7 أبريل، 2024 8:02 م
Search
Close this search box.

خلاص الامة؟!

Facebook
Twitter
LinkedIn

نشرت الكاتبة الجزائریة البارزة، احلام مستغانمي، علی صفحتها فی الفیسبوک، مقطعا ڤیدیویا ب ٢٩ ثانیة لطفل جزائري، ربما لایبلغ من العمر اکثر من ١٢او ١٣ سنە، وهو فی ملابس الوعاظ ویرفع صوتە بخطبة عصماء یدعونا فیها الی نبذ الخلافات علی التوافە وعلی دنیا لا تساوی شیئا، فنحن حسب الخطیب المفوە نعیش ” فی دنیا تجدد کل یوم غدرها” وغدا یفض الموت کل نزاع.

الکاتبة الکبیرة قدمت للمقطع بالکلمات التالیة :” هذا الطفل لا یتفوق علی الکبار فصاحة فحسب ، بل و حکمة ایضا. مذهل.. کم خبر من تجارب البشر و رای من عبر الحیاة لیبلغ هذا الزهد!”. هذا المنشور حصد، الی لحظة کتابة کلماتي هذە، الفا و خمسمائة من اللایکات و مایقارب عشرها من التعلیقات وهي فی جلها تسبیح و تهلیل لهذە الهبة الربانیة التی یری فیها بعضهم تباشیر نهوض الامة، و یندب اخرون حظ الامة لان لیس جل شبابها مثل هذا الطفل فی الحکمة و الزهد.

مهلا قلیلا! ان تتکلم الکاتبة الجلیلة، وان اتکلم انا، و کلانا نقترب من العقد السابع من عمرنا، عن تفاهة الدنیا وغدرها، و ان نتکلم عن الموت الذی سیاتي فی ایة لحظة و یفض کل النزاعات ربما لا یثیر استغرابا کثیرا، فهذە من طبائع الامور ویبدو منطقیا الی ابعد الحدود و لکن هل من الطبیعي ان یتکلم صبي، ربما لم یبلغ حتی حد المراهقة، عن تفاهة الحیاة و عبثها؟ ثم عن ایة بشارة و ای خلاص آت من کلمات هذا الصبي یتحدث هولاء، و لدینا المئات و ربما الآلاف من الوعاظ و الخطباء الکبار، یذکروننا یومیا بتفاهة الحیاة و عبث الجری وراء مباهجها، ومع ذلک لم تنتج کل تلک الخطابات سوی عن احتقارنا لحیاة الآخرین و استسهالنا للموت و للقتل طالما ان المآل الجمیع، اشرارا و ابرارا، هو الموت.
اذا کان هناک فی هذا الصبي شیء یستحق الاعجاب، فهو شجاعتە الادبیة و قدرتە التمثیلیة، اما التحدث عن زهدە و حکمتە، فهو فی احسن الاحوال تحمیل الامور اکثر ما تحتمل.

کم اخشی ان یکبر هذا الصبي لیصبح خطیبا او خلیفە یامر بالمعروف و ینهي عن المنکر ویمنع کتب کاتبتنا العزیزة ” شهیا کفراق” ،” فوضی الحواس” و ” ذاکرة الجسد” و” عابر سریر” من النشر لانها تهتم بامور دنیویە تافهة، کالحب و اللهفة و ربما یامر، لا سمح اللە، بجلد الکاتبة لان عنوان کتابها ”الاسود یلیق بک” استعمل یوما من الخبثاء للتهکم علی احد الاجلاء من خلفائنا، الا و هو ابو بکر البغدادي.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب