يخطئ من يظن ان الحراك الحالي في مدن غرب العراق مجرد ازمة
بعيدا عن المطالب التي يطالب بها المعتصمون…وهي في الغالب مطالب محقة ومدروسة بعناية فان ثمة اصرار مصحوب باللوعة والشعوربالظلم يدفع منظمي الحراك الى التشبث …والحديث بصوت عال…
الاحتلال الامريكي العسكري للعراق هزم…
الغرب العراقي..اوكما نعته اهل الحكم الحالي بالمثلث السني كان وراء تلك الهزيمة…
الولايات المتحدة قاتلت مدن الغرب العراقي بثلاث اسلحة.
القاعدة…..والمليشيات التابعة لايران…وبقانون الاجتثاث
للهزيمة والاندحار ثمن….تصورت السلطة في بغداد انها استطاعت تسويفه والالتفاف عليه…
هناك في الغرب العراقي من فهم الرسائل التي تم تسريبها من اكثر من طرف اقليمي,,,وفهم مايجري حوله وبالقرب منه.
واكاد اجزم ان ثمة تفاهمات دولية تم تدارسها والبت فيها بصدد العراق.
والغطاء الامريكي قد رفع عن العملية السياسية برمتها
لايعنيني تدخل السفير الامريكي احيانا وبعض المقابلات التي لاتتعدى المجاملات
وهو ما لايتلائم والدور الامريكي الذي هيمن على العراق والمنطقة طيلة عقود مظت
ولست استبعد ان تكون الايام القادمة…كفيلة يايضاح المواقف الدولية على الاقل للحكومة العراقية التي كعادتها ابدت ارتباكا وعدم فهم لمجمل مايجري..وبدأت منذ الساعات الاولى بوضع خطة قطع اكبر عدد ممكن من رؤوس القائمة العراقية…والناشطين وفق مبدء …ماننطيهه…
وتسارعت في المواقف…دون ان ترقى الى مستوى التحليل والقراءة.
هناك تراجع ملحوظ للقائمة العراقية…واكاد اجزم ان الحكومة العراقية لن تجني شيئا مهما قطعت من رؤوس.فيها…
فخري كريم قطع على المالكي بمقالة واحدة اي التفاف …حين كشف ان الاخير دعى الاكراد للاستيلاء على الموصل ليتخلص من السنة الصداميين…
فخري كريم صوب على المالكي والعملية السياسية ببندقية السنة العرب…لكن فاته ان هناك من ينتظر هذه التصويبة..ليرمي بها قذائفه من اكثر من اتجاه صوب العراق.وصولا الى انشاء بيغازي سورية على غرار ماحدث في ليبيا…
قطع الشريان الايراني الذي يمر عبر الغرب العراقي عن نظام الاسد…هو نقطة البد.ريثما يتم التفاوض مع السوريين…
ممن يمسكون بالسلطة في بغداد من لازال يعتقد ان الكثرة العددية..للمكون الشيعي ووجود مصدر الثروات ضمن اراضي هذا المكون…اضا فة الى الامساك بمفاصل الدولة الامنية والادارية وخاصة الالوية التابعة لرئيس الوزراء بشكل مباشر تكفيه ان يحكم البلد…ويقوم بعزل وتغييب المكونات الاخرى…وتحويلها الى اشلاء
ويعطيه صلاحيات مطلقة للاعتقال والاغتيال والشطب
لهذا شاهدنا تحرك الحكومة في غالبه اتجه صوب مراكز الثقل الشيعي لشحذ التأييد وتكوين رأي عام شيعي ودفع المرجعيات الى دعم السلطة…وتوفير الغطاء لها…بل ان اقصى ماذهب اليه رئيس الوزراء هو محاولته كسب التحالف الوطني الذي جاء به الى السلطة.كي لايلتف عليه ويقدم مرشح من ضمن الائتلاف
السلطة تعي ان هذا الحراك مقدمة لرفض كل العملية السياسية وليس ضد الشيعة..وتخشى ان
يحصل على تغطية الاطراف الشيعية…لهذا اتجهت صوب ايران لتلجم الاطراف الاخرى في الائتلاف من الوقوف في صف الحراك.
الخليج لايعنيه العراق بقدر مايعنيه مد انابيب الغاز عبر الغرب العراقي عبر صحراء الانبار..باتجاه الشمال التركي..ومنه الى اوربا.وعبر اتفاق ستراتيجي مع البرزاني واكراد سوريا…
الخليج يحارب انبوب الغاز الايراني…وسينقض عليه..العراق كانت لديه فرصة تاريخية للتحكم بمجرى الغاز…..وضمان امنه الدولي…ولكن في زمن الاحزاب الدينية لن يكسب العراق اي بعد اقليمي…..
ايران ترى في هذا الحراك نسف لكل الخطط التي وضعت وتم رسمها مع اكثر من طرف دولي لهذا لايعنيها اذا تفاوضت على رأس المالكي بدلا عن انابيب الغاز
هناك حراك اكاد اجزم انه منظم .. ومحسوب….وينطلق بسرعة فائقة… بتوسيع الرقعة الجغرافية للتظاهر والاعتصام..وبكشف مكامن القوة واحدة تلو الاخرى وليس دفعة واحدة….لهذا حاولت السلطة منع انتقاله الى بغداد بالقوة…وحتى يصل الى بغداد او يمنع من الوصول بالقوة ستتوضح الصورة لدى الكثيرين …السلطة راهنت على الاخطاء
وسعت الى جر المعتصمين وتوريطهم وجرهم الى لغة تتطابق ومصالحها…ريثما تتهيئ للانقضاض عليهم وتفريقهم…
الذين يديرون الحراك في الغرب العراقي لديهم من الفهم مايكفي بحقيقة ان اللعب بالورقة المذهبية لن يخدمهم في شيئ.على الاقل في الوقت الحاضر….وبالذات في خطابهم مع الداخل العراقي…..
والسلطة في بغداد تسعى للتحشيد عليهم مذهبيا…
يالها من مفارقة..
ربما وهذا ما اتوقعه…ان الاتفاق الذي حصل بين عزت الشاهبندر و مشعان الجبوري كان قد اوحى للمالكي بانه ضمن نصف اصوات السنة العراب في الانتخابات القادمة…فتفاجئ المالكي بان مجمل العملية السياسية اصبحت في لحظة ماعلى مرمى مدفعية الباب العالي…
.في السنتين المنصرمتين تم تعيين زهاء مئة واربعون الف عراقي من الجنوب على ملاكات الداخلية والدفاع…واجهزة الامن والمخابرات
وتم طرد 36 الف سني من الداخلية والدفاع…رئيس الوزراء استعان بالصحوات لدحر القاعدة…وحين تراجع مد القاعدة…غدر بالصحوات..وعرضها الى الملاحقة والاغتيال…وفي المقابل .بدء بالاستغناء عن الاف المنتسبين من المكون السني.من الداخلية والدفاع..
واذا كان ادعاء علي الاديب صحيحا بان سنة العراق لايمثلون سوى عشرين بالمئة من نسمة العراق!!! فان المالكي يعتقل الان مانسبته اربعون بالمئة من شباب المكون السني…الذين تترواح اعمارهم مابين خمسة عشر الى ثلاثين سنة…
الخوف الايراني من ان تتكون نواة لقوة عسكرية سنية في الغرب العراقي …وفي داخل اجهزة الدولة دفع الاحزاب الشيعية ان ارتكاب اخطاء مميتة…
الاجتثاث دفع كل الكادر المؤسساتي في الدولة العراقية الى الهجرة والاعتقال والتهميش…
واستبدلوا بالاف من غير الكفوئين وسراق المال العام
احداث سوريا واخطاء الاحزاب الشيعية فتحت الفضاءات بشكل واسع لدخول قوى اقليمية ذات بعد دولي في اللعبة…
رئيس الوزراء العراقي والاحزاب الدينية اثبتوا للمرة الالف انهم غير قادرين على قراءة المشهد العراقي بشكل صحيح ولا المشهد الاقليمي …
هم يخشون على انفسهم وغنائمهم…وعلى السلطة…ويخشون من الملاحقات
وسيثبتون بجدارة انهم ورطوا وحولوا الشيعة في العراق الى جسر عبر عليه الاحتلال وسيقوم بنسفه…
سقوط الحكومة وتحويلها الى اشلاء …هو بعض الثمن الذي سيدفع وليس كله…
تقسيم العراق سوف لن يوقف البلاء…بل سيفاقمه
وبدل ان تترك السلطة الصراع وفق تسميته الصحيحة وهو صراع بين اطراف متضررة وبين الحكومة ستحاول توريط كل الشيعة في هذا الصراع
ولربما..وهذا اخشى ما اخشاه ان من في يدهم القرار قد وضعوا في حساباتهم ان ايران سوف لن تسمح بسقوطهم وستحميهم…وتقوم بالتدخل لصالحهم…
اذا لوحت السلطة او بعض رجالاتها بهذا فانهم سيجعلون من اجساد شيعة العراق هدفا مقدسا للتصويب اقليميا ومحليا…وحتى دوليا…وستحول الشيعة كلهم الى مليشيات
هناك مشاريع في المنطقة تتصادم فيما بينها…
ثمة مشروع غربي باعادة تشكيل الخرائط في المنطقة..والتحالفات
ايران نفسها مهددة….
سقوط بغداد…كان ايذانا بمرحلة الاجتياحات وتقزيم الدول وسحق الانظمة المشاكسة التي اوهموها بثقلها الاقليمي والعسكري
الثمن الباهظ الذي تدفعه ايران منذ عقد من الزمن لتصبح قوة نووية هو لحماية نفسها ليس الا…
ان الهدف المعلن ايرانيا لايكفي باقناعنا بان القدرة النووية الايرانية ستكون ضد اسرائيل..ولخلق حالة من التوازن العسكري بين اسرائيل وباقي دول المنطقة…ايران لم تكن في تاريخها في حالة عداء مع الغرب ولا اسرائيل….هناك مشروع يشمل الاقاليم الايرانية بدء بالاقتراب من حدودها
هو ماتخشاه ايران وترتعد منه…
الايرانيون خائفون….وماحدث من دعم لبعض فصائل المقاومة العراقية من قبل سوريا وايران كان لعرقلة وتاخير الاستحقاق الذي يلي العراق
لو كانت ايران تعلم ان سقوط صدام سيكشف ظهرها الى هذا الحد لحمت ظهر صدام حتى النهاية
ولدخلت الحرب معه…
لست اعرف ان كان هناك في ايران من اعتقد بان استخدام الشيعة في العراق ولبنان واليمن او البحرين كخط دفاع ومنطقة صراع لينئى بايران من الاستحقاق سيدفع عنه البلاء…وان كان فهو واهم…هذه الاقاليم نفسها ستكون ساحة التصفيات مع الايرانيين …ومن هذه الاقاليم ستنتقل الى ايران فايروسات التفتيت
هناك حقائق لايمكن تجاهلها…وعلى السلطة في العراق ان لاتضع ايران في حساباتها..
الشيخ احمد الكبيسي من القلة التي استطاعت ان تقرء مايحدث..وكانت نصيحته التي وجهها
للمالكي بالاستقالة مخلصة…
البرزاني اكمل الفراغات التي تركها الشيخ الكبيسي ولم يكملها.
حين صرح قبل يومين بان سيناريو الحرب الاهلية اصبحت اقرب…
الاكراد هم ايضا متظررون اذا تحولت مناطق السنة العرب الى منطقة استقطاب ونفوذ خليجي وغربي…ومنطقة صراع مع ايران
انفجارات كركوك الاخيرة رسالة من اطراف واعية للاتفاق الاستراتيجي الذي دخل الاكراد طرفا فيه
من اقليم بلوشستان مرورا بالمظلعات الايرانية مجتمعة …باتجاه سهل نينوى الى بادية الانبار وباتجاه سهل حوران مرورا ببغداد صعودا الى اسطمبول ستكون هناك ارض لمعركة كونية…
ينفخ في نارها الروس وامريكا واخوان مصر وسلفيوا السعودية …
شيعة العراق المظطهدين تاريخيا…والمسحوقين على مر الازمنه…في ورطة
حزب الدعوة والاحزاب الدينية وضعوا الجميع فوق بركان النار…
كل ما كسبه شيعة العراق من حكومة المليشيات هو سرقة بلدهم وحل دولتهم وتدمير زراعتهم وتوريطهم بعداوات وثارات لايقوون على حملها.لهذا يخافون التغيير…
نوري المالكي سيساوم شيعة العراق بين ذبحهم دفاعا عنه…او ذبحهم.بايدي عدوهم الذي صنعته لهم دولة المليشيات ونفخت فيه…
شيعة العراق مربكين
يخافون من دية الدم …الذي سال على ايدي المليشيات القادمة من وراء الحدود…
الشيعة انفسهم كان دمهم الذي سال اكثر غزارة من غيرهم…
لكن غباء الاحزاب الدينية حولهم الى معتدين
ووضعهم في ورطة.
ليس هناك من هو بقامة العراق ….في كل العملية السياسية…
اغرب عملية سياسية في التاريخ ….كل الذين جاء بهم الاحتلال من الشوارع..ونصبهم في العملية السياسية وملؤوا شوارع بغداد بجثث القتلى ارضاءا للمحتل الامريكي حين غادرت امريكا العراق بدؤوا بالانتقاد العلني للغزو..والتلميح بانهم لم يكونوا راضين بالاحتلال…بل ان بعظهم ادعى انه كان يقاوم الاحتلال.
وكل الذين يحكمون الان ينتقدون العملية السياسية …
وكل الذين شاركوا في وضع الدستور ومرروه بالتزوير في وضح النهار…يلعنون الدستور
ارخص سياسي القرون واكثرهم كذبا وتزوير وسرقة ودجل هم الذين جائنا بهم الاحتلال وهم يديرون العملية السياسية الان
في العراق…
ليس هناك من يحاول ان يمنع كرة النار بالمرور بالعراق…كي تتضائل ويخف لهيبها في ازقة دمشق وحلب..ولكي توئد وتنطفئ…من دون ان يفتح امامها الابواب كي تكبر وتزداد اشتعالا…
حل الازمات التي كانت الاحزاب الدينية سببا في باشعالها…لايمكن حلها بخطاب ديني…
[email protected]