يجب أن يتميّز قادة المجتمع بالقوة، والشجاعة،والسلطة الروحية،والصبر الجميل،والإرادة الصلبة.
القران الكريم،ذكر عدة مزايا وخصائص، لمن يتولى قيادة المجتمع،ويتحمل مسؤولية إدارة شؤونه،من هذه المزايا:العلم والتخصص،القدرة،الثبات، الصبر،الحزم،العدل،وما الى ذلك.
نظرة سريعة للتاريخ القريب والبعيد، سنجد ان القادة العظماء،كانوا يتحلون بهذة الصفات،أما القائد الضعيف، والجبان،والمهزوز،والمتردد،والمتكبر، والمستعلي على الآخرين،لا يستطيع أن يخرج بالمجتمع من مآزقه ومشكلاته،فضلاً عن حفظ كيانه، ومواجهة أعدائه!
عندما أختار أمير المؤمنين عليه السلام،احد أصحابه لولاية”مصر”،كتب الى أهل مصر الذين ذاقوا الأمرين على أيدي الولاة السابقين،كتاباً ذكر فيه شجاعة،وقدرة،وصفات هذا الولي،وإليك بعض ما جاء في هذا الكتاب: ((أما بعد فقد بعثت إليكم عبداً من عباد الله لا ينام أيّام الخوف،ولا ينكل عن الأعداء ساعات الروع،أشدّ على الفجار من حريق النار،وهو مالك بن الحارث أخو مذحج،فاسمعوا له واطيعوا أمره فيما طابق الحق،فإنّه سيف من سيوف الله،لا كليل الظّبّة،ولا نابِي الضريبة)).
المنطقة المحيطة بالعراق بالذات، والشرق الأوسط عامة،مختنقة بالنزاعات،وصراع الإرادات السياسية، وكلّ يحاول جرّ النار الى قرصه، والتسابق نحو جمع النقاط للفوز بها بهذا الصراع.
من جانب تركيا تخلت عن حليفها الأكبر أمريكا، ولجأت الى روسيا،كما أنها-تركيا-لها تواجد عسكري في سوريا والعراق،ومن جانب آخر،روسيا وأمريكا حصل بينهما أتفاق هش في شأن سوريا،ولا يعلم هل سيدوم؟ أم يفضي بهما الى خلاف آخر،يؤدي الى نزاع عسكري،بين روسيا وحلفائها من جهة،وأمريكا وحلفائها من جهة أخرى، ولعل من بوادر هذه الحرب،قرب الأنتخابات الأمريكية،فإذا فاز بها الجمهوريين،حتما المعطيات السياسية سوف تتغير،فسياسة الجمهوريين تختلف عن الديمقراطيين.
السعودية وأذنابها من العرب،تشن حملة إبادة على الشعب اليمني،ولا يعرف عواقب هذه الحرب الظالمة،وما تخلفه من آثار سلبية على المنطقة، ودول الجوار،البحرين قائمة على ساق واحدة،ووضعها الداخلي غير مستقر،بسبب الممارسة الطائفية للسلطة الحاكمة،من العنف والبطش والأعتقال،ضد المتظاهرين السلميين من أتباع أهل البيت عليهم السلام.
حقيقةً ان الشيعة في المنطقة، وبالعراق خاصة، تتعرض لهجمة عدوانية شرسة،ومؤامرة خطيرة،من إرهابيين تكفيريين،ومن حكام أعراب الخليج،بقيادة الملك سلمان،وولده الأمير محمد،وبدعم غربي واضح ومكشوف.
كل هذه التخمينات،أو الظنيّات في قراءة الوقائع،والأحداث السياسية المستقبلية،أشار إليها زعيم التحالف الوطني الشيعي،الشاب عمّار الحكيم، في خطبة العيد التي خطبها، برؤية ثاقبة،وبصيرة نافذة،تخبرك عن معرفته وعمقه في السياسة،كيف لا وهو خريّج من مدرسة السياسة-عمّه شهيد المحراب”قده”-الذي كان ينظر الى المستقبل من نافذة الماضي،وهذه احدى خصائص القائد الناجح،الذي يقرأ الحدث،قبل وقوعه،فيبادر الى الوقاية منه.
المنطقة مقبلة على حوادث ومتغيرات سياسية هامة،وعلينا ان نتوقع أسوء الأمور،فما هو مصيرنا،نحن العراقيون؟ هل أعددنا العدة لها؟ ونحن في ظل وضع أمني لا يحسد عليه،وازمة أقتصادية،وخلاف سياسي بين مكوناته.
إذاً ما هو الحل،وأين يكمن؟طرح زعيم التحالف الوطني،السيد عمار الحكيم،حلاً واقعياً،هو عين الصواب، بعد ان ذكر الأزمات في المنطقة،وفي البلد،فقال في خطبته:ان الحل يكمن في وحدة العراقيين،وصح ما قاله، فالتاريخ،والتجارب،يؤيدانه،والحكماء تقول في الوحدة:أمان،وأستقرار،وقوة، وأنتصار.
التحالف الشيعي،حسم موقفه،ووحد نفسه بعد تشتت،وأختار زعيم له،يتمتع بمواصفات القيادة الناجحة،فيجب على التحالف الكردي،والسنّي،توحيد موقفهما،ويختارا لكليهما قائد،يتصف بمزايا وخصائص القيادة،لتكتمل بذلك كافة المواصفات الواقعية،والواعية في القيادة،تمهيداً لوحدة المجتمع،ً،ليواجه أي أزمات،أو عقبات قد تحدث في المستقبل،وهذه الوحدة هي من مصلحة جميع العراقيين.
السيد عمار الحكيم،أستقرأ حوادث الماضي، وأستنبط منها رؤيته السياسية، ودعاكم من قبل للعمل كفريق منسجم واحد،ولكنكم لم تستجيبوا،أفلا تتعظون اليوم يا ساسة البلد؟!