنه لا يعرف انه كان (القاضي و الخصم و المتهم) معاً فمات كما هو اراد .
اخذت امريكا (الخلطة) من صدام لتحكم بها العراق لكن ظهر انها لم تعد صالحة فصنعت نقيضاً لهذه (الخلطة) لتنجوا بنفسها و بجيشها و بسمعتها لكنها بدل ذلك انهارت و فقدت الثلاثة و لتجعل العراق يأكل نفسه بنفسه و ليتهاوى بمن فيه الى ظلمات الطائفية البغيضة و لتصبح (مرجعياتنا) و (خلفائنا) هم حكام البلد الاوحدين و ليصبح الفساد (لا الوطنية) هدف الجميع  فسقط العراق و أُكِل يوم أكِل الثور الابيض و اصبح المواطن العراقي انساناً يعيش لياكل و ليقتل و ليتناسل  لا اكثر.
ساقولها للكل : لن نرجع لقوتنا و لعزتنا الا بعد ان نستوعب أن قوة العراق هو من قوة (خلطتنا) و اذا اردنا التخلص من سطوة (داعش و خليفتها) و من (ايران و ملالييها) ومن (امريكا ومرتزقتها) فلا ملجأ لنا سوى بخلطة العراق و تماسكه و وحدته دون المذهب او الطائفة او القبيلة و بعدها  ستنتهي كوابيس (داعش و ماعش و المارينز) وسترجع احلام العراقيين يا سادتي بريئةً جميلةً هادئةً ليس فيها سوى الماء و الخضرة الوجه الحسن …
فهل سيفعلها ابناء البلد و يصنعون خلطةً لصالحهم بدل ان يصنعها لهم الغريب و يكسروا طوق المعاناة و الظلام الذي يعيشون فيه الآن ؟؟ سننتظر و نرى .