بعد سنوات ليست بعيدة ، حينما نريد ان نتحدث عن الشعائر الحسينية وليس الحسين سوف نتهم بالردة والخروج عن تعاليم الدين التي جاء بها الرسول وربما سيأتي البعض بآيات قرآنية يدعمون بها قناعاتهم بأننا خارجين عن ملتهم ويجب قتلنا وربما حرقنا ، هذه ببساطة نتيجة طبيعية فيما لو تستمر طريقة احياء ذكرى الحسين هكذا .
سينتقم البعض ، واقصد الذين يحيون الشعائر الحسينية ويتركون الحسين ، الذين يهتمون بطريقة استعراضهم وينسون اي حزن يمكنهم ان يحزنوا به كل سنة ، هولاء الذين يدافعون عن شعائر الحسين ويتركون الحسين ، لن يرحموا كل من ينتقد تلك الشعائر التي تبتعد عن الحسين كل عام ، اجدهم يتوحشون كل يوم امام كل نقد لظواهر ليس لها علاقة بأي شيء ينتمي للحسين بصلة.
لأكثر من مناسبة وحديث وكتابة ايضا ، نتحدث بأن هنالك اساءة كبيرة تحصل للاسف الشديد للرجل الذي يمضي الناس اغلب حياتهم بأن يكونوا صالحي الاعمال والنيات لأنهم يخدمونه ويحاولون ان يحصلوا على الاجر والثواب حسب اعتقادهم وحسب مايتحدث به مشايخ الدين من على المنابر.
بعد سنوات لن نستطيع ان نتحدث عن الاشياء التي تسيء للحسين والجميع يسكت عنها ، لانها ستصبح مقدسة اكثر من الحسين نفسه ، مايجري اليوم حينما تنتقد امرا ما تنهال الشتائم من كل حدب وصوب بمجرد ان الانتقاد يجري على الحالة وعلى من يقيمها وليس على الشخص الذي تقام من اجله ، هنالك فرق كبير جدا ، لكن يبدو ان هنالك من لايريد ان يفرق بين الجدران والاعمدة حينما تتحدث عن احداها .
هنالك اغلبية كبيرة ترغب بأن تمارس الشعائر دون ان تعرف الحسين بشكله الاصلاحي ، اكثر من سلوك يبدو غامضا ولايدل على الحزن حينما يمارسه البعض كالمشي على الجمر التي يمارسها الهندوس او التطبير ايضا ، سينتقد اخرون ومدافعون عن “القامة” ويتركون الحسين ، سيقولون بأن هذا مواساة للحسين ، يا اخي لماذا لا تواسي الحسين بأن تتعلم منه لا ان تسيء له .
علم اولادك على سبيل المثال بعض الافكار التي تبناها الحسين ، او قم بالتبرع الى المستشفيات بالدم ، او تحاول مثلا ان تأخذ اولادك لمقام مقدس في مدينتك ثم التحدث لهم عن هذا الشخص او اشرح لهم بعض القضايا الحسينية كما تسميها انت وتحرص على المشاركة فيها ، هل فكرت مثلا بأن تهتم بتربية ابنك على النهج الذي تعتقد بأنه صحيح ، هلا علمته ماهي القيمة الحقيقية لأن نقتدي بشخص يستمر احياء ذكراه لأكثر من الف عام ؟،
اظن بأن الاغلبية تفكر الان بالشكل السطحي لهذه القضية بينما يبقى الجوهر كي يكتشفه الاخر الذي لاينتمي الى الاسلام اصلا ،على سبيل المثال ،غاندي، او جورج جرداق،الم يتسأل البعض كيف استطاع رجل نعتقد بأنه لايعرف عن الحسين شيء بأن يتحدث عنه بكل اخلاص وعمق ، الم يخطر ببال البعض لماذا لايحدث معنا هذا دون ان نضع حواجز وخطوط نرسمها ،دون ان يدرك ماهي تلك الخطوط التي بقيت تكبر وتكبر ،دون ان يدركوا حجم الخراب الذي اجتاحهم .