اكثر من ثلاثين يوما مضت ، وحكومةً السيد عادل عبد المهدي ، لم تفعل شيئا جديا لتلبية مطالب الشبان المحتجين ، سوى المماطلة والتسويف ، والخداع ، واللعب على عامل الوقت .
ان سقوط مئات الشهداء ، وجرح الآلاف من الشبان ،، يعني ان هناك امهات ، وآباء ، وأرامل ، وأيتام ، و وجع عراقي يمتد من الفاو ، الى زاخو ، ومظاهرات وغضب وآهات ، سوف تلاحق القتلة من المسؤولين الى ابد الابدين .
وليعلم من قتل المحتجين السلميين ، ان هناك استحقاقات قضائية ، ومحاكم دولية ، تنتظر المسؤولين عن جميع هذه الجرائم التي ارتكبت بحق المتظاهرين السلميين .
الملاحظ .. ان أيد خفية قذرة ، تحاول شيطنة الانتفاضة و تجريد الاحتجاجات من طابعها السلمي ، والقيام بإحراق البنايات التاريخية والمحال التجارية ، و التأثير على مصالح الناس ، وجر الشبان الى مواقع المواجهات الدامية مع اجهزتنا الأمنية ، ولهذا السبب لجأ بعض الشبان باستخدام الحجارة ، واذا استمرت استعراضات العنف والقوة المفرطة ضدهم ، والمضي نحو منزلق عسكري خطير ، ربما سيدفع الشبان اللجوء الى استخدام السلاح ، وهذا ما لايتمناه الجميع ، وعلينا جميعا تداركه وبقوة .
ان ساكيولوجية الجماهير التي تحدث عنها الفيلسوف الفرنسي غوستاف لوبون ، مازالت عصية الفهم على المسؤولين في الدولة العراقية ، من الذين لا يجيدون سوى فن الكذب ، والاستهلاك الاعلامي الرخيص .
على مدى ثلاثين يوما ، استطاع الشباب ادارة الانتفاضة باحسن ما يكون ، لقد اثبتوا للعالم انهم مستمرون في انتفاضتهم السلمية حتى تحقيق المطالب كاملة من دون كلل ، ولا ملل .. لا بل ان الاصرار على المطالب والجرأة على إظهار الحق ، قد أدهش العالم باسره ،، في المقابل امامنا حكومة مشتتة ، ومجلس نواب عاجز ، ورئاسات ثلاث منقسمة على نفسها .
ويبقى السؤال الاثير .. هل تستمر الحالةعلى هذا النحو الخطير ..؟
الثابت / نحن في مختبر كيميائي يتفاعل يوميا بشكل مستمر ، في الداخل والخارج ، وفيه الصامد والمهزوم ، المتيقن والمازوم ، وفي خضم هذا التفاعل ، تجتمع ارادة المنتفضين ، وتزداد معنوياتهم ، وتتنوع اساليب مواجهاتهم ، وتتطور اجتهاداتهم ، مع تعاطف غير معلن لمعظم الاجهزة الامنية .
نحن اليوم امام أمرين لا ثالث لهما / اما استقالة الحكومة ، والشروع وبشكل جدي بتلبية مطالب المحتجين ، او انهاء الاعتصامات بالقوة المفرطة ، وهذا سوف يفتح الطريق نحو المجهول الغامض والخطير .
تدلل الوقائع اليومية / ان حكومة عادل عبد المهدي ومن معها ، وبسبب فشلها في ادارة الازمة ، تخسر يوميا ثقة الشعب ، وثقة العالم وتتحمل وزار كبيرا بسبب سياسة المراوغة والتسويف والمماطلة ،، في حين نجد الالتفاف الجماهيري الكبير والمتزايد حول الشبان المنتفضين ، يتسع ويكبر ، مع الروافد القادمة من القطاعات الشعبية ، والنقابات الوطنية ، والثانويات والجامعات الحكومية والاهلية ، والتي شكلت جميعها (حالة وطنية) نادرة قل نظيرها ،، وهذا ما نشاهده يوميا في سوح المظاهرات ، وخيم الاعتصامات .
لكن ،، يبقى في الافق البعيد ، ثمة غيوم و قلق اكيد ، ومؤمرات ، و تداخلات تحدث ، وأنفاس نتنة تنفث ، وتذكروا في التاريخ قصة ( حصان طروادة ) .