عندما أعلن المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية قبل فترة قصيرة من التوقيع على الاتفاق النووي 19 خطا أحمرا أمام المتفاوضين، فإن الکثيرون إعتقدوا بإنه من غير الممکن تجاوز هذه الخطوط الحمر و تخطيها بل وذهب البعض أبعد من ذلك عندما تصوروا بأن دول مجموعة5+1، سوف ترضخ بصورة أو أخرى لهذه الخطوط و تتنازل عن مواقفها لصالح طهران.المفاجأة التي برزت للعالم عموما و للشعب الايراني و شعوب المنطقة خصوصا وبعد التوقيع على الاتفاق النووي، هو إن الاتفاق قد تم بعد تخطي و تجاهل خطوط خامنئي الحمراء و إهمالها وهو الامر الذي کان له أکثر من معنى و مغزى خصوصا وإنه قد جاء بعد أن سبق وان تم کسر هيبة و شوکة خامنئي خلال إنتفاضة 2009، عندما تم حرق و تمزيق صوره و هتف المنتفضون بالموت له و السقوط لنظامه، وهو ماتم إعتباره تطور إستثنائي و غير مسبوق بالتعرض لشخص المرشد و هو الامر الذي لم يحدث طوال عهد الخميني و يعد بمثابة خطوة غير عادية بإتجاه النظام من الاساس الذي يرتکز عليه.
وفق السياق الذي تناولناه آنفا، فإن ماقد کشف عنه مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية، حسين أمير عبد اللهيان، أن بشار الأسد يمثل “خطا أحمر” بالنسبة للمرشد الأعلى علي خامنئي، وهو “لا يقبل برحيله”، والذي کما يبدو نوع من التهديد للشعب السوري و لدول المنطقة التي ترى في بقاء بشار الاسد و نظامه خطر ليس يٶثر على الشعب السوري فقط وانما على دول المنطقة أيضا، لکن الذي لايدرکه خامنئي و لانظامه هو إن الامور في المنطقة لم تعد کما کانت عليه خلال الاعوام السابقة وإن الکثير من الامور قد تغيرت وإن هذا النظام لم يعد بعبعا لإيران و المنطقة، کما إن الخطوط الحمراء لخامنئي أيضا لم تعد لها تلك القيمة بعد أن داسوها خلال المفاوضات النووية.
الخط الاحمر الجديد المعلن لخامنئي، يأتي في وقت يتراجع فيه دور نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في المنطقة و يزداد الرفض الشعبي في دول المنطقة و بصورة ملفتة للنظر للتدخلات الايرانية في المنطقة عموما وفي سوريا خصوصا، ويبدو إن المرشد الاعلى لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يريد تجربة خطوطه الحمر مع شعوب المنطقة بعد أن فقدت بريقها و إعتبارها لدى الشعب الايراني و العالم، لکن الحقيقة التي يتجاهلها هذا النظام هي إن المقاومة الايرانية و طوال الاعوام الماضية قد أدت دورا بارزا في فضح و کشف مخططات هذا النظام في المنطقة بشکل خاص بل وإن المقاومة الايرانية ذهبت أبعد من ذلك عندما أکدت بأن النظام وهو في غمرة المفاوضات النووية فإنه في غاية من الضعف ولم يعد کسابق عهده وهذه الحقيقة قد ترسخت لدى شعوب و دول
المنطقة وإن مواجهة مخططه في اليمن و إحباطه و کذلك إعتبار حزب الله اللبناني ضمن قائمة المنظمات الارهابية، تبين بأن اليوم غير البارحة و ان قواعد اللعبة بدأت تتغير ولم تعد کما تريد و تشتهي طهران. [email protected]