انتخابات مجلس النواب 2014 تم التخطيط لاختطافها من قبل كتلة كبيرة قبل إجراءها بأربع سنوات ، وتنفيذ العملية بدأ باختطاف مفوضية الانتخابات اولا بالسيطرة على مجلسها البائس المسيس . وقد نجحت الخطة بالتمام والكمال الذي خططت له الكتلة الفائزة بمقاعد اكثر من استحقاقها بنسبة اكثر من 25% وبعلم اعضاء المجلس المنبطحين والكتل الكبيرة الاخرى التي فقدت كثير من مقاعدها وهي تعلم تماما ما يحدث . ولكن راعي العملية السياسية الأمريكي بشكل مباشر او بواسطة بعثة الامم المتحدة في العراق طلبوا منها عدم اثارة اشكالية التزوير الكبرى التي حصلت مقابل ان تحصل على وزارات ومناصب مهمة في مؤسسات الدولة تدر عليها اموالا طائلة وهو مبتغاها من الانتخابات وفي نفس الوقت طمأنتها بأن المالكي لن يحصل على ولاية ثالثة ، فسكتوا وفعلا هذا ما حصل.
اليوم تعود الكتلة الكبيرة نفسها لتحاول ممارسة ذات لعبة التزوير الكبرى في الانتخابات القادمة ومن خلال بعض توابعها في المفوضية وتحاول ان تبقيهم ليس لإدارة انتخابات المحافظات وإنما للهدف الاكبر وهو انتخابات مجلس النواب 2018 , يحدث ذلك أولاً عندما تمت القراءة الاولى لتعديل قانون المفوضية الذي كان من اهم فقراته استبدال المجلس الحالي بسبع قضاة فور التصويت على القانون وتسريح اعضاء المجلس الحالي ولكن تم حجب القانون بتأثير بعض الكتل الكبيرة . وثانياً قرر مجلس الوزراء من خلال العبادي احد اقطاب الكتلة الكبيرة تأجيل الانتخابات الى أيلول من العام القادم بمقترح من المفوضية وهو يعني انه بعد اعلان النتائج لانتخابات المحافظات التي دائماً تستغرق اكثر من شهرين فلن يبقى وقت كافي لتغيير مجلس المفوضين الحالي مع قرب اجراء انتخابات مجلس النواب في نيسان 2018 مما سيطلب إبقائهم لهذا السبب المخطط له ، وهو ما صرح به النائب الحر والجريء فائق الشيخ علي في لقاء له مع قناة دجلة أوائل الشهر الحالي وقال بأن بعض الكتل الكبيرة لا ترغب بتغيير ممثليها في مجلس المفوضين . وهذه الكتل معروفة لأنها لن تستطيع ان تأتي بمن يمتلك إمكانية التلاعب والتزوير والكذب والتسويف والاحتيال ووووو كما يمتلكها بعض ممثليهم الحاليين.
الاحزاب واعية جدا لهذه المؤامرة ولكنها تنظر الفرصة للدخول في صفقات جديدة وامتيازات مقابل التمرير والسكوت وكتم الشهادة كما فعلت سابقا ولكن يجب ان نذكر جهة واحدة تدافع بوضوح مشرف ومعلن عن الحقائق وتواجه المؤامرة وهي رئاسة الجمهورية التي ارسلت كتابا الى المفوضية تخبرها عن تاجيل انتخابات مجالس المحافظات مع مجلس النواب لغاية 2018 وهو يعني ان مجلس البائسين يجب ان يرقرق ويتهيأ للمغادرة ولكنه يماطل من اجل البقاء رغم هذا الكتاب الرسمي لأن من يقود المؤامرة يقف خلفه ويدعمه.. هل من صحوة وعودة الى الرشد والحق ايتها الاحزاب المتآمرة على الشعب العراقي المظلوم والمضطهد وخاصة من يسمون انفسهم بالاسلاميين.
ظهر احد النواب قبل يومين يقول بأن مجلس مفوضي الانتخابات سوف ينظم انتخابات مجالس المحافظات فقط ويستبدل بمجلس جديد قبل انتخابات مجلس النواب ، وهي حيلة وكذبة كبرى للسبب الذي ذكرته لضيق الوقت في استبدال مجلس بآخر من جهة ولعدم قانونيته من جهة اخرى لأن التمديد ولو ليوم واحد لأي مجلس مفوضية تنتهي ولايته حسب القانون تكون فقط اذا ما تعذر اختيار مجلس جديد بين الاحزاب الكبيرة ولكن لا يجوز قانونا التمديد له لاجراء الانتخابات ويمكن الطعن بذلك لدى المحاكم ( مع انها سترد الطعن لأنها بيد الكتلة الكبيرة) وهذه هي اللعبة في العراق الجديد ( تريد ارنب اخذ ارنب ، تريد غزال اخذ ارنب).
فهل يعلم من يقوم بهذه المؤامرة مخططين ومنفذين وعرابين ان التاريخ سيكون لهم بالمرصاد ولن يرحمهم ولن يبقى من يحميهم من مافيات الفساد والتزوير ومحاكم الشعب ستكون بانتظارهم كما كانت بانتظار اعوان النظام المباد على ما قاموا به من جرائم تلاعب وتزوير كبرى غيرت الخرائط السياسية في البلد في احرج واصعب الظروف.