لااحد ينكر بعد سقوط الديكتاتورية في العراق بفعل الاحتلال الامريكي قد ربح العراقيون شيء ثمين لالبس عليه ولاخلاف انه فضاء حرية التعبير والاعلام رغم ترهله ، وانفتاح فضاءات جديدة حرموا منها عبر عقود من الزمن مثل الفضائيات والانترنيت والصحافة الالكترونية اضافة الى التعددية في الصحافة التقليدية التي استغلت وتطورت من خلال الشبكة العنكبوتية . وحدث تواءم بين مختلف الوسائل الاعلامية في معرفة وسرعة انتقال الخبر والاطلاع على التحليلات والاراء بعيدا عن سيطرة السلطة التي تسعى لمقارعتها او ان تحد من تاثيرها لانها لاتتماشى مع ايدلوجياتها اورؤيتها واجنداتها .
ونتجة هذه الحرب المحمومة والغير مسبوقة حاولت السلطة وبعض الاحزاب المتنفذة والمتمكنة ماديا التاثير في المشهد الاعلامي بقوة والالتفات على مؤسسات يفترض ان تكون بعيدة كل البعد عن الحزبية والمحاصصة والطائفية وتكون بمنتهى الاستقلالية وعلى راسها نقابة الصحفيين لكن يبدو ان السلطة نجحت باحتواء النقابة من خلال دعمها اللامحدود لاعادتها الى احضانها وكاننا في بلد الحزب الواحد وهذا يتجلى بتصرفات النقابة المهينة ازاء طبقة يفترض ان تمثل السلطة الرابعة ومنتميها من النخبة التنورية والتي تدعي الرقي والتحضر كما يفترض وكما يجب ان تكون
وللاسف مظاهر وفعاليات النقابة تدلل على خلل فادح وانحدار مريع وقد آلت الامور الى مسلك مرعب في التعامل مع الصحفيين ، وقد كان مقال الزميل (حامد شهاب) على موقع كتابات الموسوم (الصحفيون .. وعهد السلوك المتحضر) صورة كارثية حقا فرسم لنا صورة مريعة وغوغائية لماحدث خلال حفل النقابة بتكريم اعضائها خلال فترة عيد الفطر المبارك ومدى السلوك الغوغائي والهمجي البائس الذي ظهر به الجميع في التدافع على مائدة العشاء (تدافع الصحفيون عليها ، حتى شعرنا اننا مازلنا في نهاية قرون التخلف ولم نودع تلك الايام السحيقة .. )
وعن الطريقة التي لايمكن ان تقبل تحت اي تبرير للتعامل مع نخبة تدعي السلوك المتحضر وتتغنى بالثقافة والمعرفة كتب الزميل (حامد شهاب) وهو رجل معروف في الوسط الاعلامي العراقي قضى اكثر من اربعين عام في مهنة يجلها المجتمع وينظر اليها باحترام واجلال يقول ( شخصيا لم امر بايام مهولة كتلك التي امضيتها في استلام جهاز اي باد لم استلمه حتى الان ولم يجري علي ليل اونهار كذلك الذي رايته بام عيني في ساحة نقابة الصحفيين او في حدائقها …. وكنا صائمون وقد وضعونا في حر الشمس اللاهب لاربع ساعات في وضع مزري استمر قبل الساعة الثانية عشر ظهرا حتى السادسة مساء دون جدوى )
لكم ان تتخيلوا درجة الحرارة في بغداد فوق50 مئوية وفي شهر رمضان وهذا التكريم التعسفي يجري بهذه الطريقة الغير لائقة من اجل جهاز هاتف اي باد معطوب لايعمل ولايستلمه البعض رغم شمولهم بقوائم المكرمين والمحتفى بهم والزميل (حامد شهاب) احدهم .
بات خراب المشهد الاعلامي يؤرق الكثير من الصحفيين والمعنيين وتعالت اصوات حريصة بانقاذ السلطة الرابعة مما لحق بها من خراب وشوائب وطارئين عليها . ومن المضحكات المبكيات حين يشير البعض لخطأ ما او خلل في المشهد الاعلامي يتطوع البعض بالرد الغير موضوعي المليء بالسباب البذيىء وكان النقابة اصبحت من المحرمات ومن يقترب منها ماجور ومضلل ومتجاوز وخائن .
ومن تجربتي في النشر ببعض الصحف العراقية والمواقع الالكترونية فبعضها يسمح بانتقاد الحكومة والمرجعيات الدينية وكل حجر وبشر الا نقابة الصحفيين وهذا امر غريب حقا !! فهل اصبحت سلطة النقابة اكثر استبدادا من الحكومة ليخافها البعض ؟؟!! وهل اصبح لديها كواتم ومليشيا ليخافوها ؟؟!! . فدعوا الراي والراي الاخر بكل موضوعية ومهنية ياخذ حيزه الطبيعي في مكانه الطبيعي ، ان التهاون مع اي ممارسة خطا اوغض الطرف عنها بحق الصحافة غير لائق بحق جميع الاطراف وستقضي على كل احلام الصحافة الحرة كسلطة رابعة لها مكانتها المعتبرة ودورها التنويري والحضاري المهم في كل بلدان العالم باستثناء الانظمة الديكتاتورية طبعا فالامر معروف ولايحتاج الى توصيف .
خلاصة هذا المرور السريع لي ملاحظتان مهمتان
* لماذا لم تتم تغطية هذه الفضيحة وهذا الانحدار المريع من قبل الصحافة المرئية والمسموعة والمكتوبة وفضح هذه الممارسات المتكررة والحد من هذه السلوكيات المهينة بحق طرفي المعادلة النقابة والمنتمي ( الصحفي ) والابتعاد عن الارتهان والامتهان والعودة الى الوراء بالعمل الصحفي والاعلامي لزمن تولى الى غير رجعة .
* ان هذه الصورة تنم عن قصور فاضح ادى الى مثل هذه الانتكاسة في صورة الصحفي العراقي وخلط الاوراق بهذا الشكل اما قصدا باهانة شريحة لها مكانتها واشراقتها في المجتمع اوينم عن عدم كفاءة في الادارة والعمل والتنظيم وقد بحثت عن تغطية مصورة كما دأبت النقابة ووكلائها بنشر نشاطاتها على المواقع الالكترونية فلن اجد غير صورة صغيرة على موقع النقابة الالكتروني
وختاما احي الزميل حامد شهاب واكرر خاتمة مقاله
ماجرى يمثل انتكاسة بكل تاكيد ينبغي الوقوف عندها ، حتى لايتجرع الصحفيون مرة اخرى مرارة الامتهان ..
وهذا نزر قليل من خفايا الصورة التي حدثت ومن خلال التقصي والسؤال من عدة اطراف معنية بالعمل الاعلامي والصحفي ممن حضروا هذه الاحتفالية الهزيلة . ولنا عودة مع صورة مغايرة تماما نقلها الزميل الصحفي حسين علي ناصر … وللصورة بقية