23 ديسمبر، 2024 7:45 م

خطاب مرسي وبيان السيد

خطاب مرسي وبيان السيد

ملاحظة : بيان السيد خلط بين ماهو ديني يلزم صاحبه وأتباعه في مسجد يتعبد فيه ، وعمل سياسي تكون المصلحة الوطنية هي البوصلة في بناءه ، فقد أتعبتنا وسائل البعض في البحث عن أعداء مفترضين قد يجدهم في كتاب مقدس أو تأريخ سحيق مليء بالصراعات …

بعد أن كان الصراع العربي – الإسرائيلي في نظر الإخوان المسلمين صراع وجود لا حدود ، وفلسطين من من البحر إلى النهر ، تصاحبه دعوات متواصلة لإلغاء معاهدات السلام (العار) بين الدول العربية والدولة العبرية ، وطرد سفرائها وإستقدام من يمثلنا فيها ، وجدت الجماعة بعد أن اعتلت سدة الحكم وآلت إليها مقاليد السلطة ، نفسها أمام واقع جديد يحتم عليها خطابا” عقلانيا” غير منفعلا” لازمها أيام نظالاتها وصولا” لما كانت تمني النفس به وقد كان ، بعد (ربيع عربي) شحيح الثمار والأزهار إلا منهم .
فكانت لقاءات الجماعة مع مسؤولين في الإدارة الأمريكية ، وإعلانهم عبر منابر عدة وبمنتهى الصراحة والوضوح تمسكهم بمعاهدة السلام الموقعة بين القاهرة وتل ابيب وإحترامها ، والتعامل معها وفقا” للقواعد الدولية والمصلحة القومية لمصر ، ومن ثم البحث عن سبل جديدة للعمل السياسي بعد أن وجدوا أنفسهم أمام تحديات كبيرة تلزمهم التخلي عن شعاراتية بالية لن تشبع جياع مصر او تكون عونا” في نهضتها وإزدهارها ، وإن كانت سببا” في كسب أصوات ناخبيهم (المأخوذة) عقولهم بصلوات زعاماتهم ودعائهم ، وهي نقلة نوعية تجيد كافة تيارات الإسلام السياسي اللعب على حبالها موهمين الناس وعبر ذات الخطاب الديني لهم ، بحتمية ووجوب إحترام المسلم (الملتزم) لعهوده ومواثيقه مستشهدين بآيات قرآنية وأحاديث نبوية كثيرة تحثهم على ذلك .
(صاحب الفخامة السيد شيمون بيريز رئيس دولة إسرائيل) (عزيزي وصديقي العظيم) (صديقكم الوفي) والدعوات في إطراد علاقات (المحبة) التي تربط (لحسن الحظ) بلدينا ، ناهيك عن تمنياته لسعادة الرئيس الإسرائيلي نفسه ورغيد العيش لشعبه ، عبارات مقتبسة من خطاب الرئيس مرسي نقلها سفير مصر الجديد في تل ابيب عاطف سالم مع أوراق إعتماده ، تنبأنا وإن أختلفنا مع الجماعة في الكثير من طروحاتها الفكرية ، بمراجعة جدية  لمجمل ما علق في لب الناس من ثوابت باتت (متحركة) بفعل الواقع الذي هم عليه الآن ، فلا إسرائيل ترمى في بحر هلاكها كما شاركهم ذات الشعار قوميو الأمة ، ولا فلسطين هدفا” للتحرير والجهاد ، وصولا” إلى الدعم غير المحدود لقوى الأمن المصرية في ضرب الجماعات (الجهادية) في سيناء والحيلولة دون المس سلبا” بحدود إسرائيل .
المتغيير الكبير هذا في توجه الإخوان منذ سقوط نظام الرئيس مبارك حتى اليوم ، لابد أن يقرأ جيدا” في علاقات مصر الدولية ، وإن كانت هناك نزعات طائفية إتجاه أقليات دينية ومذهبية في الداخل المصري ، ودعوات أخرى لكبت الحريات الفردية ، لابد أن تصحح إذا ما أريد لمشروع حكم الإخوان النجاح ، وتسيء لهم خارجيا” ويجعلهم بسببها عرضة لنقد دولِ داعمة عدة ومؤسسات دولية .

بيان السيد
لكن مالفت إنتباهنا مع إستغراب الجميع لكلمات مرسي تلك ، دعوة السيد مقتدى الصدر عبر بيان له الرئيس بالعدول عن فتح سفارة بلاده في إسرائيل ، معتبرا” ذلك مضرا” بمصر وبسمعة الإسلاميين ، ولانعلم عن أي ضرر يتحدث السيد ولم يرشده في بيانه لبديل تنتفع منه مصر ، أو سمعة يراد الوصول إليها وقد كانت تجربة إسلاميو العراق مليئة بكل ما يعاب به (دعاة) دين ، ام إنه من باب نحن مسلمون والحمدلله دون أن نعي أهمية التحلي بصفات نبل مفقودة في شخوص تمثلكم وآخرين ، وترعاها وتباركها دعواتكم ، من أستوزر منهم أو بات رغما” عني وأبناء جلدتي نائبا” ، ليغرفوا من مال الناس مايكمل لهم دينهم ويتمم نعمته عليهم .
بيان السيد دعوة للكراهية اتجاه دين سماوي خاصة بعد أن أستقوى علينا بنص قرآني (لا إجتهاد في مورد النص) (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ …. الاية) ، كما جعلنا في حيرة من أمرنا عن مدى شرعية علاقتنا مع من استنصر في المنظومة الدولية أو كان بوذيا” ، وإن كان كما يبدو قد عفانا جزاه الله خيرا” ورخص لنا إقامة مايحلوا لنا من علاقات مع من أعتنق دينا” أو مذهبا” غير المشار إليه في بيانه .