23 ديسمبر، 2024 4:22 ص

خطوة تٶکد ذعر طهران

خطوة تٶکد ذعر طهران

بعد أن قام النظام الايراني وخلال الاسابيع الماضية بإطلاق تصريحات إستفزازية وواصل في نفس الوقت نشاطاته السرية المشبوهة بصورة أسرع من السابق، وبعد أن جوبه بردود فعل دولية قوية أکدت بأن المجتمع الدولي لن يقف مکتوف الايدي خصوصا بعد أن تنوعت ردود الفعل ووصلت الى حد إن الصين وروسيا حذرا النظام الايراني من مغبة وتداعيات مايقومون به وأن يتحملوا عواقب الامور، وفي خطوة أثبتت شعور النظام الايراني بالذعر من الموقف الدولي المتشدد من تصرفاتها المتمادية، فقد جاءت الدعوة التي وجهها النظام الايراني الى رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ليزور إيران.
النظام الايراني ومن خلال هذه الدعوة يريد أن يخفف من حدة الموقف الدولي ضده خصوصا وإن الاوضاع المختلفة له على الصعيدين الداخلە والخارجي في أضعف حالاتها وإن أية مواجهة قد يخوضها ضد المجتمع الدولي لايمکن أن تنتهي لصالحه وخصوصا إن هناك إجماعا دوليا غير مسبوقا ضده، وکعادة النظام الايراني المعروفة دائما عند قيامه بأي تصعيد يفوق حجمه ومستواه ويصطدم بموقف صارم، فإنه يبادر الى التراجع وتخفيف حدة التوتر خصوصا وإنه يعلم بأن أية مواجهة مع المجتمع الدولي ليس لايمکن أن تنتهي لصالحه فقط وإنما حتى يمکن أن تکون سببا لإنهياره.
هذا الاسلوب الذي إتبعه ويتبعه النظام الايراني مع العالم، أي التصعيد المتعمد ومن ثم الشروع بالتخفيف والتراجع، هو أسلوب مشبوه من الضروري أن يحذر منه المجتمع الدولي لأن النظام وبعدما يحقق بعضا من مآربه وأهدافه المشبوهة في ظل ذلك التصعيد يبادر بالتخفيف، ومن هنا فإنه من المهم أن لايتم السماح له بتکرار هکذا حالة والتصدي له بالاسلوب الامثل منذ البداية وليس بعد أن يمضي ردحا من الزمن بحيث يکفل له تحقيق شيئا مما يريده ويطمح إليه.
لايجب أن يخفى على المجتمع الدولي بأن کل الادلة والمٶشرات تشير الى أن النظام الايراني متمسك ببرنامجه النووي ومصر على الاستمرار بمساعيه السرية المشبوهة من أجل تطوير الجانب العسکري من برنامجه، وخلال قرابة ثلاثة عقود من التواصل الدولي والمحادثات مع هذا النظام فقد أثبت بأنه نظام مراوغ ومخادع ويسعى بکل الطرق والاساليب الممکنة من أجل إنتاج الاسلحة الذرية، وماقد وصل إليه حاليا من مستوى في تخصيب اليورانيوم يثبت مشبوهية نواياه وعدم إستعداده من أجل التخلي عن مساعيه المشبوهة.
ليس يکفي أن يقوم المجتمع الدولي بمشاهدة النظام الايراني وهو يتراجع عن مايقوم به من تصعيد متعمد بل إن الاهم من ذلك عدم السماح له بإستغلال أية فرصة تمکنه من تطوير برنامجه النووي.