18 ديسمبر، 2024 8:14 م

خطبة الجمعة كعادتها!

خطبة الجمعة كعادتها!

خلاف المتوقع جاءت خطبة الجمعة، بجملة توصيات وإرشادات مهمة، ولم تتطرق للضجة التي احدثتها وسائل الإعلام هذا الأسبوع، حول الاحتفالية في ملعب كربلاء، واللغط الذي أثير حول تلك الاحتفالية، وتناقلتها مواقع التواصل بنهم شديد بين مؤيد ومعارض، للاحتفالية فأنقسام الأراء إلى فريقين، الأول يرى انه انتهاك لقدسية المدينة لطالما، كانت محط أنظار العالم، كونها البقعة الوحيدة التي تستطيع ان تحتضن ملايين الزوار رغم صغر مساحتها، حسب الإحصاءات الأخيرة للزيارات الدينية واحياء شعائرها، فهي مدينة جذبت اهتمام الإنسان، من أقصى بقاع المعمورة لما تحمله من خصوصية تاريخية، ومنزلة عقائدية، وهالة من الوقار تتملك الأرواح عند زيارتها ،أما الفريق الثاني فيرى ان الاحتفال، لا يخدش هيبة المدينة، بل يعبر عن المَدنية، وتعبير عن استمرار عجلة الحياة ٠

الملفت ان خطبة الجمعة، لم تلتفت للموضوع لا من قريب ولا من بعيد، بل لم تنفق دقيقة من زمن الخطبة لمجرد التلميح لذلك الأمر، وهذا الأسلوب بالتعاطي مع مثل هكذا قضايا إعلامية، ان دل على شيء يدل على انها قضية لا تستحق ان تأخذ حجماً ومساحة اكبر من حجمها الأساسي!

لما يعانيه المواطن ويمر به البلد من ظروف اقتصادية قاسية، ومطالبات ووقفات احتجاجية تشهدها شوارع بغداد، في درجات حرارة تجاوزت الخمسين مئوية، فهي اهم وألاجدار بالذكر والتوصية والتوجيه، من الإشارة إلى احتفالية عابرة لكنها شغلت جنود الكيبورد من المدونين والمغردين!

اذ أكدت الخطبة على نقاط محددة، منها رفع الظلم عن حملة الشهادات العليا، خصوصا كلنا يعلم ان العراق يعاني من (متلازمة الظروف الاستثنائية ) وهذا يعني ان صمود الطالب للمرور بمراحل الدراسة الأولية، واكمال الدراسات العليا، انه واجه العديد من الصعوبات والمعرقلات ولكنه تجاوزها بصبر وثبات، حتى الحصول على تلك الدرجة العلمية، لذلك على الحكومة ان تكون جادة في استثمار طاقات تلك الفئة المجاهدة علمياً، وتعمل على تجديد دماء الحكومة مؤسساتياً بتلك الطاقات التي تفترش الطريق!

كلاً حسب اختصاصه واستحقاقه، لا ان يقتصر التعيين في الحكومة، على القوى السياسية المتحكمة والأحزاب المهيمنة، على دوائر الدولة فتذهب اختصاصات الدرجات الوظيفية إلى أشخاص بعيدين كل البعد، عن الاختصاص المطلوب٠
كذلك اشارت الخطبة الجمعة، على الحكومة ان تهتم بالبنى التحتية للبلد منها الطرق والجسور وأعادة أعمارها، لما تعاني أغلب الشوارع من مطبات نتيجة للتقادم، وعدم اعادة تأهيلها بشكل دوري، مما يسبب، أزمة الاختناقات المرورية، اضافة إلى ارتفاع الحوادث المؤسفة، بسبب فقدان الطرق اهم معايير السلامة، خصوصا تلك الطرق الخارجية والدولية٠
اضافة إلى ذلك اشارت الخطبة إلى اهمية فسح المجال للقطاع الخاص وتوفير بيئة مناسبة للمستثمرين، وتوفير الحماية اللازمة لهم من اجل النهوض بالاقتصاد٠
كما تضمنت الخطبة كعادتها، جملة توصيات وقضايا مهمة تصب جميعها في توجيه الأنظار والأسماع والانتباه على اهمية العمل بها، لانها تمثل اهم ما يعانيه المواطن٠

وكأنها تقول بذلك ان ما يعاني منه البلد وابناءه، اكبر وأعظم من تسليط الضوء على فعالية، قد لا تتناسب مع مكانة المدينة على أهميتها، الا ان المعاناة الي يعيشها الناس هي اشد قسوة
كما ان عدم الجواب هو جواب بحد ذاته !