تتسارع وتيرة التدخل الغربي بالشأن العراقي والهدف مساعدة أقليم كردستان لا مساعدة العراق ، فقد أعلن وزير الدفاع الامريكي تشاك هاغل أن سبعة دول أضافة الى بلاده ألتزمت بتقديم المساعدات للبيشمركة ، وهذه الدول هي بريطاينة وفرنسة وأيطاليا وكرواتيا وكندا والدنمارك وألبانيا وأن هذه المساعدات ستشمل الاسلحة والمعدات العسكرية ، وقال بأن هنالك دولا أخرى ستنضم الى هذه الدول ، كما أعلن أن حلف الاطلسي قرر تقديم المساعدة أيضا لمحاربة داعش ، وكان السيد مسعود برزاني قد أعلن قبلها أن أيران أول دولة قدمت أسلحة ومساعدات للبيشمركة لمحاربة داعش . الولايات المتحدة لم تنتظر طلبا من العراق فقد سارعت الى أرسال طائرتها لتقصف مواقع داعش وبالتنسيق والتعاون مع البيشمركة ( وليس مع القوات العراقية أو التنسيق مع حكومة بغداد ) . وزير خارجية ألمانيا زار أربيل وهو اول وزير غريي يقوم بزيارتها ( كما أعلنت الماينا بانها سترسل قوات برية لمساعدة الاكراد و القوات الاخرى لحرب داعش )
كما قام وزير خارجية فرنسا هو الاخر بزيارة الى أربيل لاظهار مساندة بلاده للقوات الكردية . سلطات الاقليم الكردي من جانبها وجدتها فرصة مناسبة فأستغلت التطورات الاخيرة بعد سقوط الموصل بيد داعش لتوسيع سلطتها فقامت بأحتلال كركوك ، وقد بررت حكومة الاقليم ما قامت به قواتها من دخول كركوك وأحتلالها بأنه كان بطلب من المالكي شخصيا .
وبسبب توسع داعش شمالا وجرائمها ضد أبناء الموصل وما حولها وبالاخص ضد المسيحيين والايزيديين فقد هرب الكثير من هؤلاء من مناطقهم متجهين الى اقليم كردستان حيث أستقبلهم الاكراد ووعدوا بتقديم
المساعدات لهم مستغلين وحشية وجرائم داعش بحقهم وهم يدركون وقع ذلك في الغرب ، وهو موقف يشكرون عليه بلا شك ، ولكن من حق المواطن العراقي أن يسأل أين هذه الانسانية الكردية مما يعاني منه أبناء العراق في المحافظات الاخرى لاكثر من عشر سنوات من طائفية وأضطهاد حكومة المنطقة الخضراء وبالاخص المحافظات السنية المنتفضة التي دكت قوات حكومة المالكي مدنها بالاسلحة الثقيلة وقصفتها بالطائرات وألقيت عليها البراميل المتفجرة والفلوجة والرمادي والحويجة وسامراء وتكريت تشهد بذلك ، كما وتشهد وتزدحم سجون الداخلية والقائد العام بشبابهم بتهم باطلة أو بوشاية المخبر السري، وفي هذه الاجواء لم يحرك الاكراد ساكنا على هذا التمييز والتنكيل ولم يختلفوا مع المالكي الا عندما وقف ضد تصديرهم النفط بمعزل عن موافقة حكومة بغداد وعندها بدا الخلاف وقرر المالكي بعدها التوقف عن دفع رواتب البيشمركة من ميزانية الحكومة المركزية ، فالاختلاف بين الجانبين لم يكن بسبب نهج الحكومة وسياستها الطائفية وانما السبب خلافات مادية كما حدث عام 1996 بين الحزبين الكرديين من أقتتال على عائدات الكمارك ويومها عندما أشتد الخلاف وبمساعدت أيران دخلت قوات الطالباني اربيل وأحتلتها وطردت البرزاني منها فأستنجد البرزاني بالرئيس صدام حيث أنقذته قوات الحرس الجمهوري من غريمه الطالباني ، … وبقيت القصة معروفة ………. .
الولايات المتحدة التي سارعت لنجدة اقليم كردستان لم تحرك ساكنا يوم كانت وحدة اراضي العراق في خطر لانها هي التي وضعت أسس تقسيم العراق مع أنها مسؤولة قانونيا وأخلاقيا عما ترتب على هذا الاحتلال من نتائج كارثية ، لم تتحرك الولايات المتحدة أو دول الغرب عندما أحتلت داعش الموصل ثم تكريت والبيجي وغيرها من مدن العراق وهددت وحدة أراضيه ، فلماذا هذه الغيرة على أربيل فقط أم أن خطة بايدن بتقسيم العراق ما زالت هي السياسة الرسمية لواشنطن التي أعاد بايدن قبل أيام تأكيدها بقوله بأنها هي الحل لمشاكل العراقيين ، وبايدن كما نعلم جميعا هو المسؤول الرسمي في واشنطن عن الملف العراقي .
ثم ما هذا التوافق والتناغم بين الولايات المتحدة واالغرب من جهة وأيران من جهة أخرى حيث يسارع الاثنان لمساعدة وتسليح البيشمركة ، ألا يؤكد هذا من جديد رأي الكثير من الكتاب والمحللين بأن العراق وشعبه ضحية توافق المصالح الامريكية مع أيران ، فالبلدان كما يبدوان مختلفان في كل شيء ، مثل الملف النووي الايراني والموقف من النظام السوري والموقف من حزب الله في لبنان والعداء الايراني العلني لاسرائيل ربيبة الغرب ومحميته في المنطقة ، الا يثير هذا التفاهم بشأن العراق فقط الف وألف سؤال ؟؟ كيف يتفاهم ما يبدو أنهما عدوان لدودان ؟؟؟ كما يثير أيضا ألف سؤال عمن خلق داعش ومن يقف ورائها ومن يمدها باسباب القوة والنجاح ؟ وهل سيظهر فيما بعد من يقول بأنها صنيعة أمريكية كما قالت هيلاري كلينتون بأن القاعدة صنيعة أمريكية ، أما كما قيل بأنه جرى تخريجهم من سجون بشار الاسد لتخويف الامريكان منهم بعد افتضاح أستخدامه الاسلحة الكيمياوية ضد الشعب السوري ، خاصة أن
أكبر ضحايا داعش لحد الان ليس فقط المسيحيين والايزيديين كما يبدو للبعض ، بل ( أعداء النظام السوري من فصائل المعارضة السورية في سورية ) وسنة العراق حيث تبطش بشبابهم الرافضين لها في الموصل وتكريت كما تبطش بهم الميليشيات الشيعية من عصائب الحق وبدر وجيش المهدي في بغداد والبصرة وديالى ، ولعل ما يجري في الموصل من أغتيالات وتصفيات ما هو الا نسخة مكررة لما حدث في مسجد مصعب بن عمير وما حدث قبلها في التاجي واليوم في الشعلة من تصفية للمعتقلين الذين لا حول لهم والمفروض أنهم بحماية الدولة وليس بعهدة المليشيات التي تعبث بالعراق قتلا وتنكيلا ثم تهرب الى ايران عندما تشعر بأي خطر على أفرادها حيث يجدون فيها ملاذا أمنا بعد كل جريمة يرتكبونها في العراق .