23 ديسمبر، 2024 4:19 ص

خفايا ثرثرة المالكي وعودته الطائفية وانتصار العبادي عليه

خفايا ثرثرة المالكي وعودته الطائفية وانتصار العبادي عليه

يعود المالكي للواجهة الصاخبة من بوابة التصريحات النارية المثيرة للجدل ، والثرثرة الطائفية ، وربما لايعرف الكثير اسباب تلك العودة بعد ان ظل حبيس صمته وخيبته وفي زاوية الحلبة متلقيا اللكمات طيلة اشهر مضت .

اما لماذا عاد المالكي للثرثرة ، فهناك اجوبة لهذا السؤال ..

اول الاجوبة ان المالكي بشخصيته المحتقنة المـتأزمة وشماتته المعروفة اطل براسه مرة اخرى بعد سقوط الرمادي ، وكأنه يحاول ان يقدم عنوان براءة لنفسه ، وبأنه ليس المسؤول الوحيد عن سقوط المدن بيد داعش ، منتظرا لسوء تقديره ان يهيج الشارع على رئيس الوزراء حيدر العبادي ويتهمه بذات التهم التي تلقاها المالكي عقب سقوط الموصل وتكريت وديالى وكركوك والانبار ، الا انه وبسبب سوء تقديره وشماتته ، تجاهل ان العبادي اعادة محافظات ديالى وتكريت وكركوك من داعش وما زالت جحافل الجيش العراقي والعشائر والحشد تتقدم ، ولم يكن سقوط الرمادي سوى صفحة صغيرة من المعركة ، بل ان الرمادي كانت ساقطة ايضا منذ زمن المالكي على الاقل نفسيا ولوجستيا .

ومن الاجوبة على السؤال المسبوق ، فان المالكي ومع توجيه التهم اليه بسقوط الموصل عبر الاسئلة التي وجهتها اليه لجنة التحقيق بسقوط الموصل يحاول الفرار من دائرة السؤال والتهمة الى تهييج الشارع ، وخندقة الاطراف بعد ان ادرك تماما ان العبادي نجح في استمالة العشائر السنية الى جانبه وزجها في القتال ضد داعش وفي معسكرات التدريب ، كما نجح بايصال صوت العراق للعالم واحراج واشنطن وكسب تأييدها رغم تراجع الموقف الامريكي ، بل ان العبادي جعل بطلباته للدعم الدولي لمحاربة داعش اوباما نفسه في موضع الدفاع عن البيت الابيض ازاء انتقادات الجمهوريين .

والجواب الثالث .. فان المالكي حاول ان يستبق زيارة العبادي لطهران وكسب الدعم والتأييد بعد النجاحات التي حققها الى اللعب عبر تصريحاته على الوتر الطائفي اعتقادا منه ان ذلك يدفع ايران الى مجاملته على حساب العبادي ، ومحاولة من المالكي للانتقاص من جهود العبادي في التوفيق بين الرؤية الامريكية والايرانية والعربية في محاربة داعش ، وهو ما لم يستطع ان يفعله المالكي ، وفشل في ادارته .

الجواب الرابع ..هو ان العبادي نجح في ادارة الازمة الامنية في العراق واقصاء اسباب الفشل من قادة وضباط وفساد في المؤسسة والامنية العسكرية ونجح في ادارة وزارتي الدفاع والداخلية من خلال وزيريهما ، دون ان يجعل الوزارتين ملكا صرفا له كما فعل المالكي حيث كان ( الكل في الكل ) وأضاع الكل ، وهو ما يدفع المالكي الى اثارة ازمة جانبية على حساب ادارة الازمة التي استطاع العبادي ادارتها بقوة وذكاء وترفع وعدم الغوص في ضحالة التصريحات .

الجواب الخامس ..هو ان المالكي شعر حين ادرك بتمرير قانون العفو العام في مجلس الوزراء قد اصبح كسبا للعبادي وسيحقق له جاذبية جديدة في الشارع العراقي سنيا وشيعيا خاصة ما يتعلق بمعتقلي التيار الصدري الذين زج بهم المالكي في السجون ، فراح المالكي يعزف على وتر الطائفية من جديد ، وتهييج الشارع لافشال تمرير القانون في البرلمان لابقاء الازمات ومن ثم استثمارها لاسقاط العبادي .

الجواب السادس .. هو ان العبادي نجح في جذب الحشد الشعبي الى مؤسسة الدولة الى حد اعتراف واشنطن به ، حسب تصريحات السفير الامريكي في بغداد : والذي قال في مؤتمر صحفي ان ( واشنطن تحترم الحشد الشعبي ولا ننسق معه ومن غير المنطقي انشاء قواعد اميركية في البلاد) ، وهو مكسب نال رضا واشنطن وطهران والسنّة ودول عربية والتحالف الدولي .

وباختصار المالكي الذي اراد ان يكون زعيما للشحد الشعبي فشل ، واصبح الحشد تحت يافطة دولة العبادي ، وخسر المالكي الرهانات جميعها ، وليس غريبا على رجل مثل المالكي ان يتمنى الحرب الطائفية ويثيرها ويكشف من جديد حقيقة ما قام به ضد الحراك الشعبي الذي كان يمكن امتصاصه بهدوء قبل ان يكبر ويصبح تمهيدا لاستثمار داعش .

النتيجة الاخيرة ان ما يقوم به المالكي من ثرثرة وفوضى وتهييج سيعود عليه وابلا من غضب ، وعليه ان يلتزم الصمت لان ذلك الشيء الوحيد الذي يحسن القيام به لخدمة العراق وحقن الدماء .