23 ديسمبر، 2024 3:29 ص

خطوط حمراء عند حدود قم وتل ابيب والبيت الأبيض والمنطقة الخضراء

خطوط حمراء عند حدود قم وتل ابيب والبيت الأبيض والمنطقة الخضراء

هنالك ثوابت في السياسة الامريكية متفق عليها بين الإدارات الامريكية المتعاقبة وبين الحزبين الجمهوري والديمقراطي بأن لا يسمح ان تتخذ منها مادة للدعاية الانتخابية , ولن يتمكن أي رئيس مرشح ان يقفز لكرسي الرئاسة الا بعد ان يتعهد بعدم المساس بتلك الثوابت او عرقلة تقدمها بل يجب عليه وعلى حزبه الإقرار بها وتنفيذ ما يطلب منهما مع حدوث أي طارئ يعتري مسارها ,وهذه السياسة المرسومة بدقة يقف ورائها دهاقنة البيت الأبيض وبشكل أوضح الماسونية العالمية وهي من تدير ملفات العالم .

ولعل من ابرز تلك الملفات هو المحافظة على وجود الكيان الصهيوني ودعمه بكل أشكال الطرق وكل ما من شأنه ان يجعلهم قوة رادعة مهابة ورفدهم بأفضل أنواع التقنية التكنولوجية والتسليح والدفاع عنهم في كل المحافل الدولية واسكات أي صوت أو إدانة بالوقائع التي تثبت انتهاكاتهم لحقوق الإنسان, والوقوف سدا منيعا في مجلس الامن الدولي ومنبر الأمم المتحدة ضد أي قرار في ادانتها وتجريمها , ولا اخفيكم سرا ان قلت لكم بان أي نظام او دولة في المنطقة يساند هذا التوجه في الحفاظ على امن الكيان الصهيوني سيكون بتحصيل حاصل ضمن الخطوط الحمراء وضامن لبقائه وعلى جميع رؤساء أمريكا واداراتها المتعاقبة الحذر من الاقتراب منهما وهما في مأمن من الانقضاض عليهما حتى وان ظهر للعيان العداء الظاهري في التصريحات الجوفاء , ذلك من اجل ان يستكمل الهدف الى نهايته وتفادي انهيار المخطط الكبير في منتصف الطريق بانهيار تلك الأحزاب والانظمة المساندة له , كما يحلم او يتصور البعض بالطريقة التراجيدية التي يوهم بعض الكتاب جمهور القراء من قرب نهاية النظام والحزب الفلاني , والامر الوحيد الذي قد يفشل هذا المخطط ويجعل الولايات المتحدة عاجزة امام الحفاظ على تلك الأنظمة هي وعي الشعوب وتحركها البركاني في اقتلاعها ..

..

بعض من تلك الأنظمة والأحزاب فهمت تلك السياسة واستوعبتها تماما واتسقت معها من اجل الحفاظ على وجودها أطول فترة ممكنة واستيلائها على السلطة رغما عن انف شعوبهم باستخدام اعلى درجات القسوة والبطش وسط سكوت عالمي مطبق, وبعضهم ما زالوا متمسكين بثوابتهم مستمدين العزم من شعوبهم ويتعرضون لضغوط شديدة ربما يأتي عليهم يوما تتقطع بهم العرى الوثقى.

ولا اريد ان اتشعب كثيرا فالحوادث المتلاحقة اليوم في منطقتنا العربية تدور في نفس الفلك الذي فصلناه أعلاه.

وربما سنتناولها في مقالات في قادم الأيام لكننا سنتناول اليوم

الدور الإيراني في خدمة الكيان الصهيوني:

فمنذ انقلاب الولايات المتحدة الامريكية والنظام الأوربي على نظام الشاه رغم تطابقه مع الغرب في التفاهم ودعم الكيان الصهيوني لكنه ثبت لديهم انه لا يصلح ابدا في قيادة المرحلة المقبلة في تكوين ملامح العدو العقائدي للعرب و البديل للكيان الصهيوني .

فبعد ان لفض الشارع العربي اول تجربة تطبيع بين الكيان الصهيوني ومصر في اتفاقية كامب ديفد عام 1978

كان لابد ان يكون هنالك خطة محكمة لتطويع الشارع العربي بزرع نظام ديني متطرف يعتمد العقيدة منهجا ويكفر كل المخالفين ويجتثهم ,خصوصا ان البديل كان قد اعد وانضج في دوائر المخابرات الفرنسية والأمريكية ولم يستغرق فترة الانتقال سوى أسابيع ليبدأ عام 1979 ومن طهران عهد وحكم ديني جديد غير معالم المنطقة بأسرها , ومن ثوابته تصدير ثورته خارج الحدود لدول الجوار مبتدءا ببث خلاياه فيها فان فشل بذلك افتعل الحروب والدسائس فان تعثر فبالتحالفات والخديعة وتاسيس المليشيات وفرق الاغتيالات !

وان ينقل ساحة المعركة في اكثر من موقع لإضعاف العدو وتشتيت جهده والهائه عن أي هدف آخر .

وهذا السيناريو طبق مع اول يوم اطيح به بنظام الشاه وتم تنصيب قائد الثورة المزعومة الخميني واستمر بعد تولي الزعامة الخامنائي وانفجر وتشظى بكل الاتجاهات بعد احتلال العراق وهو مستمر يقذف بحممه كالبركان لغاية الساعة ,.مما ولد اجيالا من الشباب العربي على مدى أربعين عاما ترسخ في ذهنهم ان العدو الأول للامة العربية هو النظام الإيراني وليس الكيان الصهيوني ومما ساعد على ذلك الاعلام المضلل الذي يتعمد بإغفال جميع جرائمه ,وذلك لما خلفوه من قتل ودمار وخراب في الدول التي اجتاحوها , وان اجرام وانتهاكات الكيان الصهيوني لم تتجاوز حدود دولة فلسطين مقارنة مع النظام الإيراني الذي طال دولا ومساحات شاسعة وشرد الملايين وعطل الحياة ومزق النسيج الاجتماعي ودمر الاقتصاد مما لم يترك أي وجه للمقارنة بينهما !!

وبذلك قدم النظام الإيراني خدمة عظيمة لحليفه الكيان الصهيوني ولراعي الإرهاب الأول الشيطان الأكبر أمريكا, مالم يتمكنوا منه لسبعة عقود مضت على الرغم من العداء الظاهري بينهما والمناوشات الفارغة بصواريخ الكاتيوشا من قبل مليشياته والتي لم تخدش الا السياج الخارجي للسفارة الامريكية في بغداد !!

وكذلك جعجعة الإرهابي حسن نصر الله الذي دمر بعمالته بيروت ومزق لبنان باسرها وهو ينادي منذ عقود بزلزلة تل ابيب !!

يقابله التهديد الأمريكي بسحق النظام الإيراني ومحاصرته من جهة والسماح له من تحت الطاولة بالمضي قدما في تطوير برنامجه النووي للوي ذراع الامة رغم التظاهر بمعارضته والانسحاب من الاتفاق النووي ومن طرف آخر تسليمه مقدرات العراق وبسط نفوذه في سوريا وتهديده للبحرين وتدخله السافر في اليمن لتعويض خسائره ,وكل ذلك يوحي للبسطاء ان هنالك عداء حقيقي وان على الأبواب حرب مزلزلة قريبة الوقوع لردعه ولانهاء حكمه الرجعي, وان الإرهابيين نصر الله و المالكي والخزعلي والعامري وأبو فدك والحوثي والعشرات من قادة مليشيات سيتم حصد رؤوسهم على طريقة قاسم سليماني الذي انتهى دوره واصبح في حينها يشكل خطرا حتى على الولي الفقيه فتم الاتفاق على تصفيته هو وساعده الأيمن مهدي المهندس وتم ذلك وبسرية تامة !!

فلا تذهبوا باحلامكم بعيدا ولا تعولوا على أمريكا في احداث أي تغيير مرتقب ولا تسمعوا لمن يشوش عليكم , فالتغيير تصنعه الشعوب فقط لا أعداء الشعوب .

فاليوم وبعد الذي احدثه نظام الولي الفقيه انحرف تفكير اغلب الشباب العربي واختلف تماما عن مواقف آبائهم واجدادهم الراسخ من معاداة الصهيونية فكرا ومنهجا فهم للأسف ولما قاسوه لا يحملون أي حقد او ضغينة تجاه الكيان الصهيوني واصبح الطريق امامهم معبد تماما لمد الجسور معه وبأريحة دون تردد ,فلا تتعجبوا من مشاهدتكم وسماعكم الترحيب بهم !!!!

, وهذا ما دفع وسيدفع بعض الأنظمة للهرولة والركون اليه في اتفاقيات دون توجس من الشارع !!

لكن ما زال الطريق طويلا لانجاز كامل المهمة وما زال امام النظام الإيراني الكثير فلا يتوقع احدكم ان تقدم أمريكا ولا تل ابيب بانهاء الدور الإيراني واذرعها في المنطقة ولا مهاجمتها ولا تقليم اظافر مليشياتها وانهاء دورهم في العراق وسوريا واليمن ولبنان وفي مقدمتهم حزب الله الإرهابي وزعيمه حسن زميرة .. وللحديث بقية