وهكذا تتابع قصص الشهداء والمصابين المحزنة من ميادين التظاهرات الشعبية الحاشدة في عموم العراق ( 300 قتيل وأكثر من 11 ألف مصاب حتى كتابة السطور) بالتزامن مع ورود تقارير تفيد بإستخدام قنابل غازات مسيلة للدموع تسبب الإختناق والشلل الوقتي والتشنجات تزن الواحدة منها 250 غم مصنوعة في بلغاريا وصربيا بما يعادل أضعاف الحجم الطبيعي لمثل هذا النوع من العتاد المصمم لفض التظاهرات الجماهيرية ومكافحة – الشعب – ولا أقول الشغب والذي لايتجاوز وزنه بالعادة 50 غم بعد إطلاقه في الهواء لا على رؤوس المتظاهرين كما هو الحال عليه في ميزوبوتاميا ، وقد تواترت أنباء تفيد بمقتل العديد من المتظاهرين السلميين من جرائها بعد إصابتهم في الرأس والصدر إصابات مباشرة وقاتلة بهذا الأسلوب الخطير والرخيص وغير المسبوق في تفريق التظاهرات من دون مراعاة لقواعد الإشتباك الآمنة والحذر من التصويب على المناطق العلوية من الجسم والإقتصارعلى السفلية منها فحسب، ناهيك عن تحديد مسافات معينة ونسبة محددة لهذا الإطلاق العبثي لا كما يحدث حاليا بالهبل في ميادين التظاهرات وفي هذا قال أجدادنا بأمثالهم الشعبية ” علك المخبل ..ترس حلكه ” بمعنى ان مكافحي – الشعب – لم يصدقوا بأنهم يطلقون غازات مسيلة للدموع – ديمقراطيا – لأول مرة في حياتهم فتحول مفهوم قنابل الغازات عندهم الى راجمات !
ولاشك أن مطالب الإحتجاجات السلمية الجماهيرية العارمة التي تجتاح العراق حاليا على غير سبق مثال منذ عقدي الخمسينات والستينات ولا قيمة تذكر لتظاهرات السبعينات والثمانينات كونها كانت مُسيرة و مُسيسة بأوامر من الأخ الاكبر وليست ضده على طريقة الراعي والغنم (أها بررر ..هوووش بررر) أقول إن مطالب تظاهرات اكتوبر/ تشرين الأول وبما يحلو لي تسميتها بثورة – التك تك للقضاء على منظومة العكرك – يجد أن بعضها مطلبيا محضا نحو ( توفير الكهرباء ، زيادة الرواتب ، معالجة نقص الخدمات ، تثبيت أصحاب العقود والأجور اليومية والمتعاقدين المجانيين وحملة الشهادات العليا على الملاك الدائم ..الخ ) ، فيما بعضها الآخر يجده سياسيا يتضمن ( إستقالة رئيس الوزراء الحالي وحكومته ، حل البرلمان ، تشكيل حكومة تصريف أعمال ، إجراء إنتخابات مبكرة – بالمناسبة حكومة تصريف الأعمال هذه هي غير حكومة الإنقاذ الوطني وغير الحكومة الإنتقالية وقد لاحظت خلطا بين المفاهيم ينم عن جهل لايخفى على مراقب – ) كما شخصت تسطيحا لبعض المطالب وترديدها ببغائيا بتأثير مما يعرف بحمى المشاعر أو عدوى القطيع وباللهجة الدارجة – اللك لك – وتعني الثرثرة والتركيز على ظاهرها فحسب من دون بواطنها فهي أشبه ما يكون بـ” اقتلاع ظاهر الأشواك من دون جذورها ، ما يجعلها تنمو سريعا في القريب العاجل وكأنك يابو زيد ما غزيت ” فيما الأصل يجب أن يتضمن إقتلاع المشاكل من أساسها وليس بما يبرز منها فوق أديم الأرض كجبل الجليد فحسب وبناء عليه فلم أجد في مطالب المتظاهرين على سبيل المثال ما يتضمن المطالبة بإلغاء جولات التراخيص الذي بيع النفط العراقي بموجبها لخمسين سنة مقبلة الى الشركات الاحتكارية وبما أن العراق دولة ريعية إقتصادها قائم على النفط فقط لاغير فهذا يعني أن ” اقتصاد العراق كله قد أصبح مرهونا للخارج الدولي والاقليمي لنصف قرن مقبلة وكل فقر الشعب المستقبلي سينجم عن ذلك تحديدا وإن تصدر المشهد ساسة شرفاء لن يسرق أي منهم دينارا واحدا من الخزينة !” .
كما لم أسمع من نادى بتعويض العراق وشعبه عن كل مالحق بهما وما تسببت به – اميركا – من حصار غاشم ودمار شامل واحتلال بغيض بذريعة واهية أقر بوهنها – ترامب ابو كذيلة – في إحدى تغريداته الأخيرة ، و لم اسمع بمن طالب بإخراج القوات الأجنبية كلها من العراق واغلاق قواعدها ولا بتطهيره من مخلفات اليورانيوم المنضب والفسفور الابيض والألغام التي تسبب الاف السرطانات والإعاقات بأنواعها سنويا، أوعلى الأقل المطالبة بأن تتحمل – اميركا – علاج الضحايا في مستشفياتها مجانا للتكفير عن خطاياها ، والخلاصة المطلوبة إضافة الى التي سمعتها وتابعتها عن كثب هي :
*حل المفوضية العليا – اللامستقلة – للإنتخابات وتشكيل هيئة قضائية مستقلة بمشاركة نقابية بدلا منها + تعديل قانون الإنتخابات على أن تكون العملية الانتخابية بإشراف أممي – أوربي وبقوائم مفتوحة وليست مغلقة وبقوائم منفردة مع إلغاء نظام سانت ليغو الذي يضمن فوز اسماك القرش التي تتصدر القوائم على حساب الذين يتذيلون ترتيبها ، لتعلن نتائجها خلال 48 ساعة فقط لا غير !
* التحول الى النظام الرئاسي بدلا من البرلماني على أن لا يكون هذا الرئيس طائفيا وأن يكون صاحب تأريخ وطني مشرف في النزاهة والكفاءة وخدمة البلاد !
*الغاء الرواتب التقاعدية للنواب منذ 2004، كذلك الوزراء ، الرئاسات الثلاث ، الدرجات الخاصة ، المستشارين وهلم جرا + تقليص رواتب الحاليين واللاحقيين منهم الى النصف .
*منع ترشح مزدوجي الجنسية مهما كانت الأسباب ولأي منصب ، سواء أكان سياديا أم غير سيادي الا بعد التخلي عن الجنسية الثانية ..لماذا ؟ لأن الأخ سيسرق مقدرات الشعب بالجنسية العراقية ليفر بما سرق الى خارج الحدود بالجنسية الثانية كما حدث طيلة عقد ونيف !
*حصر السلاح بيد الدولة حصرا تاما لامساومة فيه ولاتحيز بالمطلق !
*إلغاء وليس تجميد مجالس المحافظات وكذلك إلغاء مجالس الأقضية والنواحي والإقتصار على محافظين يعينهم رئيس الجمهورية بمرسوم جمهوري بعد الانتقال الى النظام الرئاسي بدلا من البرلماني المقيت هذا في حال كان المحافظون من القادة العسكريين برتبة لواء ركن حقيقي – يعني مو دمج – فما فوق بصفته القائد العام للقوات المسلحة ، أما اذا كانوا من المدنيين فيتم انتخابهم محليا وبنفس شروط انتخاب الرئيس ( شريف ، نزيه ، كفوء ، غير طائفي ولم يتورط بحرب العراق ولا سرقة شعبه يوما قط ) .
*إعادة العمل بنظام التجنيد الالزامي .
* تقليص عدد الأحزاب السياسية لتكون بين 10 – 15 حزبا بدلا من 300 كما هو عليه الحال إن لم يكن اكثرعلى أن لا يكون لأي منها أذرع مسلحة البتة + تعديل وتفعيل قانون الأحزاب .
* تفعيل قانون ” من أين لك هذا ؟ ” وإضافة مفردة ” ياهذا ” الى النص لتذكيرأحدهم بأنه كان مجرد – بيس نفر – قبل المنصب يصدق فيه قول المتنبي ” يستخشن الخز حين يلمسه ..وكان يبرى بظفره القلم ” .
* تعديل الدستور العراقي من خلال لجنة معدة لهذا الغرض من الخبراء القانونيين والحقوقيين والقضاة وليس من الأحزاب ولا من يمثلها .
* تقليص العمالة الأجنبية وعددها حاليا 750 الف عامل من جنسيات مختلفة يعمل 250 الف منهم في الشركات النفطية لتقتصرعلى الكفاءات والخبرات منهم فحسب من دون سواهم وفسح المجال للعمالة العراقية للحلول محلهم !
* إعادة تأهيل المصانع العراقية المغلقة والمدمرة وعددها 25 الف مصنع + تفعيل القطاعين العام والمختلط + فرض رسوم – تكسر الظهر – على المستورد الأجنبي لتشجيع المنتج الوطني وإخضاع المستورد الى التقييس والسيطرة النوعية .
* إعادة تأهيل وتفعيل القطاع الزراعي ، حفر القنوات ، إقامة المشاريع الإروائية ، بناء السدود والأحواض ، إيقاف تجريف البساتين وحرق المزارع ومنع تحويل جنس الأرض من زراعي الى سكني ، دعم المزارعين بالبذور ، الأسمدة ، المبيدات الحشرية ، البيوت البلاستيكية ، تزويدهم بالوقود اللازم لتشغيل المكائن الزراعية والمضخات ، إعادة تأهيل وبناء أكبر عدد من حقول الدواجن والمواشي فضلا حقول الأسماك لغرض توفير فرص العمل ولتحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي .
*الكشف عن مصير المفقودين والمختطفين والمختفين والمغيبين قسرا ( ارجو الانتباه الى الفروق القانونية بين كل عنوان منها ، فالمختفي والمغيب قسرا هو غير المفقود وهو غير المخطوف ) + اطلاق سراح من لم تثبت إدانتهم فورا والتعجيل بحسم القضايا المكدسة منذ أعوام على رفوف المحاكم .
*المباشرة بإعمار المناطق المدمرة وإعادة النازحين والمهجرين الى مناطق سكناهم الأصلية من غير قيد أو شرط .
*منع تسلم راتبين لأي كان وتحت أية يافطة أو ذريعة كانت + الغاء رواتب رفحاء أو تقليصها على الاقل الى الثلث .
*تقليص عدد النواب في البرلمان الى 150 نائبا ” شدعوة 329 ، نصفهم لايحضرون اطلاقا وربعهم ان حضر لايعد وان غاب لايفتقد ..والباقي هوسة من الصبح لليل + تقليص عدد الوزرات ايضا ودمج بعضها مع الآخر بما يتسق معه نحو” التربية والتعليم ” !
* التوقف عن الإقتراض من البنك الدولي وبقية الدول المانحة للقروض الربوية ونهائيا لأن سداد هذه الديون سيكون طويلا ، مرهقا ، كارثيا .
* منع تدخل دول الجوار وماوراء البحار كلها في القرار الحكومي العراقي مطلقا .
* إسترجاع أموال وآثار العراق المنهوبة فورا أينما كانت ، والسماح للكفاءات المهاجرة بالعودة غير المشروطة .
*المباشرة بمشروع ميناء الفاو الكبير + المباشرة ببناء المجمعات السكنية واطئة الكلفة بواقع 3 ملايين وحدة سكنية للقضاء على أزمة السكن ولتخفيض بدلات الإيجار .
* إحالة الفاسدين والمفسدين في الأرض الى القضاء من غير شفعة ولا وساطة أحزاب أو كتل أوعشائر ضاغطة وإسترداد كل ما نهبوه واهدروه طيلة 16 عاما كانت الأسوأ بفعل فسادهم على الإطلاق ، على ان نبدأ من أعلى هرم الفاسدين نزولا الى اسفلهم وليس العكس .
* إخلاء جميع عقارات الدولة والقصور الرئاسية من شاغليها السياسيين وأحزابهم فورا وإعادة كل منها الى ما يتبع من وزارت وهيئات خدمة للصالح العام .
* إلغاء نظام المحاصصة السياسية ، المناطقية ، الطائفية ، القومية التي دمرت البلاد وسبت العباد والتحول الى نظام ” الوطن والمواطنة ” ولايخدعنك إعتراض بعضهم على – الوطنية – بدلا من الأممية التي يتشدق بها خداعا للجماهير ، ذاك أن أمميته في حقيقتها تعني وبالحرف ومن خلال التجربة المريرة معهم ” الولاء الكلي لوطن آخر غير العراق قد يكون الى جواره أو بعيدا عنه ” وواحدهم على إستعداد لبيع العراق – تفصيخا – لخدمة وطنه البديل الثاني الذي يحمل جنسيته أو لمجرد أنه خادم مطيع له ومرتزق رخيص جدا عنده ! اودعناكم اغاتي