22 ديسمبر، 2024 8:41 م

خطاب السيستاني…والإبقاء على الفاسدين

خطاب السيستاني…والإبقاء على الفاسدين

يومنا أسوأ من أمسنا، وغدنا أسوأ من يومنا، بهذه العبارة يمكن لنا أن نجمل الواقع المأساوي الذي عانى ويعاني منه العراق وشعبه منذ الاحتلال والى وقت غير معلوم…، وكل هذا جرى ويجري ببركة وحكمة مرجعية السيستاني التي اختزل فيها الاحتلالُ ( الأميركي-الإيراني) مصير شعب ووطن متعدد الأديان والطوائف والتوجهات الأيديولوجية، فكانت اللبنة الأولى لتأسيس ديكتاتورية المؤسسة الدينية بزعامة تلك المرجعية الكهنوتية بعد أن ضمن المحتل صوتها وتسخير فتاواها لما يصب في مصالحه وتحقيق أجنداته…وبعد أن زج العراق وشعبه في محرقة الاقتتال ومستنقع الفساد، تنهشه مخالب الفاسدين، ومليشيا الحشد الطائفي وعصابات التكفير، وفوضى عارمة لا تبقي ولا تذر، قرر السيستاني الإحجام عن السياسة في خطوة لم يشهدها تاريخ البشرية منذ أول الخليقة، حيث لم نسمع أن نبياً أو رسولاً أو وصياً أو إماماً أو مصلحاً مهما كان دينه أو توجهه الأيديولوجي كان قد ترك الشعب وانزوى في بيته، فكيف بالسيستاني الذي كان ولا يزال هو السبب الرئيس فيما آل إليه الواقع العراقي فالمسؤولية الشرعية تفرض عليه أن يصلح ما أفسدته فتاواه ومواقفه، لا أن يترك الناس يواجهون القتل والحرمان والضياع…لم تنتهِ عجائب وغراب السيستاني، حيث بعد طول صمت وسكوت يطل علينا مجددا بخطاب لا يسمن ولا يغني…، بل هو امتداد لخطاباته التي تكشف عن مدى استخفافه بالعراق وشعبه، وانه لا يزال يراهن على الفساد والمفسدين وينتظر منهم العودة إلى رشدهم!!!، وفقا لما جاء على لسان خطيب الجمعة احمد الصافي، وهذا إنما يدل على أن السيستاني يريد الإبقاء على منظومة الفساد والفاسدين، ضاربا عرض الحائط إرادة الشعب المنتفض منذ أكثر من عام والرافضة لبقاء الفاسدين، وهنا نتساءل هل يمكن لعاقل أن يترجي ممن توغل في الفساد والجريمة والتبعية للشرق أو الغرب وارتبط مصيره بالفساد والإفساد أن يعود إلى رشده؟!!، وهل يمكن للإصلاح أن يتحقق في ظل تسلط إيران ومليشيا الحشد الطائفي الذي أسسه السيستاني بفتواه والذي هددت إيران بأنها ستستخدم الحشد لضرب التظاهرات.. ؟!!إن الواقع والتجربة أثبتت بكل وضوح أن الفاسدين ومن يقف ورائهم ماضون في فسادهم وتسلطهم، وان السيستاني هو الراعي والداعم لهم والمحامي عنهم بدليل انه لم ولن يصدر فتوى ضد الفساد والفاسدين بالرغم من أن الشعب قد طلب منه ذلك، وهذا ما يؤكد تمامية القراءة والتشخيص الدقيق الذي طرحه المرجع العراقي الصرخي في اللقاء الذي أجرته معه قناة التغيير الفضائية بتاريخ 17/8 / 2015 ،حيث كان مما جاء فيه قوله: ((لا نتوقع أبدا صدور فتوى تحشيد لتغيير الفاسدين العملاء، لأنه هذا يضر مصالح إيران ومشاريع إيران، فراجعوا كل ما صدر من فتاوى ومواقف المرجعية التي ترجمت على ارض الواقع، فستتيقنون انه لم يصدر شيئا وترجم على الأرض إلا وهو يصب في مصلحة إيران ومنافعها ومشروعها…))،هذا هو منهج وديدن السيستاني إن صمت أو نطق فان صمته ونطقه لا يصب إلا في مصالح الفساد والفاسدين ومن يقف ورائهم وخصوصا المحتل الأخطر إيران…