7 أبريل، 2024 6:47 ص
Search
Close this search box.

خط الصدر … من زال ؟ ومن لازال ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

اربعة وثلاثون عاما مضت على استشهاد اية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر ولم يزل الكثيرون يجهلون من هو الصدر واخرون لا يريدون الغوص في تفاصيل مشروعه واخرون وجدوا التعتيم افضل وسيلة لحجب شمسه المضيئة لا دراكهم ان مع ضوئه ستأفل نجوميتهم , كان يفترض بنا ان نكتب ونقرأ عن هذا الرجل العملاق ما يسعه من حق وما يستحقه من اطراء ونتوسع  في تفاصيل وجوده الذي كان عبارة عن مدرسة حية  تتنقل في اركان الوجود فصولها  سنوات عمره التي افناها بالعطاء, كان يجب ان نستفيد من ما تركه من ارث ديني وعقائدي وعلمي واخلاقي ووطني ونبحر في اعماق روحانيته للتخلص من عتمة الانانية والمصالح الضيقة , كان لزاما علينا ان نجعل مشروعه خارطة عمل وامل لنا لتجاوز مراحل الانحدار المتلاحقة بنا . كان يجب ان نعرف من هو الصدر لننتفض على واقعنا المرير . رحل الصدر وكان كريما حتى بعد رحيله ربما لم يكن يملك شيء من حطام الدنيا لكنه كان يملك قلبا ينبض حبا ليشمل كل مساحة العراق كتب وصية ليوزع ارثه فكانت خطا ثوريا  ونهجا اصلاحيا يفتح  افاق السمو  لنلتحق بمراتب المجد العالية ونعانق شواهق جبال العز ونذوب في بحور التضحية والفداء , خط لا يعرف المجاملة على حساب الحق ولا المهادنة مع الظلم ولا التبرير عند الضعف خط  اراد من خلاله ان تنهض الامة وتنتشل نفسها من وحل التخلف والجهل وتنتفض لكرامتها المهدورة فكان الثمن دمه الزكي الذي لازال ينادي الثأر , ففهمه خلصائه حق الفهم وطالبو به ايما مطالبة فكان لبس الاكفان وصحيحات الرفض تصل لعنان السماء و دعوة الى الله سبحانه جل وعلا بالحق والعدل, مرددين هتافات الوحدة رافضين للطغاة مهما كانت التضحيات .

اتباع لبسوا القلوب على الدروع وقفوا بوجه اعتى العتاة وافظع ائمة الفساد والافساد في الارض.ثم التحقوا بابيهم والابتسامة تنثر الفرح من ثغورهم المهللة .

وثلة من المنحرفين ومن اصحاب المنفعة  والمتلونين جعلوا من اسمه عنوانا للتسلط وغطاءا  للظلم متسترين بغطاء التقوى وهم مغمورين بالترف على حساب المستحقين وسرقوا لقمة البؤساء والفقراء والايتام والمساكين على حد سواء , رحل الصدر وضمه القبر لكنه لم يستطيع ان يضم صوت ضميره فلا زال نداء السلام والاسلام والوحدة والوطن  يقرع اسماع المؤمنين به والسائرين على نهجه . نعم قد غاب صوته عن من قد ملأ ضجيج التسلط اسماعه , وغاب عن وعيه ادراك الحق,  وثمل من اكل السحت والحرام,  وتوحش عندما انزلق في مستنقعات البذخ , فاصبحوا  صم عمي لا يفقهون . انحرفوا وحرفوا  وعاثوا في الارض الفساد والافساد . ارادهم الصدر يوما ان يكونوا يده بعد رحيله وكان ضميره اليوم ينادي الحمد لله انهم ليسوا يدي فلو كانوا يدي اذن  لقطعتها .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب