19 ديسمبر، 2024 12:28 ص

خلافات خطيرة والقادم لا يسر

خلافات خطيرة والقادم لا يسر

لكل فعل رد فعل، وفي حالة الهجوم لابد من التخطيط، للدفاع بطريقة محكمة، وهذا هو واقع البرلمان، الذي قام بعض أعضائه بالتخلي عن وطنيته، في وقت هم بحاجة، الى وحدة الكلمة وكلمة الوحدة، وقد آن الأوان لتكاتف الجهود، من أجل الإسراع بالإصلاح، ولكن بطريقة سليمة ومدروسة، وبنفس الوقت نضع في الاعتبار الأهم، وهو تحرير الأراضي العراقية المغتصبة، وعودة المدن الى أحضان الوطن الواحد، فالسلوك يجب أن يكون متناسباً مع الأوقات العصيبة، وبالتالي نغرس في عدونا روح الهزيمة، واليأس، والتخبط، الذي يسّرع بخروجه منهزماً مدحوراً.إن ما يؤدي الى الضعف والإنقسام، هو سيطرة الشياطين، على منظومة دستورية وتشريعية، بطريقة العنف القانوني، وبشكل يوحي بمسرحية، أبطالها كهنة المعبد يأكلون اللحوم، ويحصل الفقراء على فتات الخبز، في حين أن القوى المعتدلة، إمتلكت وما تزال تمتلك، رؤية إستراتيجية واقعية متكاملة، وستلقي بظلالها على مستقبل العراق الموحد، هذا إن إستمعوا لها، وأدخلوها حيز التطبيق، نعود ونقول لا حياة لمن تنادي.كثير من الضياع قليل من البناء، هو ما أبدع فيه هؤلاء النواب، أثناء عملهم الرقابي، فهم يختارون ما يرجح كفتهم، ويخدم مصالحهم ليس إلا، وعلى شاشات الفضائيات، ينبحون بعناوين رنانة، لا تنم إلا عن طمعهم وفشلهم الذريع، في خدمة المساكين السذج، الذين يصدقون من أنتخبوهم وهم واهمون، نعم واهمون جملة وتفصيلا، لأن أساس التغيير وتوقيته غير منطقي بالمرة، كما أنه يبين مدى إستخفاف هؤلاء الثلة الطامعة، من خلال تصرفهم البرلماني اللا قانوني، بعقول المواطنين من خلال تعطيل المسيرة الإصلاحية،وهي في بداياتها وووفق التشريعات والقوانين، التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن.عناوين التآمر، والطائفية، والمحاصصة، والفساد، ومحاربته باتت اليوم شعاراً للفاسدين أنفسهم، فالعجب كل العجب! كيف ينسون أن فاقد الشيء لا يعطيه، فكيف يصبح مَنْ هو فاشل مترهل، في جلسة برلمانية وضحاها، قائدا، وداعياً، وراعياً للإصلاح، ويبيت ليله تحت قبة البرلمان، منكسراً ومهموماً على حقوق المواطنين، ومدافعاً عن حقهم المفقود في جيوب الفاسدين، وهو مَنْ أمضى لياليه الملاح السابقة، في الهدر، والنهب، والقتل!ختاماً: المتابع لجلسة البرلمان هذه الأيام، كان يرى حجم الإنقسام، الذي وصل إليه ساسة الصدفة، حيث لم يأبهوا بالزمن العصيب، الذي يمر على قواتنا في معاركها ضد الإرهاب، لكن هؤلاء ركنوا الى الخلافات، فباتت التداعيات خطيرة والنتائج أخطر، والقادم لا يسر، داعين الباري (عز وجل) أن يحفظ العراق وأهله.