لم أكن أعلم من الخطوط إلا خطوط الطول والعرض والتي تعلمناها أثناء الدراسة , ولكن بعد قدوم النابغة هادي للسلطة عرفنا منه نوعا” جديد لم يتطرق له أحد من قبله وهي الخطوط الحمراء التي كان يكررها مرارا” في كل خطاب يليه حدث معين , وقد كان يعتبرها الطرف الآخر إشارة منه لمرحلة ضعف جديدة تسمح له بالتحرك والتوسع والإنتشار .
هادي الذي كان في خطاباته كثير التهديد والوعيد لأنصار الله وقائد الحركة السيد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي متوددا” بذلك للخليج وعلى رأسها السعودية طامحا” لتحقيق مكاسب مادية , ولم يكن يعلم أن تهديده ووعيده الذي لم ينفذ منه شيئا كان يبرز ضعفه وشيخوخته المبكره للطرف الآخر , فحين يتوعد هادي الحوثي ويعقد حاجبيه بأن دماج خط أحمر , فيندلع الصراع هناك وينتصر الحوثي , ثم يخطب ثانيه بذات النبره ليقول عمران خط أحمر , فيدخل أنصار الله عمران , ويذهب لعمران ليخطب هناك موضحا” أن هيبة الدولة عادت لعمران وهو يعلم أنه قد خسر اللواء 310 ومناقضا” لحديث الأمس حين قال عن عمران خط أحمر , ثم تأتي ثورة العام 2014م ويكرر ذات الجملة فصنعاء خط أحمر فتصير صنعاء في قبضة أنصار الله , ثم يستقيل ويمكث في منزله ويفر إلى عدن ويستفز أنصار الله بقوله عدن خط أحمر وحين تأخر نزولهم إلى عدن لم يكن أمامه إلا أن أمر جنوده وقاعدته بدهس جنود الأمن المركزي بالمجنزرات بوحشية مريعة كانت سببا” لنزول اللجان الشعبية لعدن لمنع جرائمه , فهرول مسرعا” للخارج ووصل للمملكة ليعلن بذلك قرار حربه ويعطي مبررا” لضرب اليمن وكل هذا بسبب خطوطه الحمراء التي أخترعها فكانت إستفزازا” وتكتيكا” وفق خطة شاملة وضعتها أمريكا ونفذتها السعودية والأعراب لتدمير اليمن وتمزيق النسيج الإجتماعي .
ولنسأل أنفسنا لماذا لا يدلي هادي بتصريحا” بأن جيزان أو نجران أو عسير أو الرياض مثلا” خط أحمر ؟
أتدرون لماذا ؟ لو قال ذلك لعلم الجيش واللجان بأن الظروف صارت مواتية للدخول والسيطرة وبالتأكيد فإن السعودية لن تسمح لهادي بقول ذلك لكي لا ينقلب السحر على الساحر فهادي صار شؤما” ومصدر نحس حتى لحلفائه .