خطة ترامب للسلام في غزة … تكريس للإحتلال وطمس لفكرة حل الدولتين

خطة ترامب للسلام في غزة … تكريس للإحتلال وطمس لفكرة حل الدولتين

لا يختلف اثنان من العرب على ان تفاصيل خطة السلام التي تبنّى تطبيقها الرئيس الأمريكي ترامب في غزة لم تأت بجديد للشعب الفلسطيني في جانب تحرير الأرض وتحقيق السيادة على نحو مباشر او غير مباشر , على الرغم ان العديد من دول العالم وقفت معه  في شجب حرب الإبادة التي تعرض لها بخطط  امريكية  – صهيونية مدروسة لإفراغ القطاع من ساكنيه واحتلاله وضمه الى الأراضي المحتلة , بل وطالبت هذه الدول بالإسراع الى تطبيق فكرة حل الدولتين , وفي مقدمة تلك الدول كانت بريطانيا وفرنسا والمانيا والصين وروسيا .

وكانت دلالات مطالبة تلك الدول بتطبيق فكرة حل الدولتين هو استحقاق لابد منه , وليس ان تتغير دلالته بهذه الخطة التي تعد ردآ أو عقابآ صهيونيآ على اعتراف تلك الدول بدولة فلسطين أو كإجراء انتقامي لهم على الرغم  ان الكيان المحتل  كان بالأساس ينتظر حرب السابع من اكتوبر ليتم بها خلط الأوراق لينتج  افكارآجديدة  في إطار خطة سلام  لاترتبط لا من قريب ولا من بعيد بفكرة حل الدولتين . وكحقيقة استنتاجية , فإن حماس إن قبلت بهذه الخطة فإن ذلك معناه انها قبلت بطمس فكرة حل الدولتين , او الغائها الى الأبد .

ولأن لاشيء من الألفاظ  في الخطة  , لا بجزئية منها  ولا  بحدود ضيّقة , يرادف الفاظ  فكرة حل الدولتين ,  فإن حماس لايمكن ان تنهض من جديد بأي حال من انماط السياسة التي تقاوم المحتل , وخاصة عندما تسلم سلاحها الوحيد الذي يضمن التهيؤ لمؤامراته وهو المعروف بالنكران والخيانة والكذب , وما اتفاق اوسلو إلا مثالآ على  تلك الخيانة والنكران للإتفاقيات .

ختامآ وبلا استطرادات , ليعلم القاريء ان لامقارنة بين السياسة الأمريكية والسياسة الصهيونية , وخاصة بالحروب وبعد انتهائها , لكون الأثنين يلعبان بالسياسة بضوابط لعبة الشطرنج  المحكمة وبصرامة خالية من الإنسانية , وهذا يبيح لهما تحقيق اهدافهما كلاعبين مارقين اقوياء يلعبان برؤية وتكنيك واحد وهو انهم يلعبون  مع هياكل عظمية بشرية  رميمة  , إذ لاصورة للإنسانية  في كل آثار الحروب التي صنعوها للشعوب طالما ينظرون الى ادارة السياسة  بالقوة العسكرية التي تحقق المعجزات في ظرف قصير من الزمن وكلما ابتعدوا عن العاطفة الإنسانية ,

ويرون ان العالم لايتطور بالأخلاق والدين والإنسانية والإهتمام المفرط بالعلاقات الأسرية المترابطة , بل بسفاهة الحرية المطلقة واغفال تطلعات الشعوب الى الاستقلال والحرية والكرامة وحفظ السيادة من ناحية والترويج الى الجندرية وخنق الشعوب بالعقوبات الإقتصادية , وقد نقلوا هذه الرؤية الى دول التطبيع بشكل خاص والى معظم دول العالم وخاصة اوربا بشكل عام  ليصبحوا بالمقاصد متساوين . وبالطبع ان عقائد هذا الضرب من القادة السياسيين لاتكمن فيهم لوحدهم بل بالطبقات السياسية الأليغاركية التييصرون على صناعتها من امثال بيل غيتس وإيلون ماسك وروبرت مردوخ وساويرس والرئيس ترامب نفسه والسابقين من الرؤساءالأمريكيين الذين دمروا الديمقراطية من الداخل من اجل مصالحهم المادية .

فإلى اي مدى تكون خطة السلام محسوسة بذلك التراجع عن فكرة حل الدولتين اولآ وعن الأخلاق الإنسانية , وحماس ترى ذلك من دون ان تتخذ اي خيار يعيد الإهتمام بالفكرة من قبل الرئيس ترامب وذراعه الكيان الصهيوني المحتل ولا تجعلهما يقفزان عليها لأن سيماء بقاء الإحتلال في غزة تحت مجلس ادارة يقوده من امثال توني بلير وترامب سيظل دهرآ طويلآ وسيترتب عليه تطورات واعذار تودي الى التهجير والإستيطان بأفكار لاتخطر على بال احد .