23 ديسمبر، 2024 8:42 ص

خطر انهيار النظام العالمي في تفادي ضرب النظام السوري؟

خطر انهيار النظام العالمي في تفادي ضرب النظام السوري؟

_أقول بيقين رؤيا التحليل التي يفرضها منطق الأحداث..لاشيء..يمنع الضربات وتطورها إلى حرب إقليمية سوى تحقيق الأهداف من الحرب نفسها!
_إذن الضربة قائمة..لكن تغير طبيعتها حسب معطيات السياسة..وإذا..لن تحدث الضربة للنظام السوري..سينهار النظام الدولي ويتجه العالم لما هو أسوء بكثير من الأزمة السورية؟
_بمعنى..الحرب لامفر لها وتبقى حدودها وحجم استعمال القوة..رهينة..التطورات السياسية وربما الصفقات السرية!
_القرار الروسي أصبح بيد مجلس الدوما وحكومة الظل..أما..بوتين يتلقى تعليمات صارمة ويعلن قرارات فقط. أما الشروط كبيرة جدا تتعلق بالوجود الإيراني!
لكن الاخطر هو..الارتجال في قرارات استخدام القوة العسكريّة ..
تثقل موازين الدول بمقدار قوتها العسكريّة والاقتصادية..هذا المعيار يبقى معلولا لعوامل أخرى تتبع السياسة والنظام..فكم..من قويّ لا يمتلك الشجاعة والإقدام..وكم.. من غنيّ لا يحسن إدارة المال. أزمة كبيرة وخطيرة يشهدها العالم حاليا تتعلق بتداعيات أحداث الشرق الأوسط.. بالتحديد استعمال الاسلحة الكيميائية ضد الشعب السوري من قبل نظام المجرم الإرهابي بشار الأسد المدعوم روسيا وإيرانيا. لقد أشرت في مقالاتي السابقة التي نشرتها الى خطورة أوضاع منطقة الشرق الأوسط وحذرت من حرب إقليميّة على الأبواب قد تتطور الى حرب شاملة. منذ أن بادر الرئيس الروسي باستعراض عضلاته العسكرية كان متوقعا أن يتعرض لإختبار قوته وقدراته الفعلية.على هذا النحو تصاعدت إجراءات التحقيق حول تورط روسيا في شأن الإنتخابات الأمريكية، وقضية تسميم الجاسوس سكريبال وأبنته في لندن، وتوالت العقوبات الأمريكية والغربية التي رافقها طرد اعداد من الدبلوماسين الروس في دول أوربا وأمريكا . سنفترض قضيّة استعمال السلاح الكيمياوي محاولة روسيّة كان الهدف منها تحويل الأنظار عن تداعيات الجاسوس سكريبال وفي طيّها إختبار ردود أفعال الغرب والإدارة الأمريكية.. هنا سنسجّل بأن خطأ الحسابات ستكون كلفته باهضة جدا لجميع الأطراف. إذن هي الحرب؟ هذه المعادلة الساخنة المخيفة وحدها من ستكشف حجم القوّة والقدرات العسكرية لمن يزايد في إمتلاكها.. الحرب هي المحرّك العملي الذي يبدد الجمود ويفضح خفايا السياسة وترسم حدودا على الأرض . بدون شك تدخل الحرب النفسية كعامل أساس في سجال المواجهةوقد لاحظنا سلسلة من التغريدات الكلامية للرئيس الأمريكي في هذا السياق؟ هذه سابقة لم تعهدها سياسات الدول منذ خطابات الفوهرر النازي هتلر الذي أنجز حسم كثير من المعارك في خطاباته . لكنّ تصريحات رئيس دولة عظمى لا تسمح بالتراجع عنها بدون تكلفة كبيرة على حساب القوّة والهيبة..إن.. إشهار السلاح مع عدم استعماله يساوي تردد سيمنح الخصم مزيد من قوة المجابهة والتحدي، منذ أيّام تحشد أمريكا وبريطانيا وفرنسا بوارجها وغواصاتها الحربية بالقرب من سوريا..ولم.. تتوقف التصريحات النارية لمسؤولي هذه الدول بحيث أصبح التراجع عن تنفيذ الحملة العسكرية لا يمكن تفسيره أقل من هزيمة أمام روسيا وتحذريراتها . الأخطر في هذه المجابهة هو النتائج التي قد تتمخض عن تصدي القوات الروسية في سوريا للصواريخ والطائرات المهاجمة ؟ لا أحد يمكنه التكهّن بمدى السيطرة على حدود المعركة وتطورها الذي قد يتوسع بما يهدد العالم بكامله . عدم الرد الروسي وذهاب بوتين إلى قرار تحمل واستيعاب الضربات سيضع روسيا بموقف ضعف لا يؤهل اعتبارها دولة عظمى وستفقد قيمة ومبرر وجودها في سوريا . هذه التعقيدات إضافة لملابسات أخرى تخص الوجود الإيراني في سوريا مع حشود المليشيات التي تعبث في الساحة السورية والعراقية وتزعزع استقرار الشرق الأوسط، لا يمكن تجاهل وضعها في معادلة الصراع وتطورات ما يجري أو سينتج عن التصادم المحتمل جدا مع إيران عندما تنهال الصواريخ على المواقع العسكرية في سوريا الذي يشكل التواجد الإيراني حيزا كبيرا فيها . قبل أن أختم مقالتي التي دفعني الى كتابتها عتب بعض الاصدقاء بأنني أسبق الأحداث بفرض وقائع قد لا تتحقق ؟ أقول بيقين رؤيا التحليل التي يفرضها منطق الأحداث..لا شيء.. يمنع الضربات أو تطورها الى حرب إقليمية سوى تحقيق الأهداف من الحرب نفسها ؟، ؟، وضع حدود لطموحات روسيا ونفوذها في التمدد والتسلح وتهديد السلم العالمي.. يليها أن تنسحب إيران من سوريا بجميع أذرعها المليشياوية ويتم نزع القدرة الصاروخية لمليشيا حزب ايران في لبنان، وأن تنصاع إيران للإرادة الدولية وتكف عن سياسة التدخل في شؤون الدول المجاورة لها. وأخيرا.. أن يتم لجم المجرم بشار الأسد بوضع حل شامل وعادل للقضية السورية برعاية دولية بعيدا عن المناورات السياسية..ولن.. يتغاضى العالم عن التحقيق في موضوع استخدام الاسلحة الكيمياوية ومحاسبة الذين قاموا بهذا العمل الاجرامي ضد الشعب السوري. مع وجود ملفات كثيرة أخرى ترتبط بمجريات الأحداث وتطوراتها.. من الصعب جدا أن يتم وضع حلول بدون اللجوء الى حشد قوات دولية تثبت قدرتها على الفعل الحقيقي على الأرض … أكرر إن الحرب لا مفرّ منها.. وتبقى حدودها وحجم استعمال القوة رهينة التطورات السياسية وربما الصفقات السريّة التي تتوسط في عقدها بعض دول العالم في محاولة تفادي الرعب والكوارث التي قد تنتج عن انفلات السيطرة على مقاليد استعمال القوة ……