التاريخ يحدثنا ويثبت لنا أمور هي خلاف ما يتحدث به أدعياء التوحيد وأهل التكفير المارقة ممن انتحل الإسلام كدين سماوي او انتحل طائفة معينة لكي يوهم الآخرين انه المدافع والمحامي عنها خصوصاً مع وجود أمراء فسقة من هذه الطائفة او تلك لكي تمضي المشاريع المعدة مسبقاً بطريقها المرسوم لها ، لكن الوقائع التاريخية تثبت خلاف ذلك وهو ان الخليفة الفاطمي الذي يحسب على الطائفة الشيعية هو من قلد مرسوم الملك الناصر لصلاح الدين الايوبي في فترة حكمه كما ذكر ذلك سماحة المرجع الصرخي الحسني في محاضرته (22) وقفات ..مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري ذاكراً ذلك وكما مدون ادناه::
المورد1: ابن الأثير: الكامل في التاريخ9: 343
[ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَخَمْسِمِائَةٍ(564هـ)]:
[ذِكْرُ مُلْكِ صَلَاحِ الدِّينِ مِصْرَ]
قال (ابن الأثير): {لَمَّا تُوُفِّيَ أَسَدُ الدِّينِ (الله)شِيرِكُوهْ كَانَ مَعَهُ صَلَاحُ الدِّينِ يُوسُفُ ابْنُ أَخِيهِ أَيُّوبَ بْنِ شَاذِي قَدْ سَارَ مَعَهُ عَلَى كُرْهٍ مِنْهُ لِلْمَسِيرِ
أـ (قال ابن الأثير): حَكَى لِي عَنْهُ (عن صلاح الدين) بَعْضُ أَصْدِقَائِنَا مِمَّنْ كَانَ قَرِيبًا إِلَيْهِ خِصِّيصًا بِهِ، قَالَ: لَمَّا وَرَدَتْ كُتُبُ الْعَاضِدِ((الملك الفاطمي)) عَلَى نُورِ الدِّينِ(زنكي) يَسْتَغِيثُ بِهِ مِنَ الْفِرِنْجِ، وَيَطْلُبُ إِرْسَالَ الْعَسَاكِرِ، أَحْضَرَنِي وَأَعْلَمَنِي الْحَالَ، وَقَالَ: تَمْضِي إِلَى عَمِّكِ أَسَدِ الدِّينِ بِحِمْصَ مَعَ رَسُولِي إِلَيْهِ لِيَحْضُرَ، وَتَحُثَّهُ أَنْتَ عَلَى الْإِسْرَاعِ، فَمَا يَحْتَمِلُ الْأَمْرُ التَّأْخِيرَ، فَفَعَلْتُ، وَخَرَجْنَا مِنْ حَلَبَ، فَمَا كُنَّا عَلَى مِيلٍ مِنْ حَلَبَ حَتَّى لَقِينَاهُ قَادِمًا فِي هَذَا الْمَعْنَى، فَأَمَرَهُ نُورُ الدِّينِ بِالْمَسِيرِ، فَلَمَّا قَالَ لَهُ نُورُ الدِّينِ ذَلِكَ الْتَفَتَ عَمِّي إِلَيَّ فَقَالَ لِي: تَجَهَّزْ يَا يُوسُفُ! فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَوْ أُعْطِيتُ مُلْكَ مِصْرَ مَا سِرْتُ إِلَيْهَا: فَلَقَدْ قَاسَيْتُ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَغَيْرِهَا مَا لَا أَنْسَاهُ أَبَدًا، فَقَالَ لِنُورِ الدِّينِ: لَا بُدَّ مِنْ مَسِيِرِهِ مَعِي فَتَأْمُرْ بِهِ، فَأَمَرَنِي نُورُ الدِّينِ، وَأَنَا أَسْتَقِيلُ، وَانْقَضَى الْمَجْلِسُ.
وَتَجَهَّزَ أَسَدُ الدِّينِ، وَلَمْ يَبْقَ غَيْرُ الْمَسِيرِ، قَالَ لِي نُورُ الدِّينِ: لَا بُدَّ مِنْ مَسِيرِكَ مَعَ عَمِّكَ، فَشَكَوْتُ إِلَيْهِ الضَّائِقَةَ وَعَدَمَ الْبِرَكَ، فَأَعْطَانِي مَا تَجَهَّزْتُ بِهِ، فَكَأَنَّمَا أُسَاقُ إِلَى الْمَوْتِ، فَسِرْتُ مَعَهُ وَمَلَكَهَا، ثُمَّ تُوُفِّيَ فَمَلَّكَنِيَ اللَّهُ تَعَالَى مَا لَمْ أَكُنْ أَطْمَعُ فِي بَعْضِهِ
ب ـ(ثم قال):وَأَمَّا كَيْفِيَّةُ وِلَايَتِهِ، فَإِنَّ جَمَاعَةً مِنَ الْأُمَرَاءِ النُّورِيَّةِ((نسبة إلى نور الدين زنكي)) الَّذِينَ كَانُوا بِمِصْرَ طَلَبُوا التَّقَدُّمَ عَلَى الْعَسَاكِرِ، وَوِلَايَةِ الْوِزَارَةِ الْعَاضِدِيَّةِ بَعْدَهُ،.. فَأَرْسَلَ الْعَاضِدُ إِلَى صَلَاحِ الدِّينِ، فَأَحْضَرَهُ عِنْدَهُ، وَخَلَعَ عَلَيْهِ، وَوَلَّاهُ الْوِزَارَةَ بَعْدَ عَمِّه(أسد الدين) ((إذن الخليفة الفاطمي استوزر بنفسه وطلب أن يكون صلاح الدين وزيرًا له، وفضّله على الآخرين ورجّحه على الآخرين، ولولا الخلفية الفاطمي لكانت الوزارة والقيادة لغير صلاح الدين، خاصّة مع ملاحظة أنّ صلاح الدين لا يريد هذا الأمر، وقد جاء إليه مكرهًا )).
فَلَمَّا خَلَعَ عَلَيْهِ لَقَبَ الْمَلِكِ النَّاصِرِ((لاحظ أعطاه المرسوم وكتاب التنصيب والتعيين وأعطاه عنوان الملك الناصر، التفت جيدًا، لاحظ لقب صلاح الدين الملك الناصر والمعروف حاليًا هذا اللقب أعطاه إيّاه وخلعه عليه وسمّاه به الملك الفاطمي)) لَمْ يُطِعْهُ أَحَدٌ مِنْ أُولَئِكَ الْأُمَرَاءِ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْأَمْرَ لِأَنْفُسِهِمْ، وَلَا خَدَمُوهُ، ((طبعًا نظرة الحسد التي يُنظر بها إلى صلاح الدين باعتباره من مماليك الزنكية، فكيف يتأمّر عليهم؟! إذن كانوا ينظرون إليه نظرة استصغار، نظرة ذلّة، وكما يسمّى بالنظرة الدونية)) وَكَانَ الْفَقِيهُ عِيسَى الْهَكَّارِيُّ مَعَهُ، فَسَعَى.. وَكُلُّهُمْ أَطَاعَ غَيْرَ عَيْنِ الدَّوْلَةِ الْيَارُوقِيِّ، عَادَ إِلَى نُورِ الدِّينِ بِالشَّامِ وَمَعَهُ غَيْرُهُ مِنَ الْأُمَرَاءِ، وَثَبَتَ قَدَمُ صَلَاحِ الدِّينِ، وَمَعَ هَذَا فَهُوَ نَائِبٌ عَنْ نُورِ الدِّينِ، ((ومع هذا فهو نائب لنور الدين وهو والي تابع لنور الدين، يأخذ الأوامر من هناك وفي مصر كان الأمر هو للوزير، لا سلطة ولا مكانة ولا قدرة على الأمر والنهي بالنسبة للخليفة الفاطمي، إذن صار الخلفية الفاطمي والدولة الفاطمية تحت سلطة صلاح الدين، وصلاح الدين وما يملك من سلطة تحت سلطة نور الدين، لاحظ كيف تنازل الملك الفاطمي أو الخليفة الفاطمي بكل شيء إلى الدولة الزنكيةإلى الزنكيين إلى المسلمين إلى السنّة في مقابل أن لا يتنازل عن الدولة والناس والسلطة إلى الصليبيين وإلى الفرنج))
فأي باب للفتنة والتصارع والتقاتل وتكفير الآخرين يفتحه التيمية الخوارج يغلق وتخرس الألسن حين نجد من يحقق بهذا الامر وتنكشف ان الحقيقة هي خلاف ما ذهب اليه أدعياء التفرقة وأهل التجسيم المارقة. .