23 ديسمبر، 2024 8:35 م

خطيئة اسمها قصيدة النثر

خطيئة اسمها قصيدة النثر

حين افتح صفحة الفيس بوك واي موقع تواصلي اخر يضطرب راسي واتيه وسط زحمة الشعراء والمتشاعرين والشعارير من كل جنس ولون،،حتى ليظن المتصفح المسكين أنه في عصر الشعر الجاهلي او العباسي،،،،وانه داخل اتحاد أدباء افتراضي،،
واكثر هؤلاء يؤمن بان التلاعب بالألفاظ وتشكيل المتنافر المتباعد منها كاف ليكتب نصا يسميه جرما ،،قصيدة،،لا انكر أنني كنت من هولاء،، وربما لازال لدي شيء من هذا الضلال الفني لكنني وجدت نفسي فجأة أحفر في صخر الإيقاع لقصيدة تبرؤوا منها،،ورموها بشتى الأقاويل،،والتهم،،فقط لأنهم يعجزون عن استيعاب نسقها الفريد الذي حافظت عليه منذ قرون طويلة،،
ومع ان هذا الشيء المسمى قصيدة قد نظر له بعض كبار النقاد وهللوا له ومنهم سوزان بيرنار إلا أنها قصدت بما طرحته من روية الشعر الغربي الفرنسي والإنكليزي ولا أظن ان شعرا مثل شعرا العربي يتحمل تراهات الاقتصاص المقصود لبنية المعنى والنغم،،وان كان لابد ان يبقى هذا العبث الكلامي فاقترح ان نسميه نثرا وان لا نقحم القصيدة في أمر لا ناقة لها فيه ولا جمل،،
كما انه من الممكن الاستفادة من هذا الهراء الفني باعتباره خطوة أولى تشبه الحبو عند الرضيع،،لإدراك نواقص النغم،،واستشعار قيمة المعنى مكتملا،،لنعطي للموهبة ان كانت موجودة فرصة الظهور،،فلا شك بان في حياتنا معانٍ متجددة،،متنوعة،،تضاف كل يوم إلى لواءح همومنا التي  لا تنتهي،،فكفروا أيها المتشاعرون عن ذنوبكم قبل ان تسيروا في جنازة القصيدة،،واعتذروا للإبداع كما اعتذرت،،لأننا جميعا لوثنا أيدينا بدم القصيدة ورضينا ان نحمل وزرها،،وان كان لابد من ان نكتب فميدان  النثر مفتوح كما ميدان الشعر،، ولعمري فان قصيدة النثر هي اخر سقوط للثقافة،،وانهيار لبرج اخر من أبراجها بعد ان تداعت عواميدها الواحد بعد الآخر،،ولا شك في أنها تحاكي السقوط الحضاري الذي نعيشه كأمة،،وبلد،،ممزقين،،
اشد خشيتي لا على الشعر لانه لا يموت وان أصابه المرض،،خوفي إلا نجد يوما قارءا  واحدا حين يتحول الجميع إلى،،،شعراء،،ونصبح أمة شاعرة تكتب،،ولا تقرا،،تقرض لتنقرض،،