23 ديسمبر، 2024 1:38 م

خطة الخارج.. والمالكي لتصفية الثورة العراقية..؟!

خطة الخارج.. والمالكي لتصفية الثورة العراقية..؟!

بدأت مؤسسات وسفارات ومراكز رصد يتقاطع نشاطها ومنها تنسق مع مكتب نوري المالكي بالمباشر أو مع ممثليه الدبلوماسيين المحازبين في السفارات العراقية بالإنابة، بوضع تصورها لـ”الثورة” العراقية تسميةً ومستقبلاً وكيفية إيقاعها في شراك هذه الجهات المتمرسة في العمل السياسي الإعلامي الأمني ذو الطابع التسقيطي التصفوي. وتطالب المالكي ومستشاريه العراقيين- تبعية إيرانية- والأجانب وهم المتفننين في تغذية الحروب الأهلية واختراق الثورات السلمية والمسلحة. باتباع الاسلوب الخطابي والسياسي التالي لغرض القضاء على الثورة العراقية، أو الإبقاء عليها واستخدامها شماعة لإخافة- الطائفة- وتوحيدها وبالتالي التفافها حول المالكي وتجديد ولايته في أية انتخابات- تشريعية أو بلدية- وابقائه محتكراً مصادراً للسلطات والثروات من بين أيدي شركاءه وخصومه. وعلى النحو الآتي: 
ثورة.. ثورات.. قيادات.. مشاريع.. بؤر منغلقة تقاتل شعبها والنظام. نتحدث عن واقع مشهود لا عن خيال. لا أحد يجهل أن أُفُق الثورات غير محدد وهو شرط نصرها الأول، إنها تعيش فوضى الفكر والتنظيم والعلاقات والمشاريع، في الثورة أو الثورات على الأرض هنالك:
·        فريق ديمُقراطي يتعاطف معه الجميع، أهل الداخل وأهل الخارج، ويخشاه النظام هو أكثرية في المشاعر ولكنه أقلية في التنظيم.
·        فريق إسلامي معتدل يتم التعامل معه بقدر مقبول. بالتسويف والتجنيد والاستقطاب.
·        فريق إسلامي متشدد يخشاه ما قبله وما بعده. اختراقه. تصفيته. تشويه صورته.
·        فريق إسلامي منغلق يقاتل الجميع، يرفض الجميع ويرفضه الجميع. يتوجب خرقه.
لا تستطيع ثورة تنقسم إلى ثورات أن تنتصر في مواجهة نظام يوحده الخوف والمصالح وتسانده قوة عظمى ذات مصالح هي روسيا ولاحقاً قليلاً الصين وحديثاً الهند وقوة إقليمية ذات مشاريع هي إيران وملحقاتها. هذا الواقع الممزق: ثورة. ثورات. مشروع. مشاريع. قيادة. قيادات مدنية وعسكرية تتصارع على ما بعد ومازالت فيما قبل. تتقاسم جلد الدب قبل صيده. هذا الواقع لا يصنع ثورة. يصنع تمرداً لا ثورة. يسهل تصفيته.
عناوين شتى متضاربة وتختصر واقع ثورة يفترض أن لها عنواناً واحداً قبل سقوط النظام. وبدلاً من رؤية ذات بعد ديمُقراطي يفتقده العراقيون وهو الأساس الذي فجر الثورة يأخذنا بعض الثوار إلى ما بعد سقوط النظام قبل سقوطه ليفرضوا نظامهم الآخر. هذا الواقع على الأرض يقود إلى واقعين خارجيين:
·        واقع دولي لا يعرف مع من يتعامل معه وقد يخشاه بمصالحه أكثر مما يخشاه النظام فيحد من تعاطفه الذي تحتاجه الثورة. أي إنه يصنع عدوه القادم قبل أن ينتصر.
·        واقع إقليمي قلق منقسم يتعامل مع منتجات الثورة من اللجوء وقد أصبح بحجم شعب وينوء به الجوار. فيما عدا الخارج البعيد الذي امتص النخب المالية والعلمية وطاقات العمل ودمجها في مجتمعاتٍ غربية منحتها المواطنة والكرامة وهذه النخب لن تعود.
·        بعض الخارج، كما الداخل، يساعد على تجزئة الثورة وتفريغها من محتواها ووضع هذا الفريق منها في مواجهة الآخر إضافةٍ للعبة النظام. غير أن هذا الواقع الممزق هو الذي يأخذ الثورة بعيداً عن أهدافها ويمنح النظام فرص البقاء بالرغم من كل الشروط السلبية التي تحيط به. إنه باقٍ بانقسام الثورة وتشتتها وصراعاتها، وليس بقوته.
وعليه نوصي بالعمل على هذه الخطة الاستراتيجية لكي نحقق مكاسب شتى تمزق الثورة العراقية وتضعها في خانة شقيقتها وشبيهتها السورية. ثوار في الداخل. وعشاق سلطة في الخارج.