التجمع السياسي الرمزي الكبير الذي حضرته اغلب القوى السياسية في منزل رئيس المجلس الاعلى السيد عمار الحكيم يوم امس كان بمثابة خطوة موفقة باتجاه لملمة الجراح وطي صفحات الخلاف والسير بخطوة فعلية نحو الامام.
وهو تجمع غالبا ما نشاهده بل اصبح من النوادر في بلد سيطرت عليه لغة التفرد والتسلط والتهميش والاقصاء، واصبح السياسيون من اشد الشخصيات تاجيجا للصراع الدموي الداخلي في هذا البلد المظلوم الجريح، حتى تبين ذلك من خلال ردود الفعل على الارض بعد كل موقف متشنج او متشاحن بينهم.
واظن ان هذه الخطوة لو استغلت الاستغلال الامثل وكانت بمثابة المنطلق لحلحلة الامور ووضع النقاط على الحروف بشكل دقيق وصحيح والسعي لتكرارها بشكل اكثر اختصارا، وتحديدا بين الشخصيات المسيطرة على زمام الامور بشكل فعلي لا شكلي، سيكون لذلك صدى واثر اكبر مما نتج عنه في هذا الاجتماع.
وكم تمنينا ان يكون في هذا الاجتماع دور وكلمة وموقف للمرجعيات الدينية، كونها الحاضنة لمعتقدات اغلب القوى الفاعلة في البلد والمسيطرة عليها، وايضا لمكانتها الشعبية البارزة والمؤثرة في المجتمع، اضافة الى ان المشكلة الاكبر اليوم غابت عن هذا الاجتماع، ولم يكن لها تمثيل او اي حضور، واعني بذلك ممثلي التظاهرات والاعتصامات، فهولاء كان الاولى والمفروض ان يكون لهم تواجد في هذا الاجتماع، لان تعقد الامور وازدياد التشاحن والتصعيد، جاء مباشرة بعد التظاهرات والاعتصامات.
وفي نهاية الكلام نصيحتي مستقبلا ان لا تُظهِر هكذا اجتماعات للمشاهد الكريم على انها اجتماعات تراضي بين شخصين فقط، وان بتراضيهما ستحل العقد، لان الشعب اليوم ادرك ما يجري وما يدور بشكل كبير، وهو لا يرضى ان تكون صور القبل وتشابك الايدي الشكلية الوقتية معبرا تعبر عليه مصالح الاخرين، خصوصا بعد ان لاقى ابناء هذا البلد الصابر هجمة شرسة حصدت مئات الشهداء والجرحى من دون اي ذنب، الا لكون قادة البلد المتشابكة ايديهم اليوم كانوا بالامس متخاصمين وغير متصالحين.