طالما نؤمن بالديمقراطية المجتمعية علينا ان نؤيد اي فعل يؤدي الى تغيير الواقع المر حتى لو كان هذا الفعل ناتج من قوى مشكوك بها ولكن علينا تقويمه وتشذيبه ، ان الحراك المدني المتمثل بالتظاهر والاعتصام الذي يكفله الدستور لايؤمن بالمغامرة والحل السهل والسريع المتمثل بالانقلاب العسكري ، الحركات المدنية المولودة من رحم المجتمع تواكب حركته وتدرس مقوماته جيدا ولاتقفز على واقعه ابدا ، يكون نضالها من اجل تحقيق مطالب الجماهير ويأتي تدريجيا ويتلائم مع تطور المجتمع و مدى تقبله للتغيير .
التطور الحاصل اليوم المتمثل بأعتصام البرلمانين هو تطور طبيعي وصحي يتماشى مع الغضب الجماهيري وهو انتصار لحركة الجماهير المدنية اذ انهم استطاعوا بنضالهم وصبرهم أحداث شرخ كبير بجدار لطالما كان عصيا عليهم .
الغريب بالأمر ان غالبية الجماهير اتفقت على تسمية الاعتصام بالثورة او باليقظة او الصحوة ولكنهم اختلفوا بمدى مصداقيته وهذا تناقض واضح بفهم مايحدث ، انهم لايفسروها بكونها حركة ناتجة من غضب الشارع وان الامر وصل لطريق مسدود ولابد من حل واضح وصريح يقنع الشعب وقواه الوطنية فهذا الاعتصام ليس يقضة ولاثورة ولكنه تطور طبيعي لنظام بات ساقطا بنظر الشعب وهو ميت سريريا منذ فترة طويلة ، الاهم من كل هذا وذاك ان القادة اصحاب نظرية المؤامرة ماعادوا مؤثرين مثل السابق .صحيح ان بعض هؤلاء النواب المعتصمون تدور حولهم الشبهات الا ان لا مفر من الاعتراف بالنهاية انهم دعموا الحركة المدنية باعتصامهم هذا .اعتى المجرمون بالعالم ياتي يوم ويعترفون باخطائهم ويتمنون تصحيحها وهذا لايعني انه سيتم العفو عنهم ولكن لكل مقام مقال