23 ديسمبر، 2024 3:51 ص

خطاب مفتوح الى سماحة السيد علي السيستاني (دام ظله)

خطاب مفتوح الى سماحة السيد علي السيستاني (دام ظله)

في الازمات نتجه الى الله وأولي الأمر منا ، واليوم جئت سماحتكم بقلب مفتوح ونية صافية بعد ان اتجهت منذ الاحتلال الى اليوم بأكثر من مئة خطاب مفتوح ومنشور للسادة المسؤولين في الدولة العراقية ابتداء من السادة رئيس الجمهورية مرورا بوزراء الدفاع والمالية وصولا الى رئيس هيأة المساءلة والعدالة ورئيس هيأة التقاعد الوطنية ، اما السادة اعضاء مجلس النواب فقد كان لهم النصيب الاكبر من هذه المقالات ففي كل دورة نيابية ابدأها بسلسلة مقالات موجهة لهم ، وكانت السلسلة الاخيرة التي بدأت قبل سنة كانت بعنوان ( الاخوات والاخوة نواب الفرصة الاخيرة) وبح صوتي في الفضائيات وهذا التعبير ((بحت اصواتنا)) هو مستل من خطبة لمرجعيتكم الرشيدة قبل اشهر ويمكنني تخيل معاناتكم مع العملية السياسية من خلال ان لكم بحدود ثلاثة ارباع الالف خطبة جمعة في كل سنة خمسون خطبة والأمور تسوء سنة بعد اخرى الى ان وصلت الى حدود غير مقبولة وغير مسبوقة في التأريخ ( احزاب دينية هي اما شيعية او سنية هيمنت على الساحة السياسية .. تكتلت في كتل شيعية او سنية ..ولدت برلمانات تقودها تلك الكتل وبتعبير ادق يقودها زعماء تلك الكتل في ظل دستور وضعوه هم ولم ينفذوا الكثير من ايجابياته وتفننوا في تنفيذ الضار منه وبتعسف شديد .. الذي تغير في الدورة الاخيرة فقط هو ان الفصائل المسلحة دخلت الى البرلمان، فضلا عن ان سنة السلطة انضوت عناوينهم تحت الكتل الشيعية فصاروا عدة سنن سنة الاصلاح وسنة الفتح وما بدلوا تبديلا واستغلوا فوضى النفوذين الامريكي والايراني ، والتدخلات التركية والخليجية لتحقيق فرهود لم يضاهيه فرهود في تأريخ العراق نسميه تدليلا فساد اداري وفساد مالي .

السيد المالكي اضاع فرصة تأريخيه حيث لم يوجه كلمة تأريخيه الى شعبه يوم انسحاب القوات الامريكية المحتلة يقول لهم فيه اليوم خرج الاحتلال فلنحتفل بحملة بناء وعدل لا يستثنى من الاشتراك فيها اي عراقي فالعراق عراق الكل فلنتصالح ولنبدأ على بركة الله.

السيد العبادي لم يستغل فرصته التاريخية بالاستناد على الحراك الشعبي الرائع الذي حصل خلال حكمه ويقوم بخطوات جريئة وحقيقية بل ظل اسيرا لحزبه ورؤساء الكتل الكبيرة والدولة العميقة التي كان السيد عادل عبد المهدي اول من اعترف بوجودها الا انه رغم رغبته الحقيقية في الاصلاح كان اسيرا ايضا للتجاذبات الداخلية والاقليمية والدولية وأضاع ايضا فرصة اقوى وأصلب حراك عراقي ، وقد قلت في مقال سبق انه بمجرد قبوله التوافق الذي اتى به سيخسر ماضيه ومستقبله كون المدعومين من كتل سابقا لم يحققوا شيئا فكيف به بلا كتلة او حزب ، واثناء الحراك رجوته ان يعرف ان الامر مختلف هذه المرة ولعل في خطبة المرجعية الجمعة نصا واضحا يؤكد ان الامور لن تعود الى ما كانت عليه قبل الحراك . ورجوته في مقال آخر انه ان استقال ام لم يستقل فأن عليه ان يقدم خدمة رائعة لشعبه وهو ان يكشف لنا اسماء ثلاثة قناصين فقط والجهات التي تقف ورائهم .

نسأل اليوم هل ان الحل هو باستقالة الحكومة ؟؟ نوهت مرجعتيكم الرشيدة الى تعديل قانون الانتخابات واجراء انتخابات مبكرة ..هذا ما فهمته انا ، وهنا اسأل من سيغير قانون الانتخابات ؟؟ ومن سيعين المفوضية الجديدة ؟؟ اليس البرلمان الذي يحكمه زعماء الكتل الكبيرة .. والذين هم جزء من المشكلة وليسوا جزءا من الحل ؟؟ وهل ان وجود مفوضية للانتخابات ضروري ؟؟ اليس القضاء قادر على القيام بهذه المهمة ؟؟ وأليس القضاء اقدر عندما يتخلص مما كبلناه به وداخلنا واجباته مع هيئات لم يكن لقيامها مبرر الا الجهل او ان توجد لتفرغ القضاء من محتواه كالمجلس الاعلى لمكافحة الفساد والمحكمة الخاصة لمكافحة الفساد وهيئة النزاهة وهيئة المساءلة والعدالة ؟؟

من سيعدل الدستور ؟؟ البرلمان الذي شكل لجنة لتعديله بأربعة اشهر والقراءة الاولى بعد شهرين والثانية بعد كذا شهر ؟؟ وهو البرلمان الذي قرأ القراءة الاولى لتعديل قانون حجز ومصادرة الاموال المخالف للدستور وثوابت احكام الاسلام تماما ومضت اشهر ست على القراءة الاولى وهو قابع منتظر حصول الموافقات المطلوبة ؟؟ اليس هو نفس البرلمان الذي لم يتمكن من ان يخبرنا من المسبب في سقوط ثلث العراق ؟؟ اليس هو البرلمان الذي صاح الشعب وانتفض فيجتمع البرلمان ليعدل قانون التقاعد ويرفع الحد الادنى فيرفع الحد الادنى الى 500 الفا وينزل رواتب اكثر من نصف مليون انسان فيهم ارامل وايتام الى 75% من راتب الحد الادنى فيكون نصيب لواء ركن مستقيل او مدير عام مفسوخ العقد اقل من خمس راتب طفل والده نرويجي وجنسيته نرويجية وأمه عراقية من رفحاء ؟؟وهل ان المشكلة تكمن في تعديل الدستور ام انها تكمن في ضمانات تطبيقه ؟؟ بسلسلة من عشرة مقالات حاولت ان اوضح خروق الدستور في الولاية الاولى للسيد المالكي فوجدت اني ذكرت عشرات الخروق وانا لا ازل في المادة 35 فتوقفت لأن الدستور مواده المتبقية كثيرة خصوصا بعد المواد التي ادخلت بعد المادة 139 بقدرة قادر

اليوم هناك رقم هو الرقم الاصعب في المعادلة السياسية وهو مصدر الدستور وحاميه كونه (( مصدر كل سلطة ومصدر كل تشريع)) وهذا الرقم يخطئ من يتصور ان السلاح والمال والحيلة والمراهنة على الوقت يمكن ان تلويه عن عزمه بعد ان تراكم عليه جبل الظلم فكانت صولته السلمية البطلة هي التي اعادت لنا الثقة بأنفسنا اولا وبشعبنا بعد ان اصابنا اليأس لسنين طوال حتى تخيلنا اننا سنرحل للآخرة دون ان نرى بطولة شعبنا تبعث من جديد .. هذا الجيل يا سيدنا الكريم وانتفاضته السلمية هذه لا بد ان تدفعنا لتمكينه من ان يكون طرفا حيا وفاعلا في انقاذ العراق بعد ان فشل النظام السياسي بحكوماته المتعددة الا في تعزيز الفشل بالفشل

اليوم هو يومكم سيدنا الكريم في اعادة اطلاق صرختكم المباركة السابقة وهي ((المجرب لا يجرب)) وأعرف ان الكثير من صيحاتكم لم تنفذ بل وأن نفذت فهي تنأى عن الغايات النبيلة التي اطلقتموها لا جلها ومنها دعوتكم المباركة (( تطوعوا في القوات الامنية))

اليوم سيدنا الكريم قوتكم ليست هي قوتكم فيما مضى فاليوم معكم الرقم الاصعب (الشعب) الثائر ولديكم دماء عشرون الف جريح وخمسمئة شهيد ولعل مرجعيتنا الرشيدة ليست بحاجة لمن يعلمها من هو الطرف الاكثر حرصا والناضج والاكثر قدرة … المجربون الذين لم يعاقبوا قتلة هؤلاء لحد الآن الا بالنقل والاستقدام مع بضعة اعداد من المعاقبين ام ثوار تشرين السلميين

تقبلوا منا فائق الاعتزاز والتقدير