(كل ذرة تراب إينما كانت في العراق هي أرضنا جميعاً، وكل قطرة دم لعراقي عزيزة علينا، وأن كل دمعة حزن تنهمر من أي أم، وزوجة، وإبنة عراقية، لتغمرنا بالحزن كلنا)،هذه كلمات عزيز العراق(طاب ثراه)،حول المرحلة العصيبة التي مر بها عراقنا، وليته كان موجوداً بيننا ليرى ما فعل أبناؤه الغيارى، الذي ينظر إليهم بعين الأبوة الصادقة، وهم يشكلون اللجان الشعبية لمحافظاتهم، وجعلها آمنة على الدوام، وطرح معالجات جذرية وليس أنصاف حلول، لترسيخ مفهوم المواطنة وبناء الدولة. مشروع الدولة العصرية العادلة، خطوة بإتجاه تحقيق مفاهيم المساواة والعدالة، التي إفتقدها المستضعفون، وهم على أمل إنتظار الوعد الإلهي، في دولة تمتلأ بالعدل والقسط، كما ملأها الطغاة والجبابرة بالظلم والجور، وتلتها مبادرات للمجلس الإسلامي الأعلى العراقي، وآخرها مشروع التسوية الوطنية للتحالف الوطني، في ضوء رؤية واسعة، وشاملة، وواضحة، تصب بمصلحة جميع المكونات والطوائف، وفي إطار القانون والدستور، عليه ما قدم اليوم من مشروع التسوية، بعنوانه التحالفي الجديد، سيكسب العراق تعايشاً مجتمعياً رائعاً، وسلماً أهلياً دائماً. الحشد الشعبي لبنته الأولى كانت مشروعاً مطروحاً، ولكن بمسمى آخر في زمن عزيز العراق(قدس سره)، ومبادرة السلم الأهلي، والمصالحة الوطنية، ووثيقة التعايش السلمي،
كلها مواثيق للجهاد والشرف، تعد العُدة لعراق ما بعد داعش، حيث وصل صوت العراق بجيشه، وحشده، وشعبه الى أسماع العالم، وزادهم إيماناً بأن التحديات التي نواجهها، نحتاج فيها الى مقومات قوة ومنعة، وإرادة وإيمان، ووعي وبصيرة، وإستعداد عالٍ لتغليب المصلحة الوطنية العليا، لذلك إكتسب مشروع التسوية الوطنية، زخماً مضاعفاً من القبول الباهر.حين تضع الحرب أوزارها سيعلن النصر النهائي، على قوى الشر، والظلام، والإرهاب، وسيكون المستقبل بإنتظار تحقيق الحرية، والأمان، والكرامة، بعد أن خاض العراقيون حرباً ملحمية وجهادية، شارك فيها الحشد، والجيش، والشعب، نيابة عن العالم، وكسروا شوكة التطرف والتكفير، لذلك إستشرف التحالف الوطني إحتياجات الأمة، وأن مشروع التسوية الوطنية، هو العامل المطمئن لكل مكونات العراق، عندئذ سيكتمل طريق الإصلاحات، وفق السياقات الطبيعية، بعيداً عن العقد الطائفية والمذهبية، والتعقيدات السياسية، وسيشهد العالم بدقة حساباتنا الوطنية لمصلحة الجميع.أبناء العراق الواحد بمختلف طوائفهم، ومذاهبهم، ومعتقداتهم، ومكوناتهم، يكتسبون قوة أكبر بهذا التنوع الجميل، ويحققون صولات كبيرة، لأنهم أخرجوا أفضل ما لديهم، من تحرك وطني ومجتمعي، بعيداً عن التحزب والتعصب، عليه فإن المبادرة السياسية التأريخية للتحالف الوطني، تتحرك بحساب بعيد ولأجل الوطن، لتكون النتائج واضحة وفاعلة على أرض الواقع، فالعراق يستحق التضحية بكل المكاسب الفئوية، ليظل تراب العراق وثرواته وخيراته للجميع، لذا يراد فهم مشروع التسوية الوطنية فهماً عميقاً، وما هي المقدمات المطلوبة لإنجازه وإنجاحه.