لا زالت العصبية القبلية هي الغالبة في طروحات عالمنا العربي والاسلامي ولا زال يتفاقم لنا خطاب التشنج المفتعل يلعب الدور السلبي في ديمومة علاقاتنا المجتمعية والناتج العام هو دوما اخراج السيوف من غمدها وحمل الدرع وركوب الاحصنة والتوجه الى ساحات الوغى
والذي يتفحص بعناية يجد كم من الملايين راحت في سوح القتال هباء ابتداء من حروبنا القديمة والحديثة وهذا ينم عن القصور الفكري وغياب الوعي التحليلي للاشياء والضحية هنا طبعا الشعوب
واود القول كم من الملايين سقطت ضحايا تشنج الافكار والاعتقاد بصواب الرأى لهذا القائد او هذا التشكيل ومجرد دولة س اتخذت قرار ما حتى انبرت دولة ص بتحشيد جيشها وشهرت سيوف العامة وطالبت التطوع للقتال ومعادات دولة س وكأن الحروب هي نزهة في حدائق وجنان الله
وها نحن ندفع الاثمان نتيجة غباء المواقف وردة الفعل ومن يستقرا حالنا يجد عشرات الامثلة في تأريخنا القديم والحديث منه وهي بالتأكيد عملية وراثية تأصلت فينا منذ قرون
ومن يريد ان يقف مع ردة الفعل عليه اولا ان يكون قادرا متمكنا من مجابهة الخطر المحيط به
ولنا في واقعنا السياسي اليومي امثلة كثيرة تدل على ان ردة الافعال كانت وراء سفك الدماء بسبب عدم ادراك مناطق الوعي لما تؤول حالة العصبية الى نتائج وخيمة وغالبا ما كانت النزعات الدينية المذهبية هي السبب الرئيس وراء هذا التطاحن والصراع ومن يرى واقعنا العام يلاحظ الى اي مدى دفعنا اثمان خطابات ردة الافعال
ولو ان زيدا في اقصى العالم نشر صورة او مقالة تمس قوم في ابعد دولة نلاحظ الانتفاضات وقطع العلاقات والسب والشتم والتهديد والوعيد وقطع العلاقات والتهيؤ للحرب لمجرد حدث ما
اذن نحن امام عقلية عصبية واقعها انساني مغلف بالهذيان والثورة والدمار دونما حساب للمنظور ومعرفة النتائج وهذا هو سر تخلفنا والبقاء في خانة التراجع لاننا لا نفقه لغة العالم المتمدن اذ اننا نجد في انفسنا خير امة وخطابنا وموروثنا دوما هو الصحيح وان جنان الله لن تفتح ابوابها الا لنا اولاد عدنان وقحطان