20 ديسمبر، 2024 9:54 ص

يتصاعد مشاعر القلق والخوف بين الاوساط الحاکمة في إيران من الاوضاع التي تواجههم ولاسيما من جانب الادارة الامريکية على أثر الانسحاب الامريکي من الاتفاق النووي وفرض العقوبات الامريکية على طهران، خصوصا وإن التصعيد الامريکي ترافقه أوضاع وتطورات داخلية يغلب عليها التوتر والذي يستمر بوتائر متصاعدة منذ الانتفاضة الاخيرة إضافة الى تزايد الضغوط الدولية فيما يرتبط بالتدخلات التي يقوم بها النظام الايراني في المنطقة.
الاسلوب والطريقة التي تتبعها الادارة الامريکية في التعامل والتعاطي مع النظام الايراني، اسلوب جديد بالمرة وغير مسبوق، فهو ولأول مرة لاتجد فيه أي نوع من أنواع الليونة والمرونة وانما هناك مهلات محددة وبعدها يتم إتخاذ خطوات عملية، وبعد الخطوات الموجعة التي إتخذتها وزارة الخزانة الامريکية ضد الحرس الثوري بتصنيفه ضمن قائمة المنظمات الارهابية وکذلك الشروع في تصنيف أحزاب وميليشيات في دول المنطقة من التي تتبع طهران، ضمن قائمة الارهاب، جاءت العقوبات الامريکية الاخيرة لتضيق الخناق أکثر وبصورة غير عادية على طهران وتضعها في زاوية ضيقة جدا بل وحتى أضيق ماتکون.
الحرب الناعمة التي کانت سائدة ضد إيران خلال العقود الماضية من جانب الادارات الامريکية المختلفة، يبدو إن إدارة ترامب لم تعد تعول عليها کثيرا وطفقت في إستخدام نمط حربها الخاصة التي أثارت وتثير عاصفة من الغضب والسخط في طهران لکن الملفت للنظر فيها فيها إن الاخيرة هي من تقف منتظرة لترى ماستفعله واشنطن في الخطوة التالية، بمعنى إن إدارة ترامب قد غيرت من طريقة إدارة الصراع ضد إيران وجعلتها أکثر جدية من أي وقت مضى وذلك بعدم السماح لإعطاء زمام المبادرة لإيران کما فعل أوباما.
الضرب على الوتر الاقتصادي الايراني، کما يبدو ذالك واضحا لحد الان في ضوء ماقد تم إتخاذه من قرارات و إجراءات أمريکية ضد إيران، هو اسلوب کما يبدو له أثره الکبير جدا ليس على الداخل الايراني وانما على مختلف الاصعدة، ومثلما معروف عن الايرانيين طول الصبر و المطاولة، فإن الادارة الامريکية تتبع اسلوبا يمکن إعتباره مثل حرب الاعصاب أو حرب نفسية ولاسيما وإنها تمسك بزمام المبادرة وهي التي تقف في موقف القوة.
لکن لايبدو إن واشنطن تتجاهل التطورات الداخلية الرافضة للنظام والتي تسير بسياق يهدف لإسقاط النظام والتي تٶدي فيها منظمة مجاهدي خلق دورا رائدا وأساسيا بإعتراف قادة النظام، بل إنها تعول عليها بعد أن صار النظام يقف موقف العاجز ازاء هذه التطورات من جهة وازاء دور المنظمة من جهة أخرى، ولکن على واشنطن أن تعلم بأن عليها أن تتقدم خطوة أخرى للامام بإتجاه تفعيل موقفها إيجابيا من نضال الشعب الايراني ومنظمة مجاهدي خلق وذلك بأن تبادر الى فتح حوار مع المنظمة بإتجاه يخدم مصلحة الشعب الايراني والتوجهات السياسية الامريکية حيال النظام الايراني.

أحدث المقالات

أحدث المقالات