8 أبريل، 2024 7:10 ص
Search
Close this search box.

خطايا الاكراد !!! 

Facebook
Twitter
LinkedIn

على مدار عقود مضت كانت وما زالت قضية اكراد العراق قضية مزمنة معقدة شكلت هاجسا امنيا لكل الحكومات المركزية العراقية وتهديدا مباشرا لسلطات بغداد , فبرغم الاختلاف العقائدي والايديولوجي لكل حكومات بغداد المتعاقبة فانها متفقة على قضية دور الاكراد السلبي, المتامر مرة والمتخاذل مرة والعميل مرات ؟

ولكوني لا اريد الخوض في تاريخ العراق الحديث المشبع بمواقف مؤلمة ومخزية للقيادات الكردية التي لم يسلم من مؤامراتها حتى الاكراد انفسهم والكل يعلم ان الشعب الكردي شعب مغلوب على امره تماما ومبتلى كما هو حال الشعوب العربية المصابة بداء الحكومات الدكتاتورية التي لا يهمها سوى مصالحها الضيقة والانانية , واثبتت القيادات الكردية على مر الأزمنة ان لا مبادئ لها ولا ثوابت سوى مكاسبها وجمع ثروات طائلة من اموال الشعب المغلوب على امره دائما .

وكنت وما زلت افرق بين القيادات الكردية وبين الشعب الكردي الذي يمتلك نفس صفات الشعب العراقي النبيلة , غير أنني يجب أن أكون صريحا ومباشرا لقد ضقنا ذرعا بتصرفات وسلوك الاكراد على مر التأريخ الحديث ؟
فمن منا ومن الاكراد أنفسهم , من ينكر الدور المخزي لقيادات الاكراد وتحالفاتهم المشهورة والموثقة مع الصهاينة والتي هم أنفسهم يتبجحون علنا ويتباهون بها ؟ بل وذهبوا لأبعد من ذلك في اجتماعات مكشوفة على الملآ وامام الكاميرات دون أدنى خجل أو خوف , والكل يعلم أن الموساد يشرف على تدريب البيشمركة وعلى اغلب مفاصل الدولة الكردية , وراح الحزبان الرئيسيان يتسابقان بالارتماء بأحضان الصهاينة ويقدمون لهم كافة التسهيلات التجارية والامنية للتوغل الى باقي مناطق العراق , المهم عندهم كسب المزيد من الدعم والعمولات على حساب الشعب العراقي , حتى ولو تطلب الامر الارتماء بأحضان الشيطان نفسه ؟.
ومن منا لا يعلم عدد المرات التي تاجرت القيادات الكردية بشتى القضايا المصيرية وحتى التافهة ؟, فكل شئ خاضع لمبدأ الربح والخسارة بعيدا عن حسابات الاخلاق والوطنية وغير مهم عندهم المصالح العليا للعراق كدولة وشعب المهم كم سيربحون من هذه الصفقات؟ ثم لا احد ينكر سطوة الاحزاب الكردية على مقدرات كردستان العراق بحيث صاروا ينافسون اعتى طغاة العصر بجبروتهم وفحش حياتهم المرفهة غير ابهين لفقراء الكرد الذين يقبعون تحت خط الفقر , فالنفط صار حصصا بين عوائل معروفة والاستثمارات حكرا بينهم وليذهب الشعب الى الجحيم .

لقد انكشف كل شئ امام الكل وامام الكرد أنفسهم , فلم يعد خافيا ان قياداتهم استغلت قضاياهم المصيرية لأجل السيطرة والتسلط للأبد على رقابهم ومن يشك في ذلك عليه أن يتابع الحركات الثقافية المعارضة المتنامية ضد الاحزاب الكردية وبيانات المثقفين الكرد المنددة بسياسات الاحزاب وسرقاتها وفسادها . ثم بعد كل ذلك وبدل ان يلعب الاكراد دورا ايجابيا داخل العراق الموحد , فانهم سجلوا اسوأ المواقف المخزية في تاريخ العراق ؟ فلو احترق العراق لا يهمهم ,

المهم حصتهم المقررة من الموازنة مع ملايين براميل النفط المسروقة علنا بوضح النهار من حصة الشعب العراقي المغلوب على امره.
ثم تأتي الطامة الكبرى وهي دخول الاكراد في محاصصة حزبية مقيتة داخل حكومات العراق المتعاقبة منذ الاحتلال الامريكي عام 2003 , وكانت امامهم فرصة تأريخية للعب دور محوري في تطوير كل العراق ولكنهم شكلوا تكتل عنصري ضيق الافق لايهمهم لو احترق البلد , المهم حصتهم ومصالحهم وصاروا مثلا صارخا للأنانية وشكلوا دولة داخل الدولة العراقية ومما شجعهم اكثر هو ضعف الحكومة المركزية والدور الامريكي الذي سمح لهم بالتلاعب بمقدرات العراق وشجعهم على التمادي ضمن تحالف طويل الامد مع واشنطن لتوفير الحماية لهم خوفا من تعاظم قوة حكومة بغداد.
ومما يثير الغثيان والاحباط ان تسلم وزارة المالية وضمن المحاصصة الكريهة اليهم وأن يستغلوا بكل قوة ذاك المنصب المهم الذي يتحكم بكل مقدرات الشعب العراقي , وبذا صارت هناك سياسة كردية واضحة بتحويل اكبر قدر من الخزينة المركزية الى خزينة كردستان الحزبية لا كردستان العراقية ؟ وحينما يتم الاعتراض على سياسة الكرد الضيقة في الحكومة فأن التهديد قائم وحاضر بترك الحكومة والانسحاب منها الى كردستان الورق الاخضر , فلا يتبق للحكومة العراقية الا الموافقة على كل رغبات القادة الكرد او شل حركة الحكومة حتى اشعار اخر , والكل يتذكر بيضة القبان التي شكلها الكرد في كل مرة تتشكل فيها الحكومة العراقية بعد كل انتخابات عامة تشهدها البلاد , فهم ينتظرون تشكيل الحكومة حتى النهاية , ومن يقدم لهم اكثر التنازلات يفوز برضاهم واصواتهم لتشكيل رئاسة الحكومة في صورة مقززة ومثال مخزي لاستغلال تشكيل الحكومة ؟ .

لقد وقع القادة الكرد في مأزق خطير , الا وهو أنهم يحاربون الشوفينية القومية العربية بشوفينية كردية وانت ان اردت ان تعتقل هناك فالحل بسيط بان ترفع العلم العراقي وسط ساحة عامة كما فعل بعض انصار المنتخب العراقي , فوجدوا انفسهم معتقلين داخل الامن الكردي بحجة رفعهم العلم المركزي ؟

امام الكرد فرصة تأريخية مهمة لتوحيد الصف العراقي وكسب ثقة الشعب العراقي كله من خلال العمل المخلص الجاد في رص الصف والتفكير بباقي مناطق العراق كما يفكرون بمناطقهم , ولعلهم يخرجون من دائرة الافق الضيق التي حصروا انفسهم بها ؟ وعليهم ان يعتزوا بعراقيتهم مثلما يعتزون بقوميتهم الكردية وعلى المثقفين منهم ان يخلقوا تيار وطني يبتعد عن صراع الاحزاب الكردية على السلطة ومغرياتها . على القادة الكرد ان يتصرفوا كجزء وطنى من العراق لا دولة داخل الدولة , وان يعلموا ان العراق اكبر من كل طائفة او عنصرية وان يتصرفوا على هذا الاساس , وان يتعاونوا بحل القضية الكردية بعيدا عن المصالح الحزبية وبشكل عادل وضمن القانون وبعيدا عن الاستغلال والنفعية , وان يكفوا التصرف مرة كبيضة القبان ومرة كسكينة في خاصرة العراق ؟؟؟

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب