ذرا للرماد في العيون؛ تجمع السعودية حلفا، من أربعٍ وثلاثين دولة، تحت لافتة صماء.. لا علامات توضيحية عليها، تشير الى “محاربة الإرهاب” من دون ان تحدد، ما المقصود بكلمة إرهاب.
لأن “القاعدة” وخليفتها “داعش” كلاهما منسولان من رحم آل سعود، في دياجير ظلمات قصور الرياض، التي تعشوشبها خفافيش متشبعة بهمسات الطلقاء، وهم يرسفون بسلاسل هزيمتهم، أمام الحق، حين حاربتهم ملائكة السماء.. “بجنود لم تروها” وما زالوا يتلظون إحتراقا ضد الرسالة المحمدية!
آل سعود، معجونون بروح التآمر، منذ أسقطوا الرشايدة، من نظر الإنكليز، وسقطوا هم في أحضان محمد بن عبد الوهاب، في دراما سياسية، دنست الدين بهوى الدنيا؛ ليتملكوا رقاب العباد في نجد والحجاز، مطلقين إسمهم على رملة الصحراء، في شبه جزيرة العرب، خدما للإنتداب البريطاني المهين، وليسوا خدما للحرمين كما يدعون!
فبئس ما باعوا به دينهم، وتعسا لما إشتروا من دنياهم.. ملكا زائلا وسطوة جوفاء، وفرقعة تكويهم بشواظها.. كلما شاؤوا أن يتمرجلوا؛ عادوا مخنثين.
لأنها تماما تشبه وقعة الأحزاب، حين ألب الدهاء اليهودي، خفة عقول قبائل موتورة، ضد الله ورسوله، فهزموا وذهبت ريحهم، ولسوف يلحق بهم أحفاد يترسمون خطى الأسلاف.
وبهذا فإن الأربع وثلاثين دولة، المنضوية تحت بيرق الفتنة، إنما هي تلتف حول “داعش” تنصر السلفيين الإرهابيين، الموتورين بالضد من الحضارة والمعرفة والنور.
إنهم بالإنخراط في هذا الحلف، يجتمعون لنصرة سلفي، سيفجر نفسه، في عاصمة نيرة، يطفئ أضواءها، ويقتل شبابها، ويحطم بهاء واجهات عمرانها الزاهي ألقاً؛ فتذوي الورود الندية.. العطرة، مستحيلة الى بنادق صفر، تزكم العقول بعفن البارود.
هذا التجمع، سيوفر مزيدا من أحزمة ناسفة للإنتحاريين، وسط باريس والقاهرة ومدريد وإسطنبول و… يلاحق نجمات السينما في جزر تاهيتي و… لن يذر “ديّارا” ممن يسميهم كافرين؛ فالجمال يعد كفرا، في عين “داعش” ومموليها آل سعود، يلاحقونه، حيثما ذر الشيطان قرنه.
الإرهاب من وجهة نظر السعودية، هو الشيعة، الذين لم تتوانَ عن تفجير مساجدهم.. على أرضها وفي العراق.. ومحاربتهم عسكريا في ايران واليمن ولبنان، بل إشترت ضمائر معظم منتجي السينما المصريين؛ ليظهروا المجرم، في أفلامهم، يحمل إسما شيعيا.. “كاظم” أو “أبو الحسن” أو “جعفر” وأنشأت جمعيات تعمل على وقف المد الشيعي (!؟) حاصرها المجتمع والحكومة؛ لأن الشيعة في مصر، مجرد أفراد وبيوتات مندغمة تماما بروح المواطنة، من غير تمييز!
تلك الجمعيات، عملت لفترة قصيرة جدا، في ظل حكم الرئيس (الإخوانجي) محمد مرسي، بدعم سعودي، مؤدية الى فتنة راح ضحيتها الشيخ حسن شحاتة، وكادت تستفحل مستفزة شيعة مصر برغم قلتهم، فيتحولون الى ظاهرة.
فلا موجب يجبر اربعا وثلاثين دولة، على الإنسياق وراء الفهم السعودي المنحرف عن المعنى الحقيقي للإرهاب، من “داعش” الهمجية التي تشكل خطرا على الحضارة الإنسانية المعاصرة، نحو الشيعة، الذين أقوى ما لديهم هو مفاعل نووي حولته إيران الى الأغراض السلمية، وإنتهى شأنه؟
وأي قطر وسعودية، تلكما اللتان تتعاظمان مستأسدتين.. “من علم الأسود المخصي مكرمة” كي تتبعهما اربع وثلاثون دولة.. إنهما منبع الإرهاب، وبسقوط العائلة المالكة في السعودية؛ ينقطع الشريان المغذي لنبض “داعش” وعموم الإرهاب والسلفية في العالم.. إنها هي الإرهاب، ولن تقاتل إرهابا حقيقيا، إنما تجر معها حلفا دولية الى مهاوي الباطل، الذي تتزعمه عامدة بقصد طائفي مهيض.. “كل عن المعنى الصحيح محرف”.
فلا الشيعة إرهاب، ولا السعودي الـ… مخترق العقال، مؤهل لقيادة حلف دولي مقاتل.. فـ “لو أن بعوض على ظهر قملة.. يكر على جمع آل سعود لفروا”.