23 ديسمبر، 2024 1:42 ص

خطان أهملتهما الحكومة: النصح المرجعي والضغط الشعبي!

خطان أهملتهما الحكومة: النصح المرجعي والضغط الشعبي!

ملايين الساعات تمر على العراقيين، وهي محملة بالمحن والصعاب، وتجرف حياتهم نحو ظلام لا يعرف له صباح، وقد تنعش ذاكرتهم يومياً، على أخبار الخروقات الأمنية فهي لا تطاق، لأن الشريط الإخباري للقنوات الفضائية، يفجع شغاف القلوب، ويدمي مشاعر الثكلى، ويقض أسرار العقول، ويدك أسوار الضمير، وهم يسألون هل من مزيد؟!
لقد أجرم الساسة الفاسدون بحق الحياة في العراق، فكم هي المطالبات، والمناشدات، والتظاهرات، التي طرحت الى الميدان ليقفوا عندها، ويسألوا أنفسهم: هل يستحق هذا الشعب ما يحدث له؟ أم أن الإرتفاع بمستوى الشعور بالوطن والمواطن، أمر لا يعنيهم البتة؟!عليه قالت وقلنا: النصح المرجعي، والضغط الشعبي، أمران مهمان أهملتهما الحكومة.
في أحد خطابات السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) قال: لابد من وجود سياسة أمنية محنكة صالحة في العراق، وهي المسؤولة عن قضية الأمن، وألا تعطى لأشخاص لايشعرون بالمسؤولية، فالأمن والأمان عاملان مهمان، لبناء مركزية الحكومة والدولة، سياسياً وإقتصادياً، وإن كان الساسة قد تنبهوا لهذا الأمر، لما حدث ما حدث.
المرجعية الدينية الرشيدة، ومنذ عامين بُحَّ صوتها، من كثرة إرسال الرسائل السياسية الواقعية، لجميع أطراف العملية السياسية، وحثتهم على التواصل، وإزالة جميع العقبات، لتوحيد الكلمة والصف، ونبذ الخطاب المتطرف، ومحاربة الفساد والفشل أينما كان، وملاحقة الفاشلين والفاسدين، وطالبت الحكومة بالضرب بيد من حديد على أيديهم لإنقاذ العراق، ولكن دون جدوى!
مع التقدم الكبير والإنتصارات المتحققة في ساحات الشرف والجهاد، يقوم بالأعداء بنقل معركتهم البائسة، الى داخل المدن العراقية الآمنة، وقد نبهت المرجعية لهذا الأمر، فناشدت الأجهزة الأمنية، بتحديث خططها الكلاسيكية، وتكثيف الجهد الإستخباري، وإلا ما ذنب هذه العوائل تفجع في رمضان شهر الله الكريم، بهكذا تفجيرات يندى لها جبين الإنسانية؟!
أيتها الحكومة ومعها رجال الأجهزة الأمنية كافة: ألم يأتكم نذير؟ ألم تتعلموا الدرس جيداً؟ أين أنتم من منطقة حزام بغداد، وملاحقة الخلايا النائمة؟ وأين هي متابعتكم للسيطرات، التي ملئت أركان العراق ومداخله؟ ومتى ستستعملون الوسائل المتطورة في المراقبة؟ لمَ أهملتهم النصح المرجعي، ولم تستفيدوا من الضغط الشعبي، لنشر الأمن في حياتنا؟! 
إذا كان الخونة والمتآمرون، قد إستلموا نصبيهم من المال، وحصتهم من العار، فماذا سيكتب التأريخ عنكم وأنتم تتنقلون من منصب لآخر؟ دون أن تستفيقوا لتشعروا بمصائب شعبنا، أم أن قراراتكم مجرد خدعة جديدة، لقتل المزيد من المدنيين الأبرياء، عندها لن سينالكم غضب من الرب، وستكنسكم المرجعية والشعب في مزابل التأريخ!