ان هموم الاصلاح والتغيير هموم تصاحب المصلحين وتستأثر باهتمامهم وتنعكس على مجمل سلوكهم ومظاهرهم ,وفي الحقيقة ان المصلح يتحمل الكثير من الكروب والمحن من لدن اعداء الاصلاح وحماة الظلم والفساد والانحراف , وهنا قد اشارة المرجعيه الدينيه في احدى بياناتها المسمى الحركة الاصلاحية بين الايثار والانتهازية بخصوص المواجهه الأزليه بين المصلحين وأعداء الاصلاح بقوله ((أن المصلحين من انبياء وائمة واولياء صالحين على مر التاريخ (إلا النادر جدا جدا) لا يتهيأ لهم التطبيق و المصداق الخارجي على أرض الواقع من سلطة و حكم و أوامر و نواهي نافذة و فاعلة بقوة دولة ومؤسساتها …و حتى النادر فهو كذلك لم يتحقق له ذلك إلا في بقعة محددة من الأرض و في فترة زمنية ليست كافية إضافة إلى تزامن سلطانهم و دولتهم إلى وجود الكثير من الأعداء و التحديات و الأخطار التي أخذت الكثير من الوقت و الجهد لمواجهتها و لا يخفى عليكم الشاهد فيما تحقق مثلا في عصر الانبياء يوسف وسليمان عليهما السلام ودولة الحق و سلطة الشرع المقدس في عصر النبي المصطفى الخاتم (صلوات الله و سلامه عليه وعلى اله) , وهنا لايخفى على الجميع ما لمرجعية السيد الصرخي الحسني من دور بتوعية الناس بخصوص مايدور اليوم وما دار سابقاً بواقع العراق , والمتابع الواعي يلحظ ان هذا الدور التوعوي اتخذه سماحته من اول يوم تصدى فيه للمرجعيه, وتحمل ماتحمل من تسقيط وتشويه لسمعته في المجتمع وفي اوساط الحوزه , لكن ما عسانا ان نقول او نحكي…. عليه فأن الشخصيه الاصلاحيه هي التي تستطيع ان تحقق توازنا دقيقاً بين القدرات الذاتيه وبين التحرك الميداني وذلك عندما تحاول ان تحقق الاهداف التي تؤمن بها , فالإصلاح يحتاج الى مقومات وعي دقيقه ورؤيه شموليه للواقع من كافة ابعاده وجهاته فهو يحتاج الى نظره ثاقبه تتجاوز حدود الزمن لترمق المستقبل بنفس الوضوح الذي تنظر فيه للحاضر ,مما يجعل صاحب المشروع الاصلاحي يخطط للامه في حاضرها من اجل ان تجني الثمار في حاضرها ومستقبلها ,اي انها تؤسس منهجا اصلاحياً وليس مجرد عمل اصلاحي , وهنا نقول هل التفتَ العراقيون لما تريده المرجعيه العربية العراقيه منهم, هل فهموا منهجية الاصلاح التي ارادتها المرجعيه في التعامل مع الاحداث والوقائع التي مرت وستمر على العراق من خلال بياناتها وخطاباتها التي طالما للأسف ترفض وتشوه صورتها في البدايه لكنها في الاخير تعكس النتائج والسلبيات التي تحذر منها , هل ولدت عندهم همه نحو تغيير الواقع الفاسد ,فبيانات المرجعيه كلها واضحه وقد شخصت المشاكل ووضعت الحلول المناسبه لها , فيا ابناء العراق كونوا اصحاب نظره كيسه وواعية شموليه وانظروا جيداً لما تريده المرجعيه منكم وانظروا لما يدور اليوم في بلدكم حتى تجنوا في المستقبل ثمار وعييكم وهمتكم بشكل يرضي الاجيال القادمة عنكم , وحتى لا نحكم عليهم مستقبلاً بالذل والهوان من خلال تقاعسنا عن العمل والتفكير الواعي بخلاص العراق من منهج الانحراف , منهج الفاسدين والمنتفعين , منهج الارهاب والطائفيه المقيته , منهج مصادرة الحريات والكلمة الصادقة الواعيه التي تريد الخير والازدهار للعراق .. وهنا لا يفوتني ذكر التفاته رائعة للمرجعية بخصوص التفكير بمنهجيه جماعيه وواعيه قويه همها الوطن والشعب ووضع الحلول للسلبيات ,وهذا ماتضمنه كلامه في احدى بياناته بقوله (فالواجب الشرعي والأخلاقي والتاريخي يلزمنا أن نكون واعين وأكثر وعياً في معرفة الامور وتقييمها تقييماً موضوعياً , وتشخيص السلبيات ومعالجتها وتحديد الإيجابيات ومنافعها والحث عليها بالقول والفعل , وليكن منهجنا وعملنا تحت ضابطة ( إن اختلاف الرأي لا يفسد الود والربط الأخلاقي والإنساني شيئا ً) فمهما اختلفنا في الرأي وانتقد بعضنا البعض نقداً علمياً أخلاقياً فلابد أن تكون وحدتنا وقوتنا في محورنا وقطبنا وغايتنا وهو حب العراق وشعبه وخدمته والحفاظ عليه من رياح وأعداء المنافقين .. وأخيرا فانه علينا واجب الانتفاض بوجه القبح والفساد والإرهاب والظلم والظالمين المباشرَيَن والمسَببيَن من أي قومية أو دين أو مذهب أو طائفة أو عرق أو حزب أو منظمة أو حركة أو أي مجموعة كانت أو غيرها ، فالإرهاب والظلم مرفوض عقلاً وشرعاً وأخلاقاً لأنه قبح ودمار وهلاك وفساد…….. نعم لنفعل ذلك دون ملل ولا كلل ودون مجاملة وليكن همنا العراق وشعب العراق ..