عندما تنظر الى اربعة اشخاص اقيموا كاعمدة للادب العراقي هم الجواهري والسياب والرصافي وعبد الله غولان تجد انك امام بناء جسدي لاربعة امم وعندما تضيف اليهم مظفر النواب وهادي العلوي وعبد الرزاق عبد الواحد وحتى طارق الهاشمي تكون اقتربت من اصل المثل العراقي القائل شيء لايشبه شيء .
من ام قصر اقصى الجنوب الى ابراهيم الخليل اقصى الشمال ومن المنذرية شرقا الى القائم غربا يوجد تنافر بيولوجي يعلن عن نفسه بوضوح ويتم تجاهله بقصدية.
هل الشعب العراقي شعب عريق؟
سؤال غير علمي الحق ان يكون هل هناك شعب اسمه الشعب العراقي واذا كان كذلك فمن اين اشعوعب؟
الا يمكن ان يكون سبب البلاء الذي ينزل بهذا البلد المرة تلو الاخرى هو التنافر البيولوجي وليس الاختلاف الديني والقومي؟
تنغلق الجماعات في العراق على نفسها في الزواج وتتكاثر كل مجموعة مستقلة عن الاخرى مما منع من ظهور المجموعة المسيطرة التي يمكن ان تكون هي
الحامل للشعب والحامي للدولة فليس عندنا مجموعة الهان او الانكلو سكسون او الجرمان او الاسبان او المنغول او الفرس بل توجد جماعات مثل برك المياه الصغيرة التي لاتتصل ببعضها لتشكل بحيرة او بحرا انه مجتمع الجيح الاسم الشعبي في العراق للبرك.
بين السياب صاحب الشكل الافريقي والرصافي عاكس الملامح اليوراسية تقع دوائر بيولجية مثيرة للدهشة في بلد يعتقد سكانه انهم من الشعوب العريقة بمعنى القدم في التاريخ الخلقي.
في العقود ماقبل الاخيرة من عمر الدولة العثمانية انخفض سكان العراق الى عدة مئات من الالوف بسبب جوائح الكوليرا والجدري والامراض المستوطنة كالبلهازيا والتيفوئيد والتهاب الكبد الفايروسي
وكانت هذه الامراض هي احد الموجات التي اجتاحت العراق وقضت على سكانه الاصليين ومنها الموجة العربية التي ارتفع مدها مع ادخال العراق في الاسلام.
من النادر جدا ان يتوقف باحث عراقي امام تسمية الدليم المشتقة من ديلم او ان يلتقط تسمية الاكراد الفيلية او ان يتناول اصول المجموعات القوقازية.
في مامضى كانت المجموعات البيولجية تحمل اسماء تدل عليها،الالباني الهندي الداغساتي القره غولي ال فيلي الازبكي ثم مع سيادة نموذج الدولة القومية اخذت الجماعات تعدل باسماءها
نحتا او قلبا او تبديلا كاملا فشخص مثل طارق الهاشمي مثلا لاعلاقة له ببني هاشم وشخص مثل حسن العلوي لاعلاقة له بالعلويين ولا العباسيين ومع انه اكثر الاشخاص الذين
يسبحون في الفضاء القومي الا ان شكله يخذله مقابل الشكل العربي ففروة الراس العربية داكنة السواد لايمكن ان تتحول الى البياض القطني الناصع خلال كامل دورة العمر وعليه تم اعتماد لقبا مراوغا
يترواح بين القبيلة والمهنة نسبة الى العلوجي والعلوة هي مكان تجارة الجملة في العراق.
العريف في الجيش العراقي وحده يعرف ان هؤلاء الجنودالذين يصطفون امامه في رهط التدريب اذا التقط لهم صورة فوتغرافية على انهم ينحدرون من شعب واحد سوف يجد نفسه مطرودا.
الغريب ان الجماعات البيولجية التي يموج فيها العراق تتبادل التهم فيما بينها حول العراقة والاكثر غرابة ان الاشد هجنة هو الاشد هجاء.
لا احد يتتبع خطى البيولوجية في العراق