أكثر من 80 % من سكان مدن محافظة الأنبار يصومون شهر رمضان ( العام الحالي ) ولاول مرة في تاريخ ( الأنبار ) خارج محافظتهم , و مدينتي حديثة والبغدادي غرب الانبار تجاوز سعر كيس الطحين الواحد في تلك المدينتين
( المليون ) دينار عراقي و ( الأنبار ) على إمتداد مساحة تعادل أكثر من ثلث مساحة العراق وتوجد فيها ثروات معدنية وزراعية وإقتصادية وبشرية وموارد مائية لا يوجد لها مثيل في أكثر مدن العالم ويعيشون ( الآن ) خارج مدنهم بسب ازمة وحرب الأنبار ومنافذ حدودية وتاريخ عظيم تعبق بالحاضرة الأولى ( لبني العباس ) حين إختاروا الأنبار عاصمةً أولى لهم , ونهر الفرات الخالد يشقُّ سفوح هذه المدينة من غربها إلى شرقها وبحيرات ومسطحات وبوادي جميلة , الأنبار صومعة ( الشجعان ومثابة الكرم ) وطريق المجد الذي تعبد بشهدائها , تعاني من ظهور رموزٍ وشخصيات لا يمثلون أهلها أو تاريخها المجيد , تفاقم في الآونة الخيرة بعد إنتشار كوارث التصريحات المجانية سياسياً وإقتصادياً وثقافياً .. فكيفَ يمكن لمحافظة بمثل هذا الحجم وهذا التاريخ وتلك السعة يمثلها من على شاشات القنوات الفضائية من لا يحسن لفظ عشر كلمات بشكلها الصحيح , مختلف الشخصيات من السياسيين والعشائر والمواطنين العاديين جعل أهل العراق ينظرون إلى الأنبار على أنهم لا يحسنون الحوار أو النقاش أو النقد أو إبداء الرأي والسبب يعود أولاً وأخيراً على هؤلاء وما اقترفوه من ذنبٍ على الأنبار وأهلها , لماذا لم يتعلم هؤلاء مثلما تعلمنا ويقرأون مثلما قرأنا ويسألون مثلما سألنا ويدرسون مثلما درسنا ويصبرون مثلما صبرنا ويعانون مثلما عانينا , من أعطى الصلاحيات لهذا العشائري أو السياسي أو المسؤول كي يظهر ممثلاً لأهل الأنبار وهو لا يحسن غير التلعثم , ثم ما يلبث حديثه أن يتحول إلى نكتٍ مضحكة لكنها موجعة على أهلي في الأنبار , أنا لا أضع اللوم على هؤلاء فقط بل على الناس الّذين إنتخبوهم أو إختاروهم شيوخاً للعشائر أو مسؤولين , إنها دعوة لمن يريد الشهرة من أبناء المحافظة أن يبتعد عن تمثيل أهل الأنبار ويختار برنامجاً للمسابقات أو للتسلية .. لا أن يضع نفسه في الواجهة أمام الملايين من العراقيين والعرب وهو يرتجف رعباً من الكاميرات أو يخلط في كلامه الحابل بالنابل .. دعوةٌ كريمةٌ لهؤلاء أن يقضوا أوقاتهم وسهراتهم وسجالاتهم في دواوين العشائر والمضايف وليتحدثوا هناك بما شاءوا ..