كانت قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني متمثلة في فاضل مطني ميراني وهشيار محمود آغا الزيباري عضوي المكتب السياسي بالتنسيق مع الفرع الاول قد وضعوا خططاً ودراسات حول كيفية السيطرة على محافظة نينوى – المركز والاقضية عبر تقسسيمها الى محاور وتسليم كل محور الى عضو عامل قيادي في الفرع الاول يساعده بعض الكوادر المتقدمين في الحزب، بعد تنسيق مع اللجنة الامنية في المحافظة التي تتكون من المخابرات (الباراستن) والاسايش (الامن) والاستخبارات العسكرية (هه والكري).
فالسيد عمر أوري عضو الفرع الاول للحزب الديمقراطي الكردستاني كان مسؤول محور الشيخان، وكنت على مقربة منه وعلمت باعتداءاته على العرب المسالمين في القرى على طريق الشيخان – الموصل، وتجاوزاته الاخلاقية على الاقليات؟ في الشيخان.
وكانت الخطوة الاولى هي تحريك عملائها الاكراد وعملائها من ضعاف النفوس من العرب والمسيحيين (الكلدان حصراً) والتركمان وغيرهم للتحرك وأخذ أهبة الاستعداد(الانذار) قبل دخول رجال الامن(الاسايش) والبيشمركه الى داخل الموصل. أما البيشمركه والاكراد الآخرين الذين سيدخلون الموصل والمناطق التابعة لها، فكانت لهم عدة واجبات:
الاولى: هي جلب أكبر عدد ممكن من الوثائق والمنشورات والمراسلات الرسمية من الدوائر الامنية في مركز المحافظة والاقضية التابعة لها كمديرية أمن محافظة نينوى ومديرية مخابرات محافظة نينوى ومراكز الاستخبارات التابعة للمنظومة الشمالية، مع الفروع والشعب والفرق والمنظمات الحزبية التابعة لحزب البعث.
الثانية: السيطرة على أكبر عدد ممكن من الدبابات والمدرعات والمدافع ومدافع الهاون(المورتر) والصوارخ والقاذفات والاسلحة المتوسطة والخفيفة وجلبها بالسرعة الممكنة الى منطقة دهوك واربيل تحديداً مصيف صلاح الدين مقر مسعود بارزاني وقضاء شقلاوة لتخزينها وحفظها حيث مقرات الدبابات والمدفعية متواجدة هناك ولا زالت.
الثالثة: السيطرة على البنوك وجلب الاموال الباقية فيها الى كردستان، مع جلب السيارات الحكومية والسيارات الفارهة وأخذها بالقوة من الاغنياء والمسؤولين الحكوميين والحزبيين، حيث اغتنى الكثير من الشخصيات الكردية التي ذهبت للسلب والنهب، ودفع العديد من هؤلاء السراق حياتهم ثمناً داخل شوارع وأزقة الموصل حيث تصدى لهم شباب الحارات(المحلات) بكل رجولة وردوهم على أعقابهم، وكان لفضائية الجزيرة القطرية دور كبير في كشف وتعرية هؤلاء السراق والنهابين الاكراد الذين أعادوا سيرة أسلافهم عندما دخلوا الموصل بحجة القضاء على ثورة الشواف في شهر آذار 1959 وقتلوا وسلبوا واعتدوا على أعراض الناس، أمثال: رئيس عشيرة المزوري (عبدالواحد الحاج ملو) والد المهندس المزور (شيروان عبد الواحد) رئيس بلدية دهوك السابق وأحد كبار السراق. لذلك كان أهل الموصل متوجسين وحذرين على طول الخط من دخول الاكراد الى مدينتهم الجميلة.
الرابعة: السيطرة على محتويات جامعة الموصل وكلياتها وبقية دوائر الحكومة من مختبرات وأجهزة حاسوب وغيرها من المواد الثمينة، وكانت لدائرة الطابو (التسجيل العراقي) أهمية فائقة، مع دوائر النفوس (الاحوال الشخصية) بغية التأثير فيما بعد على طوبوغرافية (جغرافية) وديموغرافية محافظة نينوى لصالح الاكراد بعد أن كانت لمصلحة العرب حيث هم غالبية سكانها ويشكلون أكثر من 70%.
كان الاكراد ولا زال يعتمدون على سياسة الامر الواقع، فكان الامريكيون عندما يرون إعتداءات الاكراد على قرى ومساكن المسيحيين والعرب والشبك والتركمان كانوا يضعون النقاب على رؤوسهم ويضعون أرجلهم فوق صدورهم، وقد فعلوا ذلك مع عدة مسؤولين، لذلك التجأ الاكراد الى الحيلة والمكر، قاموا بحاولة طرد غير الاكراد من مناطقهم بحجة كونهم بعثيين سابقاً أو أنهم عملاء للبعث وضد الامريكان، وسيطروا على دورهم وممتلكاتهم عن طريق البيع الاجباري أو المزيف وتغيير ديموغرافية المنطقة التي أصبحت الان أمر واقع (DEFACTO- أمر واقع) ونجحوا في سياستهم هذه الى حد كبير في أقضية: سنجار والشيخان وتلكيف والحمدانية، ونواحي: بعشيقة، والقوش، وزمار وفايدة، ووانة، وسنونو وغيرها.
كما دخل المقاتلون الاكراد الى قضاء تلكيف(ذات الغالبية المسيحية الكلدانية) وقضاء قره قوش (الحمدانية) والنواحي التابعة لها (ذات الغالبية المسيحية
السريانية)، و قضاء الشيخان مع ناحية القوش الكلدانية وقضاء سنجار وناحية سنونو ومجمعات اليزيدية بحجة أن اليزيدية من أصول كردية.
ومخطط الاكراد الثاني سوف يقوم الاكراد بتجنيد عملاء لهم من العرب والمسيحيين والشبك يقومون بالدعاية للاكراد واعتبار الاقليم منطقة آمنة فيها تعايش مشترك، ومن ثم العمل على إجراء استفتاء صوري لالحاق مدينة الموصل، وقضاء تلعفر باقليمهم وينتهي كل شيء.
وقد أخبرني أحد الضباط الاكراد انه كان يعمل مع وحدته العسكرية في سنجار كان قد وُعد بمنصب مهم، إن إستطاع الحصول على عدد من المقاعد للاكراد في برلمان العراق، وبالفعل استطاع بالتزوير وبالقوة العسكرية الحصول على حوالي ثمانية مقاعد في منطقة سنجار بواسطة اليزيديين والعرب العملاء للاكراد ، وبالاخير منحوا المنصب الى شخص من عشيرة أخرى، وكان لهذا تأثير على زيادة عدد أعضاء البرلمان من الاكراد بدون حق قياساً الى العرب، وكان قول جلال الطالباني صريحاً:” بأنه اذا جرت انتخابات بين الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني والصين، فإن حزب البارزاني هو الذي سيفوز!” في إشارة الى تخصصهم في التزوير وشراء الذمم؟!.
وكانت حكومة بغداد نائمة على خطط الاكراد الجهنمية التي تضاهي خطط اليهود في استيطان فلسطين، ولا يوجد أي فرق بين خطط الجانبين، لأن أكراد مسعود بارزاني هم عملاء للحركة الصهيونية وجهاز مخابراتها(الموساد) منذ بداية ستينات القرن الماضي وحتى الوقت الحاضر والجميع يعلم ذلك، وهناك خطط كردية – يهودية لاحلال اليهود الكرد محل المسيحيين في سهل نينوى.
وخطط الاكراد بقتل المسيحيين وتهجيرهم من مدينة الموصل بواسطة أذرعهم المخابراتية المزروعة داخل تنظيمات اسلامية متطرفة وعملائهم من عشائر الاكراد في أطراف الموصل؛ أبلغ دليل على ذلك.
وكان قداسة البابا السابق(يوحنا بولص الثاني) قد استفسر من الكردي (هشيار زيباري) وزير خارجية العراق آنذاك حول دواعي قيام الاكراد التابعين لمسعود بارزاني بقتل وتهجير المسيحيين، ومن ثم البكاء على مآسيهم ونكباتهم بحجة التعايش المشترك والسلام وحماية الاقليات، وفَعل الاكراد نفس الشيء باليزيدية في جبل سنجار.
وإذا لم توضع خطط كافية من قبل الحكومة العراقية والحكومة المحلية في الموصل بالتعاون مع مكونات نينوى من العرب والمسيحيين بكافة أطيافهم
والشبك والتركمان فإن بامكان الاكراد السيطرة على مدينة الموصل – الجانب الايسر في المرحلة الاولى مع جميع الوحدات الادارية التابعة لها من أقضية : سنجار وتلعفر وتلكيف والحمدانية والشيخان، ولم يبق للموصل سوى : قضاء القيارة ونواحي حمام العليل وبادوش ومركز قضاء الموصل، أي مدينة الموصل فقط مع شريط ضيق يربطها بتكريت جنوباً، أي تصبح محاصرة مثل مدينة غزة.
يحاول الاكراد انشاء محافظة في سهل نينوى المكتظ بالمسيحيين من السريان والكلدان والاشوريين والشبك والكاكائية وتسليم ادارتها الى المسيحيين الكلدان حصراً على أساس أنهم الاكثرية، ومن ثم ربط هذه المحافظة باقليمهم، مع انشاء محافظة سنجار وربطها بالاقليم على اساس أن اليزيدية هم أكراد أقحاح، علما ان الكثير من اليزيدية يعتبرون أنفسهم من الناحية العرقية (يزيديين- عراقيين)، ومن أصول آشورية، وان الطاغي (تيمورلنك) هو الذي جعلهم يتركون ديارهم القديمة ويهربون الى جبل سنجار قبل حوالي خمسة قرون، لان منطقة سنجار كانت تسمى سابقاً ( بيث عربايا) أي مساكن العرب، وكان يعيش معهم المسيحيون السريان، ولا وجود للاكرد فيها ابداً لانهم كانوا يعيشون شرق نهر دجلة وفي الجبال شمال دهوك، لأن اهالي دهوك كانوا من المسيحيين الكلدان واليهود، وأكبر دليل على ذك زيارة المقيم البريطاني في بغداد (جيمس ريج)، عندما ذكر في مذكراته بوجود (35) عائلة كلدانية في قرية دهوك مع بعض اليهود.
وأن الاكراد المسلمين هم من قام بعمل مجازر ضد اليزيدية في القديم، وآخرها مجزرة سنجار سنة 2014 عندما هرب زعمائهم، كل من (سربست بابيري) مسؤول فرع سنجار للحزب الديمقراطي الكردستاني، و(سعيد كيسته ي- برواري) مسؤول سوبا الزيرفاني ، و(شوكت كانيكي) مدير آسايش سنجار، وتركوا اليزيدية لقمة سائغة أمام جحافل داعش المتطرف الراديكالي. كما هرب (شيخ علو) مسؤول فرماندة دهوك ومشير رمضان كوجر شقيق تمر كوجر محافظ دهوك السابق من معسكر (كسك) الحصين التابع للجيش العراقي الى دهوك بواسطة العشرات من سيارات الدفع الرباعي.
وكان علماء الاكراد أمثال : عبدالله الربتكي، وحسين الشيفكي، وملا يحيى المزوري وغيرهم هم من أصدروا الفتاوى بقتل اليزيديين لأنهم اعتبروهم مسلمين مرتدين.
وعلى كل فإن الحزب الديمقراطي الكردستاني(البارتي) يلعب على الحبال، فمن جانب يعتبرهم مسعود البارزاني أكراد أصليين، وأن أصل الاكراد يزيديين، ومن جهة أخرى فإن بعض الملالي اعتبروهم مسلمين مرتدين، مثل الملا انس محمد
شريف الدوسكي عضو برلمان كردستان حالياً، الف كتاباً هاجم اليزيدية واعتبرهم مسلمين مرتدين أي طريقة صوفية غالية خرجت من عباءة الاسلام، ولدي نسخة منها.
كما كان الحزب الديمقراطي الكردستاني ذكياً في شراء ذمم الملالي الاكراد، كان ذكياً في شراء ذمم الكثير من رجال الدين المسيحيين (الاكليروس) من الكلدان والسريان والاشوريين (العملاء)، كأمثال: المطران المتوفي (اسحاق هربولي) و(المطران ربان القس) مطران زاخو ودهوك، و(المطران طيمثاوس مقدسي) مطران القوش، والقس شليمون إيشو الاشوري مسؤول دار المشرق، و(أبلحد أفرام) رئيس الحزب الكلداني، و(ميناس يوسف سيفو) و(جميل زيتو) رئيس التحالف الكلداني السرياني الاشوري، والكثير من مسؤولي الاحزاب المحسوبة على الحزبين الكرديين الرئيسيين، وبعض منظمات المجتمع المدني.
وهناك عملاء للحزب الديمقراطي الكردستاني داخل الطائفة اليزيدية، أمثال: شيخ شامو عضو برلمان كردستان العراق ورئيس مركز لالش في دهوك، وكان في السابق رئيس مفرزة استخبارات (أبو فراس الحمداني)، وخضر دوملي الصحفي المعروف الذي قرأت عنه بأن عميل للمخابرات الكردية، وكان سابقا بعثي بدرجة نصير عندما كان طالبا في قسم الاعلام – جامعة بغداد، والعميل الاخر خيري بوزاني مدير عام الاوقاف اليزيدية، والصحفي حسو هورامي وكان سابقا عضواً في مفرزة استخبارات ابو فراس الحمداني، بالاضافة الى سعيد خديدة وقادر شمو وغيرهم.