الوزارة متمثلة بوزيرها والخطاب موجه إلى معالي وزير التربية المحترم .
المهرجان المسرحي لفرق التربية والذي تسلسله لهذا العام هو الرابع دورة الأستاذ الراحل عبد الواحد كيطان علاوي .. ا في كل دوراته السابقة هو عرس عراقي مسرحي كبير لم تتمكن مؤسسة ثقافية عراقية مختصة أن تقيم مثله وهذا ما لم أقله أنا وإنما هو شهادة حية لكل مسرحي عراقي كان يشعر بالفخر بوجوده في المهرجان .
الذي نريده في استمرار هذا المهرجان في كونه منجز من منجزات التربية وكل العاملين في حقلها أن يكون كرنفالا للتربية حصرا.. فهي ليست عاجزة عن إيجاد مقومات أساسية لبناء مثل هكذا مهرجان .
يعتقد القائمون على هذا المهرجان إن الأعتمادعلى أساتذة الجامعة من حملة الدكتوراه في رئاسة اللجنتين التحكمية والنقدية سيقوم عمل المهرجان وينقله إلى ما هو أفضل .
ولكننا اكتشفنا أن الذين أعتمدهم المعنيون لرئاسة اللجنتين التحكيمية والنقدية يعتبرون أنفسهم هم المحركون الأساسيون لهذه التجربة الرائدة في وزارة الترية والتي يجب علينا كمسرحيين أن نفخر بها جميعا ، لأنهم كما يتصورون إنهم هم قادة هذا المهرجان وهذا من حقهم أصلا لأن بعض المعنيين في الوزارة مع احترامنا الشديد لشخصياتهم ، بقصد أو بدون قصد يجعلونهم المتصدرون الأوائل في هذا المهرجان ، أي أنهم أصحاب القرار في اللجنتين التحكيمية والنقدية نحن لا نشكك إطلاقا في قدرات المدعوين من خارج مجال التربية إلى المهرجان وخاصة أساتذة الجامعات ، ولكننا في نفس الوقت لا نريد أن نقلل من شأن أساتذتنا في أقسام النشاط المدرسي لكي نسمح للجنة التحكيمية أن تعلن في فقرة من فقرات بيانها الختامي أن يخضع المخرجون والمؤلفون في المسرح التربوي إلى دورات تدريبية أو تعليمية في الكليات والجامعات العراقية وكأنهم أميون لا علاقة لهم بالعلم أو المعرفة متناسين أن أغلبهم وأجزم أن أقول جميعهم هم من خريجي معاهد وأكاديمية الفنون الجميلة وعلى أيادي أساتذة فاعلون مجربون مخرجون ممثلون أمثال سامي عبد الحميد ، بدري حسون فريد ، عقيل مهدي ، فاضل خليل مع الذين انتقلوا إلى جوار ربهم قاسم محمد ، جاسم العبودي ، بهنام ميخائيل ، جعفر السعدي وآخرون . وقد مر على أغلبهم أكثر من ثلاثين عاما وهم يعملون في مجالات عملهم تجريبا وأخرجا .
المؤلم والمؤسف في المسألة العلمية المسرحية هو أن من يقبل في الدراسات العليا هم من الخريجين الخاملين البعيدين جدا عن حقل التجريب والعمل المسرحي في الإخراج أو التمثيل وممن ليست لهم تجارب أو مشاركات فردية أو جماعية إطلاقا ومع ذلك يقبلون ويتخرجون ويحملون الشهادات وبذلك فهم لا يعرفون سوى التنظير والحديث .. وما دام أصبح أستاذا في الجامعة فهو لن يجازف أبدا في إخراج عمل مسرحي واحد على الأقل أو أن يشارك كممثل في عمل واحد على الأقل أيضا كما كان يفعل أساتذتنا القدماء ، طول العمر للأحياء منهم ورحم الله الأموات ، كما رحم الله امرئ عرف حق نفسه .
إننا في ذلك نتحداهم أن ينافسوا أغلبنا في أعمال مسرحية تأليفا أو إخراجا أو تمثيلا بدلا من دعوتهم لنا أن نتعلم في جامعاتهم من جديد .
إننا نتمنى على وزارة التربية أن يكون مهرجانها المسرحي قائما عليها وعلى قدراتها الذاتية لأن في كوادرها الكثير من المبدعين الأصلاء المتواصلين في العطاء والمتابعة والقراءة ، وأن تكون رئاسة اللجنتين التحكيمية والنقدية من كوادرها حصرا ، وان يكون لكل مهرجان لجنته التحكيمية الخاصة التي لايعلن عن أسماء أعضائها إلا في ختام المهرجان ، وان لا تقتصر على أسماء معينة منذ بداية المهرجان في دورته الأولى وحتى الآن ، فلا عجب اذن أن تأتي نتائج اللجنة التحكيمية في هذا المهرجان والمهرجان الذي سبقه نتائج مزاجية تلاعبت بها العلاقات والأهواء ، ومن هنا جاء القرار الشجاع والجريء للأستاذ جبار المشهداني عضو اللجنة التحكيمية مدير عام التلفزيون التربوي في الانسحاب من اللجنة في اختتام المهرجان وأمام الجميع مفضلا انسحابه وعدم التوقيع على نتائج لم يقتنع بها إطلاقا على الرضوح لرئاسة اللجنة وقراراتها .
ظهرت في المهرجان أعمال أشير إليها بالبنان من قبل الجمهور والنقاد لم تحصل على أية جائزة في أي مجال من مجالات مكون العرض المسرحي ، فيما حصلت أعمال غير مهمة وغير جديرة بالجوائز التي حصلت عليها برأي النقاد والجمهور أيضا وهذا ماثار حفيظة أغلب الحضور وامتعاضهم ، أقول ذلك لأنني لم أتخلف عن مشاهدة أي عرض من العروض المشاركة في المهرجان كما كنت معقبا على عدد منها في الجلسات النقدية .
إننا نناشد القائمين على هذا المهرجان أن يكون مهرجانا عراقيا متميزا في جميع المجالات كخطوة أولى لجعله مهرجانا عربيا بعد كل دورتين عراقيتين وذلك في مخاطبة فرق التربية في أنحاء الوطن العربي للمشاركة فيه إضافة إلى الأعمال المتميزة في المهرجانين العراقيين اللذين يسبقان المهرجان العربي لتكون وزارة التربية في العراق هي السباقة لأقامةمثل هذا المهرجان الذي سنفخر به جميعا .
نرتئي أن تتشكل لجنة مشاهدة تسبق أقامة أي مهرجان من المهرجانات قبل شهر من إقامته على الأقل لتصويب وتعديل الأعمال التي لا تتناغم وقوة الفعل المسرحي المؤثر في هذا المهرجان .
نتمنى ونأمل واثقين من أن معالي وزير التربية والمعنيين في الوزارة أن يأخذوا بملاحظاتنا المطروحة سلفا لأنها نابعة من مشاعر وأحاسيس المساهمين في هذا المهرجان من كوادر النشاط المدرسي في العراق ، ولكم مني كل الحب والمودة والتقدير .. ومن الله التوفيق .
[email protected]