عوّدنا السفير العراقي في هلسنكي سعد عبد الوهاب قنديل ان يغرد دائما خارج السرب، وان ينحى لنفسه منحى سلبي بامتياز، ففيما كان العراق يعاني من داعش والارهاب وكان الواجب الوطني يحتم عليه التحرك الدبلوماسي في جميع الاتجاهات من اجل كسب المعركة ضد الارهاب فإن السفير المبجل قنديل كان منشغلا بكيفية الحصول على زورق، وبترميم بيته المطل على احدى البحيرات كان منهمكا الى ابعد الحدود بمشاغله الخاصة كانه يرقص على جراح الناس ومعاناتهم. هذا الرجل الغريب الاطوار والمحتقن على الدوام وعلى خلاف ما تسير عليه سياسة رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي من اسقاط الدعاوى القضائية المقامة ضد صحفيين او سائل الاعلام والبدء بصفحة جديدة فان قنديل سار بعكس ذلك الاتجاه وقام برفع سلسلة من الدعوى القضائية بصفته الرسمية والشخصية على مجموعة من الاطراف، بينهم صحفيون ومواقع الكترونية “منها على سبيل المثال موقع “عراق القانون”.
هل ارسلت الدولة العراقية سفرائها من اجل الانشغال بالدعاوى القضائية ضد هذا او ذاك؟ هل ما يمر به العراق يسمح له بالدخول في سجالات جانبية لا طائل من ورائها؟ لماذا هذا الصراع مع جميع الاطراف؟! صراع مع موظفي السفارة العراقية في هلسنكي بمختلف شرائحهم، صراع مع وسائل الاعلام ورجال الصحافة! وصراع مع بعض اطراف الجالية العراقية والشخصيات البارزة فيها.
ان السفير حاول ولمرات عديدة من وزارة الخارجية ان يقوم برفع دعاوى قضائية ضد العديد من المواقع والشخصيات العاملة في مجال الاعلام ولكن الوزارة رفضت تلك الطلبات الساذجة والعبثية. قنديل تجاوز الوزارة واستعان بشخصيات من خارج السفارة لكي يكمل مشواره في اقامة تلك الدعوات القضائية. اليس هناك رقابة كافية من قبل الجهات الرسمية في الوزارة تتابع عبثيات هذا الرجل التي لا تنتهي عند حد؟! ان قنديل شخصية رفضها حتى قيادات المجلس الاعلى وخصوصا الشيخ همام حمودي في لقائه الاخير بالسفير في بغداد حيث ابلغه بشكل صريح وواضح بضرورة ان تكون السفارة بابا للجميع وان تتجاوز صغائر الامور من اجل مصلحة العراق، هكذا شخصية لا تتمتع بالحنكة الدبلوماسية بل شغوفة بتفاهات الامور لا تستحق ان تمثل العراق في المحافل الدولية.