23 ديسمبر، 2024 3:05 ص

خطبة الوداع السياسي

خطبة الوداع السياسي

هل تغتال ايران مقتدى الصدر
لكبح جماح تيار سائرون ومنع تشكيل حكومة عراقية نزيهة”
استشرافا بخطبة الوداع المحمدية خاطب السيد مقتدى الصدر زعيم تيار سائرون اليوم الخميس العراقيين اجمع عبر تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي الاوسع دقة “تويتر “خاطب قائلا: انني اليوم اكملت لكم المشورة ورضيت لكم حكومة عراقية ابعد ما تكون عن الطائفية والعرقية والولاء للاجنبي..

الصدر الذي فاز تياره “سائرون” باعلى المقاعد في البرلمان العراقي القادم 54 مقعدا يتهافت عليه كل الساسة بسبب تصريحاته النارية التي رفض بها التدخل الاجنبي في الشأن العراقي وتحديدا من ايران ورفضه تشكيل حكومة طائفية واثنية ..

وكانت زيارته لبغداد قد ترافقت مع زيارة سرية لقاسمي سليماني للمنطقة الخضراء التقى فيها بالعديد من قادة الفصائل والمليشيات الشيعية في محاولة لترتيب البيت الشيعي بما يفرز كتلة اكبر تقف بالند للصدر ..

الاخير واعني الصدر قاد حملة قوية لاعلان شكل الحكومة القادمة وبرنامجها الانتخابي الذي يبتعد عن الطائفية والقومية ويبعد كل الفاسدين عنها ضمن حكومة تكنوقراط يسميها بحكومة ابوية .. لكن الصدر شدد فيها على انه يجب ابعاد كل الفاسدين عنها ومحاسبتهم في اشارة الى قائد التكتل الاخر الذي لم يزره ويهنئه نوري المالكي ..

الصدر لازال يصر في كل لقاءاته مع القوى الفائزة على ان شخصية رئيس الوزراء لم تتحدد بعد في ظرف تتنبأ كل المصادر الموثوقة في بغداد ان السيد العبادي سيكون المرشح الاقوى لرئاستها بعد سلسلة لقاءات انعقدت بين الجانبين ومع تيار الحكمة ما افرز للواقع كتلة تقارب المائة مقعد سال لها لعاب الاخرين تلك وغيرها ممن تقترب منه اكثر فاكثر ترشحه ان يكون الكتلة الاكبر لدى انعقاد جلسة البرلمان الاولى ما يتيح لها فرصة تسلمها رئاسة الوزراء في العراق ..

الاضواء اليوم تتجه لسائرون ولشخص السيد الصدر لاعبا اساسيا في العملية السياسية المقبلة مع بروز ظاهرة لعبة مخادعة كردية تتمثل في القدوم الى بغداد بوفدين منفصلين لامكان الحصول على اعلى المكاسب والمغانم وبضمنها الاستحواذ على ارث رئاسة جمهورية العراق .

وباعتقادي ان الوفدين سرعان ما سيعيدان ترتيب اوراقهما بعد انعقاد جلسة البرلمان الاولى ليعودا تحالفا كرديا ورقما صعبا في معادلة التحالفات السياسية التي ستبقى ان سارت الامور كما اتفق عليه باطنيا بين اربيل والسليمانية.

وفي العودة لتغريدة السيد الصدر وحديثه عن نتائج ما توصل اليه من تفاهمات غاب عنها خصمه السياسي المالكي ، هذه النتائج سيضعها امام المرجعية السياسية في النجف ليكون لها رايا فيما توصل اليه والاخرون من استنتاجات حول الاصلح لقيادة البلد في مرحلة عصيبة ربما تشهد حربا اقليمية لابد ان ينأى العراق بنفسه عنها …

وتلك تتطلب تشكيل حكومة تقنوقراط يسميها بالابوية تبعد الفاسدين وتحاسبهم وتعيد اللحمة الوطنية وتعيد للعراق هيبته بين الامم .. الى ذلك سيكون الانتظار صعبا ومرا ويحمل مخاطر كثيرة بعدم كثرت التفجيرات التي تستهدف اماكن اكثر ولاءا للسيد وهي رسائل تهديد قاتلة ..

لهذا جاءت خطبة الوداع ..

والقادم اعظم إن صفت ايران وعملائها سماحة الصدر …

كاتب من العراق