23 ديسمبر، 2024 3:15 م

خطوات المدينة الاعلامية في شبكة الاعلام العراقي

خطوات المدينة الاعلامية في شبكة الاعلام العراقي

عندما نقيم اداء شبكة الاعلام العراقي في السنوات الاخيرة يجب ان لا نحصر هذا التقويم في طبيعة التغطيات الاخبارية او حزم البرامج التي قدمتها، بل هناك مجالات اكثر اتساعاً وشمولاً للوقوف على عمل الشبكة والمعطيات التي انتجتها في السنوات الاخيرة، لان مؤسسة بحجم الشبكة وثقلها الاعلامي تحتاج الى وضع تجربتها وادائها في محك علمي سليم حتى نبلغ نتائج دقيقة نستطيع من خلالها وضع تصور واقعي عن هذا الاداء وتحديد اذا ما كان ناجحاً ام لا.
المؤسسات الاعلامي غير الرسمية اي الخاصة والتي تعود ملكيتها اما للاحزاب السياسية او الشركات التجارية او لرجال اعمال، جميع تلك المؤسسات تهدف الى تحقيق مكاسب اما معنوية تخدم الاحزاب او مادية ربحية تخدم الشركات ورجال الاعمال، لذلك فان مراحل تطور اداء هذه المؤسسات يركز في اغلب الاحيان على البرامج الربحية التي تهدف الى جذب الجمهور حتى وان كان بعضها برامج هابطة من حيث الشكل والمضمون، اما اهتمامها في تطوير الماكنة والادوات الفنية الاخرى يحتل الدرجة الثانية في اولويات تطوير ورفع قدرات المؤسسة، بمعنى ادق ان اغلب المؤسسات الاعلامية الخاصة تتعكز في عملها البرامجي على استئجار الاستوديوهات سواء في الفنادق او المطاعم الفخمة او المتنزهات اي النظر للموضوع من عقلية تجارية بحتة قائمة على تقليل المخرجات لتحقيق زيادة في المدخلات.
لكن عندما نتحدث عن شبكة الاعلام العراقي فان ستراتجية التطور الاعلامي يختلف تماماً بحكم كونها مؤسسة تابعة للدولة وهدفها تحقيق خدمة عامة للمجتمع وترسيخ المفهوم الديمقراطي في الدولة، وتتبع خطى المؤسسات الحكومية الاخرى في عرض انجازاتها وتقويم اخطائها، لذلك فان الستراتجية التي اتبعتها ادارة شبكة الاعلام العراقي في السنوات
الاخيرة اعتمدت على مبدأ استثمار الموارد المالية والبشرية في الشبكة من خلال التخطيط بتحويل الشبكة من مؤسسة اعلامية رسمية الى مدينة اعلامية متكاملة وفق الامكانيات المتاحة.
ومن الطبيعي ان يحتاج هذا التحول الى خطوات دقيقة وثابتة لتكون اللبنة الاولى لتحقيق هذا المشروع الضخم، فالبداية انطلقت ببناء وتوسيع حجم الاستوديوهات في شبكة الاعلام العراقي وبجهود ذاتية وبالاعتماد على الملاكات الهندسية والفنية الموجودة بالشبكة اي استثمار الموارد البشرية بالشكل الامثل والذي نتج عنه بناء وتوسيع مجموعة من الاستوديوهات التي تؤهل الشبكة لمراحل اخرى من التحول الى المدينة الاعلامية المنشودة.
فهذه الاستوديوهات مجهزة بكافة الوسائل التقنية والملاكات الفنية المهارية القادرة على ادارتها يضع الشبكة في مكانة متقدمة بين المؤسسات الاعلامية على مستوى المنطقة، فهناك بعض المؤسسات الاعلامية المحلية والعربية لها نسبة جمهور كبير لكنها بالحقيقة لا تمتلك الاستوديوهات التي تمكنها من الديمومة في تحقيق النجاحات لان المكسب والربح المادي هو الهدف الاساسي من البرامج التي تقدمها، اما شبكة الاعلام العراقي فان الاستوديوهات التي تمتلكها الان تستطيع من خلالها تقديم اكثر من برنامج مباشر في ان واحد واكثر من برنامج تسجيلي، وحتى الاعمال الدرامية بامكان تسجيلها في استوديوهات الشبكة.
ان حجم البرامج التي تقدمها الوسائل الاعلامية التابعة لشبكة الاعلام العراقي وفي حال تشغيل جميع تلك الاستوديوهات في المستقبل ستتضاعف كماً ونوعاً وسرعة وهو ما سعت ادارة شبكة الاعلام العراقي على تحقيقه طيلة السنوات الاخيرة.
طبعا رافقت عملية الشروع بتوسيع وبناء الاستوديوهات انتقادات واسعة من العديد من الاعلاميين الاصدقاء والاعداء لكن الشبكة لم تخضع لتلك الضغوطات وواضبت على النهوض بمشروع المدينة الاعلامية من خلال وضع حجر الاساس الذي ترتكز عليه هذه المدينة الا وهو التوسيع في بناء الاستوديوهات واستثمار ميزانية الشبكة والحرص على عدم انفاق الاموال على الامور الاستهلاكية بل شرعت نحو توسيع عجلة الاستثمار لان هذه الكم من الاستوديوهات سيشكل مصدر مالي كبير للشبكة في المستقبل من خلال البرامج المتنوعة والاعمال الدرامية التي سيتم انتاجها وتصويرها في تلك الاستوديوهات.
المطلوب الان من ادارة الشبكة التواصل في تطوير منظومة الاستوديوهات وديمومة العمل على توسيعها وتفعيل الجانب التسويقي والعروض الاعلامية من خلال تخصيص بعضها للوسائل الاعلامية الاخرى غير التابعة للشبكة، واستثمار المهرجانات والفعاليات الدولية للتسويق والاعلان عن هذه الاستوديوهات، فبدلاً ان تقوم بعض الوسائل العالمية والعربية باستئجار قاعة في فندق لانجاز برامجها الخاصة بالعراق او لتصوير فلم او عمل درامي بامكانها استئجار تلك الاستوديوهات باسعار مماثلة لاسيما وانها لن تحتاج الى اي من الامور الفنية لان استوديوهات الشبكة مجهزة بكل التقنيات التي تحتاجها وهو ما يشكل مور مالي جديد يدعم ميزانية الشبكة.
ان الخطط التي وضعتها ادارة شبكة الاعلام العراقي لانشاء المدينة الاعلامية تحتاج الى تظافر الجهود من قبل الجميع لاسيما العاملين في الشبكة، فدعمهم المعنوي يشكل حلقة مهمة من حلقات النجاح ويعط حافزاً كبيراً لنجاح هذه الخطط وكذلك دعم الحكومة والبرلمان ونقابة الصحفيين لان هذه المدينة لن تكون للشبكة وحدها انما لخدمة العراق ودعم تقدمه في كافة المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية.