10 أبريل، 2024 12:28 ص
Search
Close this search box.

خطوة الصدر القادمة 

Facebook
Twitter
LinkedIn

ان ما حصل يوم امس من دخول المتظاهرين الى البرلمان العراقي يمثل دليلا واضحا على ان السيد الصدر جاد في خطواته التصعيدية والمتابع الذكي يلتفت الى ان الصدر يرسل اشارات مبطنه قبل كل بيان يقدمه للشارع العراقي بالإضافة الى النقاط الواضحة في البيان وكذلك يرسل اشارة مبطنة في كل بيان يصدره تمهيدا للخطوة القادمة في مشروعه الاصلاحي والدليل على النقاط اعلاه ما صدر من المقرب منه السيد صالح محمد العراقي وعلى موقعه الرسمي وما رسمة من تعليمات تكاد تكون اقرب الى الشفرة بطريقه ادبيه مرتبطة بالعقيدة الشيعية وهذا المقال والذي فيه (اليس الجسر بقريب؟؟) و (ماذا على من اغفل دخول الباب بعد فتحه ؟؟) وهي اشارات واضحة جدا قبل صدور البيان الاخير للسيد الصدر ولا تخفى على الجاهل فما بالك باتباعه؟؟ والذين هذبوا على الطاعة واستلام الاوامر بطريقة مباشرة او غير مباشرة عن طريق مثل تلك الاشارات… واعترف بشكل شخصي انه جمهور مطيع وذكي بنفس الوقت وانه قوة عظمى بيد شخص استطاع ان يروضها … اما النقطة الاخرى التي اود الاشارة لها هو ما ذكرة السيد الصدر في نهاية خطابة الاخير (على المجاهدين الابطال البقاء في سوح القتال فذلك واجب وطني وشرعي) وهي نقطة لم يلتفت اليها احد بصورة تفصيليه وما الغاية من ذكرها في مثل هذا البيان الذي تمخض عنه اعتكاف الصدر شهرين ؟؟ بصراحة مثل هذه النقطة مهمه جدا ويجب التوقف عندها وهناك الكثير من التفسيرات التي تتبادر للذهن رغم انها طبيعية عندما تذكر الا انها غريبة مقارنة بسياق البيان … فقد يكون في ذلك اشارة الى الاطراف السياسية الاخرى ان سرايا السلام تقاتل في الجبهات جنبا الى جنب مع القوات الامنية والحشد الشعبي فلا تراهنوا على وطنية التيار الصدري او مشروعه الاصلاحي وان الصدريون يقاتلون على الجبهتين الامنية والاصلاحية وقد يكون فيها اشارة مبطنة لسرايا السلام ان استعدوا للمرحلة القادمة فقد تعود الصدريون على مثل تلك الاشارات المشفرة وبصراحة هذا ما جعلني التفت الى عنوان المقال بهذه الطريقة لان الصدر بدأ يعرف فن اللعبة ويتقن فن المناورة بالأوراق الشعبية والسياسية وهذا ما اثبته الواقع وقدرته على تصدر المواقف والذي بدوره اربك الخصوم المشمولين بالتغيير وغير المشمولين … على كل حال اشارته الى المقاتلين من سرايا السلام بالمرابطة في سوح القتال قد تكون اشارة الى المعارضين لمشروعه الاصلاحي … وهيه انكم تحاربوني في هذا المشروع وانا خير سند لكن وخير عون في قتالكم ضد الارهاب… واذا ما فكر الصدر بمثل هذه الخطوة على الحكومة العراقية والحشد الشعبي مراجعة كل أوراقه العملية على الساحة لأنه والكل يعلم ان سرايا السلام تمسك بارض واسعة جدا بقدرته القتالية العالية وتعداده الكبير و امتلاكه لترسانة اسلحة لا يستهان بها بالإضافة الى شراسة مقاتليه وحسمهم للمعارك في اوقات قياسية جدا والدليل ما حصل في جرف الصخر وفي امرلي وبحيرة الثرثار وخط اللاين … وربما ان مثل تلك الاشارة الغريبة عن سياق البيان قد يعتبرها الصدر ورقة ضغط على المخالفين لمشروعه وقد يكون سببها التسريبات التي تقول ان هناك فصائل من الحشد الشعبي تريد ان تدخل على خط الخلاف مع الصدر وان تدخل فصائل مسلحة الى بغداد لتخفيف الضغط الحاصل وايقاف جحافل المتظاهرين لذلك وضع السيد الصدر مثل تلك النقطة في حسبان المعادلة التي ترسمها الاطراف التي لا ترى في مشروع الصدر مناسبا لها … وفعلا هذا ما حصل عندما اعلن السيد هادي العامري تحرك قوات بدر والخراساني على محيط واطراف بغداد والذي بدوره استفز السيد حاكم الزاملي وصرح ان السلاح الذي بيد الحشد هو لحماية الشعب لا لان يوجه للشعب وان هناك تسريبان بان هناك فصائل مسلحة تحاول ان توقف الانتفاضة الشعبية (مقتبس من كلام السيد الزاملي) وبعدها رد احد اعضاء كتلة بدر النيابية بان هذه القوات هي لحماية بغداد من المتصيدين بالماء العكر ويقصد الارهاب واتباعهم ولتجنب حصول خرق كما حصل سابقا على اطراف بغداد وخصوصا ونحن مقبلين على زيارة مليونيه … لكن بعد فترة دخلت هذه القوات الى بغداد والى محيط المنطقة الخضراء وفي ذلك ترجمة حقيقية لما قاله السيد الزاملي … لذلك مثل تلك الخطوات من الاطراف المقابلة للصدريين واشارة السيد الصدر الغريبة في بيانه الاخير لسرايا السلام ومن باب التحليل الاستباقي للأحداث … فانه وحسب ظني لو كنت في موقف كهذا لقمت بتجميد سرايا السلام وسحبهم الى بغداد والمحافظات ايضا لأننا نعلم ان الوية سرايا السلام تعتمد على نظام الوجبات وهذا النظام ساري على كل سرايا السلام في بغداد والمحافظات ويكون هذا الانسحاب تدريجي وعلى مدى اسبوع من تاريخ صدور البيان لكي يتسنى للقوات الامنية وفصائل الحشد الشعبي الاخرى المرابطة بالجبهات الى مسك الارض التي سينسحب منها سرايا السلام وبالتنسيق معهم من دون ان يخل هذا الانسحاب بالعمليات وضمان قدرة القوات البديلة من الفصائل الاخرى على مسك الارض ورفدهم بكافة المعلومات الخاصة بتلك الارض من تواجد العدوا ونقاط قوته وضعفة ومسارات التحرك النمطية ونقاط التحرك المفاجئ ومسارات الكمائن والمباغتة والتأكد من ان كل شيء يجري بصوره صحيحة وكاملة ولا يؤثر على الانتصارات التي حققتها السريا من جهة وتبعات هذا الانتصار على الفصائل الاخرى لأننا نعلم جيدا ان المناطق التي تسيطر عليها سرايا السلام هي خير ظهير وحامي للعمليات العسكرية لقواتنا الامنية والحشد الشعبي ولان مثل هذا الخطوة اقصد الانسحاب قد تكون ذات مردود سلبي على التيار الصدري وقيادته لهذا اظنهم سيتقنون عمليه التسليم وضمان عدم حدوث أي خطأ او مشكلة نتيجة هذا الانسحاب ومن يقول ان مثل تلك الخطوة مستحيلة اقول له لا هيه غير مستحيلة وقد فعلها الصدريون من قبل وانسحب من جزيرة سامراء بأمر من القيادة العسكرية الصدرية … اما عن الغاية من مثل تلك الخطوة فأصنفها على مجموعة نقاط اولا وبعد ان تمركز فصائل من الحشد الشعبي في بغداد بعد دخول المتظاهرين البرلمان وهيه حركة واضحة انها تستهدف الصدريين عندها سيكون انسحاب وتجميد سرايا السلام ورقة ضغط كبيرة على فصائل الحشد الشعبي وقواتنا الامنية لان ايجاد بديل لتلك القوات المنسحبة ليس بالهين لذلك سيكون هذا عامل ضغط على الفصائل لملأ تلك الجبهات وهذا بدوره سيجبر من يريد ان يستخدم قواته كورقة ضغط على المتظاهرين الى التفكير الف مره قبل ان يخطوا مثل تلك الخطوة وان مثل تلك الخطوة ستستنزف قواته في مسك الارض والدفاع عنها … ثانيا ان انسحاب مقاتلي سرايا السلام الى بغداد والمحافظات سيفتح باب مرعب بالنسبة للقوى السياسية المعارضة لمشروع السيد الصدر لان مقاتلي سرايا السلام سينسحبون بعددهم وعديدهم أي بأسلحتهم الثقيلة والمتوسطة والخفيفة ومثل هذه الخطوة تثير المخاوف عند الاخر ويبدأ بالتفكير ان مثل تلك القوات المتمرسة والمقاتلة قد يستخدما السيد الصدر في عمل انقلاب عسكري مباغت وخصوصا ان اغلب الفصائل مشغولة بالقتال في الجبهات ضد داعش وهذا بحد ذاته يعتبر كابوس بالنسبة لمن ينسبون انفسهم الراعين للعملية السياسية … وثالثا انسحاب تلك القوات من سرايا السلام سيزيد زخم التظاهرات قوة وعدد وسيحاول من يقف ضد مشروع الاصلاح للسيد الصدر ان يكون اكثر حذرا من قبل بالتعاطي مع المتظاهرين لأنه يعلم ان من بين المتظاهرين يوجد مقاتلين شرسين يتم استفزاهم بسرعه وان اشتعلت الشرارة لا سامح الله ستكون العواقب وخيمه بالإضافة الى ذلك سيكون وجود المقاتلين في حالة استراحة مع المتظاهرين والذي بدورة سيعطي دافع معنوي يرفد التظاهرات والمتظاهرين من غير الصدريين ويشعرهم بالأمان اكثر وذلك حتما سيزيد من زخم التظاهرات … وكل ذلك يعتبر ضغط لا يستهان به في ما لو قام الصدر بمثل تلك الخطوة … ولكن وحسب اعتقادي ان الصدر لن يقوم بهذه الخطوة بمفهومها التفصيلي فقد يلوح بها او يعطي اشارات لخصومه بانه سيقوم بمثل تلك الخطوة ليجعلهم في حاله من التوتر تجبرهم على تخفيف الضغط عليه ومناغاته بطريقه اكثر سلاسة لأنه وحسب اعتقادي ان سحب سرايا السلام من جبهات القتال سيولد فراغا حادا في الجبهة وهذا ليس طعنا مني بقواتنا الأمنية وحشدنا الشعبي لكن علينا ان نعترف ان سرايا السلام قوات متمكنة ولديها خبره بالقتال ومتمرسة على مسك مثل تلك المناطق طوال فترة محاربة داعش ناهيك عن ردود الفعل التي سيسببها انسحابهم على المستوى الشعبي لذلك وانا شبه متأكد ان مثل تلك الورقة سيستخدمها السيد الصدر اعلاميا لكن ان لم يجد استجابة واضحة وتحاكي من قبل الاطراف الاخرى لما كان يبتغيه من نتائج تخفف الضغط وتنجح مشروعه الاصلاحي فاعتقد انه سيكون جديا في تمرير مثل تلك الورقة ان كان وحسب ظنه مصلحة العراق تقتضي استخدام مثل تلك الخطوة وتفعيلها .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب