خطاب للسيد فلاح حسن شنشل المحترم

تحية طيبة
والله اني خجل من نفسي ومنكم ومن قرائي على هذا الالحاح في الطرق على هذا الموضوع المتكرر الذي بات مملا كتشكيل الاحزاب في العراق (الاحزاب التي اما هي مؤمنة بقطع ارزاق اليتامى او انها مشغولة بالدعاء والجمعة المباركة او انها تخشى العقاب الارضي اكثر من عقاب الله الذي سيقول ((قفوهم انهم مسؤولون)) ..نعم باتت مملة كفتح معبر رفح ورواتب رفحا وكشعارات محاربة الفساد وبرامج ومؤتمرات المصالحة في ضل تهميش مقنن بقوانين مقدسة.
ولكن قل لي بربك وانصحني بل وعلمني كيف يمكن السكوت او التوقف عن الكتابة في كتاب العصر ..كتابكم السحري 10020 ؟؟ الذي وقعتموه شخصيا واطلقت عليه السحري لأنه سحر رئيس هيأة التقاعد الوطنية وقطع رواتب الالاف من العراقيين وأنتم لم تقولو في الكتاب سوى (( طيا قائمة بأسماء اعضاء الفروع والمكاتب نرجو اتخاذ ما يلزم)) وبنفس الوقت اوصى دائرته بأن يخفوا هذا السحر عن اي مراجع وأن لا يستلموا اي تظلم او اعتراض. والمحاكم تريد ان يعترض المعترض خلال شهر والا عليه ان لا يتعب محاميه وبات ذلك العروة الوثقى مما قد يعطينا دليلا على وجود اتفاق او تخادم او خطة رغم انه من الواضح ان كتابكم اعلاه (1) بدون اي سند قانوني (على الاطلاق) (2) يخالف النظام القانوني العراقي برمته ( قانون المساءلة نفسه- قانون التقاعد الموحد- قانون الخدمة والتقاعد العسكري)
(3) يخالف مبدأ قانوني صريح لمجلس شورى الدولة ورد بقرارهم 3/2007((حيث ان الفصل من الوظيفة لا يحرم الموظف من تقاضي الحقوق التقاعدية وتأسيسا على ذلك يحق لمن كان عضو شعبة فأعلى في حزب البعث (المنحل) الحصول على الحقوق التقاعدية وفقا لأحكام القانون)) (4) خرق المواد الدستورية 15، 19ثانيا وثامنا ، 29ب،30اولا وثانيا ، 37ج
(5) ارتكاب للصورة الثالثة من صور الابادة الجماعية الخمسة (التجويع الجماعي) الواردة في المادة (3) من اتفاقية منع الابادة الجماعية ومعاقبة مرتكبيها الصادرة بقرار الجمعية العامة للامم المتحدة 260للعام 1948 والسارية المفعول
(6) خروج عن شريعة النبي موسى عليه السلام ((لا تسيء الى ارملة او يتيم)) (خروج 22)
(7) خروج عن شريعة النبي عيسى عليه السلام (( ويل للذين يسنون قوانين غير عادلة ويصدرون اوامر ظالمة ليحرموا الناس من حقوقهم وليفترسوا الارامل وينهبوا الايتام )) (سفر اشعياء)
(8) خروج عن شريعة النبي اليتيم محمد صلى الله عليه وسلم ((وأما اليتيم فلا تقهر))(الضحى 9) (10) اما شريعة يحيى (يهيا يهانا)عليه السلام المندائية فقالت ((من الف يعبر بحر سوف العظيم واحد …يعبر من اعطى الصدقة ومن ملأ حضن الارملة وسند قلبها )) وليس من سلب حقوقها .
وبما ان سيرتكم الذاتية تقول انكم من اتباع الشهيد محمد محمد صادق الصدر وأنا كنت اشتريت كتابين للسيد محمد باقر الصدر هما اقتصادنا وفلسفتنا بخمسة دنانير خلال النصف الاول من السبعينيات دمرت ميزانيتي لشهور ، وبما اني كنت بعد استشهاده اذهب الى ابو دشير لأستعير من صديق خطبه المسجلة الممنوعة وكنت لواء ركن ، وبما اني احلت الى التقاعد بنفس العام الذي استقلتم فيه من الجيش (بعدها اصبحتم مفصولا سياسيا؟؟؟؟وهذا فيه سحر ايضا) وبما اني كنت رئيسا للهيئة التدريسية لجامعة الدفاع الوطني قبل ان تدخلوها كطالب بعقد من الزمن ، وبما ان رسالتكم فيها كانت عهد الامام علي عليه السلام للأشتر وبما ان رسالتي للدكتوراه كانت (الفكر الاستراتيجي للأمام علي عليه السلام) فدعني اعطيك بعض من رسالتكم وغيرها لتقارنوا بين ما جاء في العهد الذي قلتم عنه انه ((دستور لكل زمان ومكان) وبين امركم 10020 وفيه ان (( رأس السياسة استعمال الرفق)) وكانت رأس سياستكم المتمثلة بكتابكم اعلاه القسوة الجماعية المفرطة حيث لم تطبقوا ما قلتموه في العهد عن الامام ((لا تنقادوا لأهوائكم فأن النازل بهذا المنزل نازل بشفا جرف هار)) وفي غيرها اوصى احد ولاته (( لا يكن حظك في ولايتك مالا تجتنيه او غيضا تشتفيه)) كما فعلتكم بكتابكم اعلاه
السؤال المحير هو هل ان كل ما كتبته في اعلاه مر بذهنكم لحظة التوقيع على الكتاب الجريمة ،وهل تذكرت النشيد المعروف للأيتام (فراق علي) (( العيون الجائعة تتأمل على درب ابيهم لما لم يأت ليطعمهم….ذلك الذي كان يأتي وحيدا فريدا في الليل ليطعمهم حاملا التمر والخبز على كتفيه…الآن قد عرفت اليتامى انه كان علي)) ..ام انكم كباحث اكاديمي عن الامام علي لم تقرأ وصية الزهراء عليها السلام لزوجها وهي تفارق الحياة (( ابكني وابك لليتامى ولا تنس..)) و((يا ابا الحسن لا تصح في وجههما فيصبحان يتيمين غريبين منكسرين)) وأنتم ايها الاخ صحتم وجوعتم الآلاف من الابرياء (بشخطة قلم) كما يقول المثل العراقي
غفر الله لنا ولكم ان دعي لكم الايتام والارامل والشيوخ بالغفران ولا يزكي الانفس الا الله وهو يغفر الذنوب جميعا ولكني اعتقد ان اصرار هيئتكم بعد ان عرفت ابعاد الجريمة وطلبها رد الدعوى ؟؟؟؟ يثبت سبق الاصرار والترصد لكم او لمن امركم والتوبة هي الحل