تمتد خطط الاستحواذ على السلطة من قبل المالكي ومجموعته الى الفضاء الإعلامي لتستكمل فيه حلقات الاستيلاء ليبدو وكأنه تنافس سياسي أو انتخابي مشروع.
فقد استحوذ المالكي على شبكة الاعلام العراقي عبر سلسلة من تعيينات هزيلة لأشخاص لا يملكوا أي قدرات إدارية او إعلامية للارتقاء بالشبكة التي تحصل على تمويل سخي وكبير من موازنة الدولة الى ان استقر المقام بالمدير الحالي الشبوط والذي تتشابك أصوله لحزب الدعوة ومستعد لرهن الشبكة بتلفزيوناتها وصحفها وإذاعتها لخط المالكي نظير تعيينه بذات الطريقة التقليدية التي يتبعها المالكي في التعيينات بالوكالة لكل الحكومة لكي يُبقي الخيوط بيديه بدل ان يرتقي لها شخصٌ يحظى بمصادقة من مجلس النواب وبذلك تخرج هذه الخيوط من ايدي المالكي ليصبح المدير أو القائد العسكري حراً وقوياً بشرعية تعيينه من مجلس النواب، الشبوط هذا أصبح ألعوبة بيد صبيان حزب الدعوة أمثال الشلاه والسنيد وعلي الموسوي بحيث علا صوت الشركاء في العملية السياسية وحتى من داخل التحالف الوطني بإنحياز هذه الشبكة ومديرها العلني للمالكي.
وحتى اختياره للناطق الرسمي للحكومة علي الدباغ والذي يفتقد ولا يملك اي خبرة إعلامية فقد كان خطأ فاضحا حيث انه قبله نتيجة ضغوط أمريكية من قبل السفير الامريكي زلماي خليل زاد ومباركة ونصيحة إيرانية لتعيين شخص لا يملك أي مؤهلات إعلامية ذات قيمة إضافة الى تكبره وتعامله مع الإعلاميين بفوقية وكأنه ناطقاً باسم الحكومة الامريكية وقد مكّن الدباغ الإيرانيين من التسلل بكفاءة لكل مواقع امانة مجلس الوزراء إرضاءاً للمالكي الذي تستهويه هذه النماذج في حلقاته القريبة ولم ينقد هذا الدعي الإعلامي سلوك ايران وتصرفاتها الوقحة ومساندتها ودعمها للمليشيات التي قتلت وهجرت وفخخت وقتلت وكذلك امريكا كل ذلك تملقاً للسلطان وبالنتيجة لم يحصد إلا دفرة من ذلك السلطان.
ونأتي الى المستشار الإعلامي للمالكي علي الموسوي الذي يوزع أموالاً مشبوهة من نواتج السمسرة والحرمنة على صحف صفراء والغريب ان هذا المستشار يُقال انه كان روزخون مبتدأ يقرأ قرايات للنسوان في بيروت ولا علاقة له لا بالدين ولا بالاعلام.
وبدأت حركة موازية لشراء قنوات فضائية لرجال أعمال يشكلون جزءا من الشبكة العنكبوتية كقناة الديار وقنوات اخرى مغمورة لتمجد للمالكي وسياساته التي يزداد النقد والرفض والمعارضة لها، فيما تم انشاء مواقع إخبارية متعددة تزيد عن العشرات تمول من المالكي ومن المنتفعين منه وتمجد لهم، ولعل أبرزها وأهمها هو موقع المسلة الإخباري الذي تم شراء ريسيفر كامل له بمبلغ خيالي من قبل مقرب من المالكي ومرتبط بجمال الكربولي حيث يُشرف على هذا الموقع المستشار الإعلامي للمالكي وتم توظيف عدة أشخاص في المكتب الإعلامي يقبضون من رواتب الدولة ليمدوا موقع المسلة بأخبار وتقارير حصرية وقد انكشف امر ارتباط هذا الموقع من قبل متخصص في وزارة الاتصالات حسب هذا الرابط
http://www.arusalahuar.com/maqalatama/15975-2013-10-03-10-07-53.html
يُضاف الى ذلك هو وجود خلية بإمكانيات تقنية عالية تتم إدارتها من قبل نجل المالكي أحمد تهاجم ( تهكر) مواقع الكترونية تنشر أخباراً او تقارير معارضة للمالكي مثل موقع شط العرب وموقع المدى ومواقع عديدة نشرت على سبيل المثال نصوص محادثات غرامية بين المالكي وإحدى خليلاته وهي الملحق الثقافي في السويد بحيث لا يبقى الخبر الا ساعات معدودة في تلك المواقع لتتم مهاجمته إلكترونيا وايقافه وهذا يتضح من خلال العديد من العناوين التي يجدها الباحث على محرك گوگل وعندما يدخل بالنقر عليها يجدها محجوبة. نص المححادثة الغرامية
http://www.chakooch.com/news.php?action=view&id=1271
http://www.iwffo.org/index.php?option=com_content&view=article&id=51225:2012-03-04-16-27-14&catid=4:2009-05-11-20-54-04&Itemid=5
أيضاً تم تسخير مجموعة أقلام مأجورة تكتب تحت أسماء مستعارة تمجيداً وتحميداً بالقائد الضرورة وتستلم رواتب من لجنة المصالحة التي عينت الآلاف الذين يخدمون المالكي إعلاميا ولوجستياً فمثلا تم تعيين ابن عامر الخزاعي وفريق كبير معه في البصرة تحت مسميات شبابية كاذبة.
هذه جملة حقائق لابد من الاطلاع عليها والوقوف عندها لاستشعار خطر كبير قادم يعصف بالعملية السياسية وبالعراق ومالم يتم تدارك هذا الخلل وهذا الاستحواذ الرهيب على مفاصل الدولة والزحف على ما تبقى منها فإننا نمضي لهاوية خطيرة ونستنبت ديكتاتوراً أمضى فتكاً وأشد ضرراً لأنه جاء بلبوس الدين والشيعة، والضرر منه سيكون انكساراً تأريخياً لمذهب أهل البيت الذي سَلِمَ من العتاة والطغاة وبقي طاهراً والآن يفتك به شخصٌ لا دين له ولا عهد له ولا يؤمن بالأساس بالمرجعية الرشيدة التي حفظت المذهب في عصر الغيبة، إضافة الى الأضرار المدنية والديمقراطية التي ستشوه النظام الجديد في العراق.
a.alquraishi.aol