23 ديسمبر، 2024 3:49 م

خطيئة رئاسة التحالف الوطني

خطيئة رئاسة التحالف الوطني

ان كتلة التحالف الوطني هي الكتلة الاكبر،وتمثل اغلبية الشعب العراقي لذا فهو بمثابة العملية السياسية برمتها،ناهيك من ان الحكومة هي حكومة التحالف الوطني لذا يفترض ان يكون رئيس  الحكومة تابع للتحالف وليس العكس،وعندما تكون الامور على طبيعتها ينبغي ان تكون رئاسة التحالف الوطني الانشط من بين السياسيين في الساحة وهذا ماعهدناه في المرحلة السابقة حيث كانت رئاسة التحالف الوطني قطب الرحى في العملية السياسية وكان رئيسها المرحوم السيد عبدالعزيز الحكيم الرقم الاول في اي ازمة تمر بها العملية السياسية،وهذا الدور الذي اداه السيد الحكيم جعل تولي هذا المنصب خطر وخطر كبير على سلفه ومستقبله السياسي والسبب ان السيد الحكيم كان يعني العراق امام الجميع داخليا وخارجيا لمايمتلكه سماحته من حكمة وحنكة وسطوة لدى كل الطيف العراقي، ولكونه يمثل اكبر الكتل البرلمانية واكبر المكونات العراقية،اليوم نجد العكس فرئيس التحالف الوطني يتلقى تعليماته من رئيس الوزراء ويتحرك بموجب الاوامر التي تصدر اليه من الاخير،ولم يستطع ان يفعل الشخصية المعنوية للتحالف في ادارة  البلد ومعالجة الازمات التي تتوالى تترى على العملية السياسية،وبعد كل اجتماع للتحالف الوطني ان اجتمع! يعقد مؤتمر صحفي يتلى فيه بيان يذيل باسم التحالف الوطني وينتهي مفعولة بعد القراءة بالمباشر،واكيد ان هناك مبررات واقعية لحال رئاسة التحالف هذا منها  ماذكرناه من تميز رئاسته السابقة والثقل السياسي والشعبي الذي تتمتع به ، وايضا ان رئيس التحالف الحالي لايملك من المقاعد الامقعده هو!ومنح فوق استحقاقه منصب تنفيذي وهو منصب مستشارية الامن القومي، وتم ترشيحه لمنصب رئاسة التحالف كترضية له في الظاهر، لكن في الحقيقة قتل له وللتحالف الوطني،فالسيد الجعفري شخصية سياسية يفترض ان يكون اكثر حكمة في اختيار موقعه ويزهد بأي موقع لايصلح له ولايمكنه من اداء دوره المطلوب امام الشعب العراقي بكل اطيافه،ومنصب رئيس التحالف يحتاج مؤهلات يفتقدها الجعفري منها المقبولية من جميع القوى السياسية وثقل سياسي وعددي داخل التحالف ومجلس النواب وكلاهما يفتقدهما السيد الجعفري فعلاقته بالكورد غير وديه بسبب مشاكله معهم ابان رئاسته للوزراء بسبب تجاهله للسيد رئيس الجمهورية وموقعه كحامي للدستور وامين عليه وكونه جزء من السلطة التنفيذية،وليس لديه في التحالف وفي مجلس النواب سوى مقعده كما قلنا،والنتيجة تم تنصيبة بهذا الموقع لضعف موقعه الذي ينعكس بلاشك على موقفه وبالتالي لايمكنه الاعتراض على اداء وعمل الحكومة و سهولة ستخدامه لتضليل واسكات الاصوات المعارضة للحكومة في الهيئة العامة للتحالف،وعلى هذا فعلى السيد الجعفري ان ينزع هذا الثوب الفضفاض عليه ويرتدي ثوبه الحقيقي خطيب مفكر منظر،فالسياسة قد جزت السيد الجعفري واطلق رصاصة الرحمه على نفسه سياسيا او استغفله الاخرين فقتلوه من حيث لايعلم بتوليه هذا الموقع ،ويكفي استخفاف له وللتحالف ان يوصف من قبل رئيس الوفد الكوردي المفاوض بانه قابل موظف في مكتب المالكي ولم يقابل رئيس للتحالف الوطني الذي يمثل الكتلة الاكبر برلمانيا وشعبيا،والتحالف هو صورة لاغلبية مكونات الشعب العراقي وهو ربان السفينة،فاي خلل او فشل في اداء التحالف لدورة لايسيء لنواب التحالف فقط بل للاغلبية بكل تياراتها واحزابها وجماهيرها،فهل سيمتثل السيد الجعفري للواقع ام سيبقى يعيش احلام لاتصلح له ولايصلح لها…