23 ديسمبر، 2024 6:31 ص

قبل الخوض في الموضوع الرئيسي نلفت النظر إلى انه بدأت قبل أيام قلائل هجمة شرسة من أقلام مأجورة وقد تكون داعشية التوجه تحاول المساس بهيئة النزاهة وشخص رئيسها والعاملين فيها بغية التغطية على نجاحاتها الكبيرة في ضبط أعداد كبيرة من المجرمين في إطار مكافحة الفساد واسترداد أموال طائلة من أيدي اللصوص العابثين بالمال العام , وواضح جدا من سياق تفاصيلها ان هذه الهجمة ليست فردية شخصية بل انها منظمة تستخدم اسماء مختلفة وهذا دليل كاف على ان الجيوش الاليكترونية الإرهابية بدأت مفعولها وجندت عصاباتها وأقلامها المسرطنه للفتك بنظام مستقر منسق منسجم ناجح لا يوجد نظيره في الدوائر الاخرى , فأي دائرة (على سبيل المثال لا الحصر) في العراق غير هيئة النزاهة تستخدم الانترنت في مراسلاتها اليومية بين دوائرها المختلفة في كافة انحاء العراق ؟ الا يعتبر ذلك انجاز في حد ذاته ؟ في حين ان اسرع كتب الدوائر الاخرى لا يصل الى مؤسساتها في اقل من ثلاثة ايام وبعضها يصل في شهر او اكثر , بينما في هيئة النزاهة يصدر القرار من رئاسة الهيئة صباحا فينفذ في جميع اروقتها في نفس اليوم وقبل الظهر من البصرة الى الموصل وهذا دليل على الادارة الجيده الواعية , وكل ناجح يتولد بتأثير نجاحه ثله من اعداء النجاح الذين يرومون سلبه هذه الانجازات الكبيرة وبما ان احدهم ذكر المكون السني صراحة وادعى ادعاءات باطله في هذا السياق فقد وضحت الصورة الى اين ممكن ان تشير اصابع الاتهام فان للارهاب اقلام مجنده مدربه على صفحات الانترنت تراهم في كل مكان على المواقع والفيس بوك وكل مكان تبث سمومها واكاذيبها , وهذا ما دفع بوزارة الاتصالات في اوقات معينة خلال مواجهة التنظيمات الارهابية الى حجب بعض مواقع الانترنت والفيس وغيرها بسبب خطورة هذه التنظيمات وجيوشها الاليكترونية التي بدأت تستهدف هيئة النزاهة هذه الايام ولا يكاد يخلو يوم من مقالاتها المفخخه التي لاتحتوي على حرف واحد له قيمه حقيقية .

واذ نحن نوجه الانتقاد الى بعض ما يصدر عن هيئتنا انما هو عتب الحبيب وهو على سبيل المعارضة البناءة التي من شأنها توجيه القائمين عليها الى مواطن الضعف من وجهة نظر الموظف البسيط لانه هو الاساس وعليه تقف وتشيد دعائمها وقوامها وبناءها الرصين .

وصل قبل فترة كتاب من احدى مؤسسات الدولة تختص بالدفاع المدني موقّع من قبل اللواء الدكتور فلان (ولا نعرف حقيقة هذه الدكتوراه في اي اختصاص) يشرح فيه تحليله (الشخصي) لأسباب الحرائق التي تحدث احيانا في مؤسسات الدولة على مستوى العراق وهذا التحليل مبني على رؤية شخصية (بحسب منطق الكتاب) جاء فيها ان السبب الحقيقي في هذه الحرائق هو عدم وجود خفراء للدفاع المدني في هذه الدوائر!!!! , المشكلة ان هيئة النزاهة قامت بتنفيذ هذه الرؤية مباشرة دون دراسة حقيقية لهذه الرؤية او لإسقاطها على هيئة النزاهة لمعرفة هل هي تنسجم مع طبيعتها الخاصة ام لا .

الواقع الغريب في العراق انه مجرد تحليل لشخص يسمي نفسه اللواء الدكتور يتم اخذ الواقع التطبيقي له مباشرة دون ان يمر بمؤسسات مختصة تقوم بالتحليل والمناقشة والمطابقة مع العلم الحديث والتجارب الحية على مستوى العالم , نظريات كبيرة في العالم لعلماء غربيين لم يتم تطبيقها الا بعد ثباتها على مستوى التنظير ولم تجد واقعها العملي الا بعد سنين طويلة , في حين ان في العراق مجرد رأي مرسل من شخص واحد (قد ياتي غيره فيغير الفكرة) يعتبر نفسه مختص في هذا المجال يلقى تطبيق واسع وسريع كانه نزل من السماء .

ان فكرة صنع خفراء من داخل اي دائرة من كادرها العامل المدني هو مخالفة سافرة لقانون الخدمة المدنية المعمول به حاليا ولا يوجد ما يمكن الاستناد اليه لجعل الموظف او المكلف بخدمة عامة يبيت في نفس الدائرة بحجه حمايتها من الحرائق بل هي مخالفة صريحه للمادة 56 منه  , بتحويل يوم لا يجب ان يتجاوز 8 ساعات وفق القانون الى 24 ساعة متواصلة ؟؟ (من السابعه والنص صباحا الى نفس الوقت من اليوم التالي) اي قانون في العراق ينظم ذلك؟؟ الواقع لا يوجد مطلقا , اذن من اصدر القرار قطعا قد تجاوز حدود وظيفته في اصدار قرار يخالف القانون .

ولو سلمنا جدلا بقانونية الطرح أعلاه فمن قال إن هيئة النزاهة مع طبيعتها الخاصة ممكن ان تطبق فيها مثل هذه الفرضيات كباقي دوائر العراق لو سلمنا بصحتها ؟؟ ان موظف النزاهة تحت يده ملفات خطيرة تتعلق بأشخاص ربما يكونون فاعلين ومهمين على مستوى الدولة وبالتالي فهو مطلوب من قبل الإرهاب أولا ومن قبل تلك الأسماء اللامعة التي تمسها هذه الملفات فكيف يرمى به لوحده ليلا في بناية ممكن فيها ان يتم قتله أو اختطافه ليلا في اي وقت ولن تنفعه ايه حراسات خارج المبنى فالإرهاب له اليد الطولى بصحيح التجربة وبامكانه اختراق اي منظومة امنية فما بالك بعدد من الشرطة الخفراء لا يتجاوز اصابع اليد ناهيك عن ولاءات بعض الشرطة الى مراجعهم الذين قد يكونون من بين خصوم النزاهة قضائيا .

ان الانسان في اي دولة في العالم (الا العراق) هو الاهم وعليه ومن اجله تسن القوانين والقرارات حتى ان اميركا مثلا تصنع الطائرات بدون طيار وتخسر المليارات من الدولارات لاجل ان لا يصاب العنصر البشري الذي هو لديها اهم من اي شئ اخر مهما كان , لكننا في العراق نقدم الانسان ضحية لاجل بناية فارغة (كل مافيها من معلومات تم نسخه والاحتفاض به) تكون هي الاهم ولا قيمه لهذا الانسان ان تعرض للخطف او القتل او حتى لذبحة صدرية مفاجأه وهو ينام وحده في بحر من الظلام , اذن فان فكرة خفراء هيئة النزاهة تقدم خدمة جليلة للإرهاب او المطلوبين للنزاهة لاستهداف خصومهم على طبق من ذهب .

ختاما … نرجو لهيئتنا والقائمين عليها ورئيسها الطيب دوام التقدم والرقي وتعزيز النجاحات المتحققة على كل الأصعدة وأعانهم الله لصد هذه الهجمة الجبانة من إرهابيي الانترنت أصحاب الأقلام المأجورة .