( الجزء الثاني)
لقد علمتنا الطبيعة وأوضحتها الحياة وأثبتتها التجارب وجعلتها حقيقة من الحقائق أن لكل فعل ردة فعل يساوي له بالمقدار ويعاكسه بالاتجاه ، فمخطط بهذا المستوي من الخطورة والدعم فيجب أن يقابله مخطط بنفس المستوى من الدعم والمواجهة وإلا فسوف يذهب العراق الى طريق مملوء بالضبابية والمهالك الأخلاقية التي تريد تدمير البلاد والعباد ، ومن أهم طرق المواجهة لتفشي وباء سوء الأخلاق ومن ضمنه ( الشذوذ الجنسي) :
أولاً : المواجهة الثقافية التي تظهر مخاطر هذا الوباء ونتائجه المدمرة على أي شعب يضربه ، وهذه المواجهة يجب ان تقوم بها جميع المؤسسات الدينية والثقافية في البلد كالحوزات العلمية و وزارة الأوقاف والعتبات المقدسة بالإضافة الى منابر يوم الجمعة والمنابر الحسينية والقنوات الإعلامية : ويتطلب من هذه المؤسسات ان تتوجه الى طرح الأخلاق بشكل مكثف ما بين طبقات المجتمع من خلال طرق جديدة تتناسب مع عقلية الفرد العُمرية والثقافية والمناطقية ، ويجب تكثيف الطرح الأخلاقي نظرياً وعملياً من قبل رجال الدين والشخصيات المتصدية في هذه المؤسسات ، ويصبح وباء سوء الأخلاق ومن ضمنه فيروس الشذوذ الجنسي الموضوع الذي يجب ان يطرح ويناقش ويتوضح بالقصص والعبر والتجارب في أغلب ساعات اليوم ومن جميع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة ومن ضمنها مجاميع التواصل الاجتماعي حتى وأن تطلب الأمر تقليل ساعات الحوزة العملية لكي ينزل طالب الحوزة الى الشارع ويجسد أخلاق اهل البيت عليهم السلام نظرياً من خلال نشر أهم مفهوم في بناء القيم الأخلاقية والدينية في المجتمع ألا وهو مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، هذا المبدأ الذي به نكن أفضل الأمم قال الله سبحانه وتعالى ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله…)…(1) وقال رسول الله (صلى الله عليه واله) ( لتأمُرنَّ بالمعروف ولتنهُنَّ عن المنكر أو ليستعملنَّ عليكم شراركم فيدعوا خياركم فلا يستجاب لهم )…. (2)قال أمير المؤمنين عليه السلام (قوام الشريعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)….(3) قال الإمام الحسين عليه السلام (إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر)….(4) قال الإمام الباقر عليه السلام (إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة عظيمة بها تقام الفرائض)….(5) قال الإمام الصادق عليه السلام (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خلقان من خلق الله فمن نصرهما أعزه الله ومن خذلهما خذله الله )(6) ، وقد أخبرت الشريعة السماوية بشكل لا يقبل الشك والحيرة والتفكر النتائج المأساوية والمدمرة إذا ترك مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكثير من علامات هذه النتائج نعيشها اليوم في وقتنا الحاضر نلمسها لمس اليد ونراها بأعيننا ونحس بها بقلوبنا قال رسول الله (صلى الله عليه واله)( لتأمرنَّ بالمعروف ولتنهنَّ عن المنكر أو ليعمكم عذاب الله )( 7) قال رسول الله (صلى الله عليه واله )( لا يزال الناس بخير ما أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وتعاونوا على البر والتقوى فإذا لم يفعلوا ذلك نزعت عنهم البركات وسلّط بعضهم على بعض ولم يكن لهم ناصر في الأرض ولا في السماء )( 8) قال أمير المؤمنين عليه السلام (لا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولي الله أمركم شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم)(9) .
فمبدأ بهذه الخطورة والأهمية في بناء المجتمع وحفظه من جميع المخاطر والكوارث يجب أن يطرح بكل قوة ويدعم من جميع المؤسسات الدينية والاجتماعية والحكومية ويجب تشجيع المجتمع على المواظبة عليه وحماية من يقوم به من القضايا العشائرية والقانونية.
بالإضافة الى نشر مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يجب أن ننشر أخلاق اهل البيت عليهم السلام بصورة عملية ما بين الناس من خلال نزول طلبة الحوزة والشخصيات المتصدية والعاملين في المؤسسات الدينية الى الشارع وطرح هذه الأخلاق بشكل عملي من خلال تعاملهم مع مختلف فئات المجتمع وتشجيع المجتمع على القيام بها مع طرح إعلامي مكثف من خلال الأعمال الدرامية الأخلاقية أو نقل الندوات الأخلاقية وغيرها من الأعمال الإعلامية التي تدعم نشر الأخلاق في المجتمع العراقي.
ثانياً : يجب مواجهة الشذوذ الجنسي قانونياً لأنها من الجرائم المخلة بالشرف والتي تتعارض مع تشريعات الدين الإسلامي الحنيف ، ويجب الملاحقة القانونية لكل مؤسسة أو منظمة او جمعية أو شخصية أو قناة إعلامية تحاول دعم ونشر وترويج الشذوذ الجنسي لأنها تتقاطع مع الدستور والقانون وتعاليم الدين الإسلامي والعرف والتقاليد العراقية .
ثالثا : مواجهة الشذوذ الجنسي سياسياً ودبلوماسياً من خلال رفض وشجب وتعقب قانوني لأي ترويج أو نشر أو دعم للشذوذ الجنسي من قبل الحكومات الأجنبية وبعثاتها الدبلوماسية أو المؤسسات الإعلامية أو منظمات المجتمع المدني لأن هذه الأعمال تدخل بالشأن الداخلي وانتهاك للسيادة العراقية .
فمن خلال التعاون ما بين المؤسسات الدينية والحكومية والاجتماعية والثقافية وأبناء المجتمع يمكن لنا أن نواجه أخطر وباء يضرب المجتمع العراقي وهو وباء سوء الأخلاق ومن ضمنه الشذوذ الجنسي الذي ما دخل بلداً إلا ودمره .
(1) سورة آل عمران آية 110(2) وسائل الشيعة – الحر العاملي – ج16 ص118(3) ميزان الحكمة ج3ص1940(4) بحار الأنوار – العلامة المجلسي ج44ص330(5) أصول الكافي – الشيخ الكليني ج5ص56(6) وسائل الشيعة – الحر العاملي ج16ص124(7) جواهر الكلام –الشيخ الجواهري ج21ص359(8) وسائل الشيعة ج11ص398(9) الكافي ج5ص52